استبعد السيناتور لوتشو باراني زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الايطالي والسيناتور فرانشيسكو اموروزو عضو مجلس النواب الايطالي والرئيس السابق للبرلمان الأورومتوسطي تورط الحكومة المصرية أو وجود علاقة لها بحادث مقتل الطالب الايطالي جوليو ريچيني في يناير الماضي..وأكد السياسيان الايطاليان البارزان أن من ارتكب هذه الجريمة هو عدو للشعبين المصري والايطالي، وأن هدفه افساد العلاقات المشتركة بين البلدين والتي تشهد نموا مضطردا في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو ما يثير حفيظة العديد من الاطراف، التي تسعي للإساءة إلي تلك العلاقات..جاء ذلك خلال الحوار الذي أداره النائب السابق محمد أبو العينين الرئيس الشرفي للبرلمان الاورومتوسطي مع النائبين باراني وأموروزو وأذاعته قناة ∩صدي البلد∪ أمس في برنامج ∩علي مسئوليتي∪ الذي يقدمه الاعلامي أحمد موسي.وصف السيناتور لوتشو باراني جريمة قتل ريچيني بأنها عملية ∩قبيحة وجبانة∪ وأن من ارتكبوا تلك الجريمة البشعة كانت وراءهم أهداف سياسية واقتصادية، وأكد ان اعضاء الأغلبية في البرلمان الايطالي مقتنعون تماما بأن مصر والرئيس عبدالفتاح السيسي والحكومة المصرية لا علاقة لهم بهذه القضية، مشيرا إلي أن هناك حاجة لفهم وجود عناصر عدوانية تجاه الحكومة المصرية، وهذه العناصر متحالفة مع قوي اقتصادية لدول أخري، وتريد أن تأخذ لصالحها التعاقدات الاقتصادية، وأن تحل محل ايطاليا من علاقاتها الاقتصادية بمصر. وأضاف زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الايطالي: ∩استطيع ان اقولها للعالم كله وللايطاليين وللمصريين ∩جثة ريجيني∪، تم إلقاؤها تحت أقدام العلاقات الاقتصادية بين مصر وايطاليا∪ في توقيت مهم، عندما كانت الدولتان تعملان علي تدعيم صداقتيهما بشكل كبير. من الواضح أن أولئك الذين نسجوا خيوط هذه المؤامرة، يحاولون القيام بهذه الدعاية ويحاولون إفساد هذه العلاقات∪. وتابع زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الايطالي: ∩أنا علي اقتناع بأن القضاء الايطالي والحكومة الايطالية ووزير خارجيتنا يجب عليه ان يطلب الوثائق من جهات التحقيق والقضاء ومن الحكومة المصرية وأنا علي اقتناع كذلك بأن الحكومة المصرية سوف تقدم كل شيء وستكون مستعدة لتقديم جميع الوثائق اللازمة، بالرغم من مطالبتها بتسليم ملايين المكالمات باللغة العربية∪. وحول مطلب الجانب الايطالي تقديم تفريغ لملايين المكالمات الهاتفية التي أجريت في المنطقة التي وقعت فيها جريمة قتل ريجيني علق السيناتور لوتشو باراني قائلا: ∩لا يمكن، ملايين المكالمات باللغة العربية، ستجعل قضاتنا يعملون لمدة عشرين عاما ولن يصلوا في النهاية إلي شيء. علي العكس، أعتقد أنه يجب ان يكون هناك تقييم صحيح للأمور بين قضائنا وحكومتنا، وبين القضاء والحكومة المصرية للوصول الي نقطة تلاق ويفهم الاثنان معا من لديه اهتمام بإفساد العلاقات بين ايطاليا ومصر، والذي لا يمكن إلا أن يكونوا معارضين وأجهزة منشقة، ربما يتم تمويلهم من قوي اقتصادية تنتمي الي دول أخري، لا نستطيع أن نعرف من هم ولكنهم بكل تأكيد هم من يريدون أن يحلوا محل ايطاليا، ولهذا فإننا نري أن استدعاء السفير الايطالي كان خطوة ضرورية لكنه يجب ان يعود الي القاهرة ويجب أن يستأنف عمله من مكتبه وأن يستمر في المطالبة بحقيقة قضية ريجيني، وأن يستمر في تدعيم العلاقات بين البلدين التي يجب ألا تكون سوي علاقات صداقة∪. احترام الدستور المصري وأبدي السيناتور لوتشو باراني زعيم الأغبية في البرلمان الايطالي اقتناعه بأن من قاموا بقتل الطالب ريجيني بهذه الصورة الوحشية ومارسوا هذا القدر من التعذيب عليه قبل وفاته هم جماعات منظمة وأنهم جاهزون لعمل أي شيء، مشيرا إلي اعتقاده بأنهم قاموا بعمل شبكة من الحماية حتي لا يتم الوصول إليهم لاحقا، وهذا يدل علي أنهم منظمون جدا. وأشار باراني إلي احترامه للدستور والقانون في مصر، والذي يحظر تقديم تفريغ للمكالمات الهاتفية، مؤكدا ان مصر لديها قضاء مستقل، وأن الاجهزة المعنية في مصر قادرة علي العمل في إطار الدستور والقانون لتقديم جميع المعلومات الممكنة. وأضاف زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الإيطالي: ∩المهم هو فهم من هو الذي يهتم بإفساد العلاقات الطيبة بين مصر وايطاليا، سواء من الناحية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والمالية والسياسية، من قتل ريجيني عدو للشعب المصري وللرئيس السيسي وعدو للشعب الايطالي ولرئيس الوزراء رينتسي∪. وتابع القول: ∩هذه الايام تعرض ايطاليون آخرون للقتل في جنيف بسويسرا، ولم يحدث هذا الصخب الذي صاحب قضية ريجيني∪. وأشار السيناتور باراني إلي مغزي اكتشاف جثة ريجيني بالتزامن مع زيارة وفد ايطالي إلي القاهرة لتوقيع اتفاقيات تعاون اقتصادي، مؤكدا أن الهدف كان واضحا وهو احداث وقيعة بين الشعبين، كما اعتبر ذلك دليلا علي عدم ضلوع الحكومة المصرية في الحادث، وأضاف أن الحكومة المصرية ربما تضررت من هذه الجريمة، معربا عن اقتناعه بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي كان سيتبرع بدمائه إذا تطلب الأمر ذلك لانقاذ حياة الشاب الايطالي ريجيني. وشدد زعيم الاغلبية بمجلس الشيوخ الايطالي علي أن اعضاء كتلته البرلمانية سواء في مجلس الشعب أو النواب ستعمل بكل قوة من اجل أن يقوم وشدد رئيس الوزراء رينتسي والحكومة الايطالية ووزير الخارجية جنتيلوني علي عودة السفير الايطالي الي القاهرة وان يستمر في العمل مع الحكومة المصرية من خلال علاقاتنا الطيبة للبحث عن الحقيقة حول قضية ريجيني واضاف: سنعمل علي ألا يتم قطع اي نوع من العلاقات وإلا سنحقق هدف من قام بهذا الاعتداء ان موت ريجيني يعد اعتداء ارهابياً يهدف لإفساد العلاقات بين الدولة الايطالية والدولة المصرية. ووجه زعيم الاغلبية بمجلس الشيوخ الايطالي في ختام حديثه التحية للشعب المصري وللرئيس عبدالفتاح السيسي مؤكدا انه سيعمل وكل نواب كتلته البرلمانية علي اعادة الصفاء في العلاقات بين مصر وايطاليا معربا عن ثقته في نجاح تلك الجهود قريبا واشار الي نيته في زيارة مصر بصحبة وفد استثماري كبير للاطلاع علي المشروعات الكبري التي تجري حاليا علي ارض مصر لحث المستثمرين الايطاليين علي المشاركة فيها. علاقات راسخة ومن جانبه اكد السيناتور فرانشيسكو أموروزو عضو مجلس النواب الايطالي والرئيس السابق للبرلمان الاورومتوسطي أن العلاقات المصرية الايطالية راسخة ومتينة واعتقد أنه امام هذه الاحداث التي تتعلق بالعلاقات المصرية الايطالية يجب ان نقول بشكل واضح انه يجب ان نعمل جميعا ايطاليون ومصريون علي ان تجد هذه العلاقات بين البلدين وبين الشعبين قوة كبري دافعة في المستقبل وليس تراجعا. وأكد ان هناك رغبة ايطالية واضحة في كشف حقيقة هذه القضية لكن يجب ألا نترك الفرصة لان تسيء هذه القضية العلاقات المتميزة بين البلدين. واضاف السيناتور أموروزو اننا علي يقين من ان الحكومة المصرية لا يمكن ان تكون متورطة في هذه الواقعة ولهذا فإننا نطلب من صديقنا الرئيس السيسي ونطلب من اصدقائنا المصريين ان يبذلوا قصاري جهدهم حتي تظهر حقيقة ما حدث وانا علي يقين من ان الاصدقاء المصريين سيظهرون التزاما قويا في هذا الاتجاه. واوضح اموروزو ان احد الاسباب وراء تصعيد الموقف الايطالي في قضية ريجيني كانت محاولات التضليل التي ظهرت من خلال وسائل الاعلام مؤكدا ان الحقيقة لم تظهر بعد وان هذه الحقيقة هي هدف الحكومة والمؤسسات المصرية مثلما هي هدف الحكومة والمؤسسات الايطالية وان كلا الطرفين يسعي الي كشف الجناة وتقديمهم للعدالة. واشاد السيناتور أموروزو بالتصريحات الاخيرة للرئيس عبدالفتاح السيسي حول القضية والتي اكد فيها حرص مصر علي كشف الحقيقة في هذه القضية، معربا عن اعتقاده ان العلاقات بين مصر وايطاليا علي جميع المستويات الرسمية والشعبية يجب ان تبقي أخوية وعميقة.