شر البلية ما يضحك.. تمخض القذافي أمس فولد حديثا مفعما بأفظع النكات السياسية التي تثير المرارة، بنفس القدر، الذي تبعث فيه علي الضحك، ولكن النكات التي جاءت علي لسانه في هذا الحديث الذي قد يكون الأخير له - كرئيس - كانت نكاته الأكثر مرارة وبطعم العلقم.. ربما كان هذا هو ما خرج به العالم من حديث القذافي الفولكلوري مع قناة »بي بي سي« أمس. إلتقي معمر القذافي، الذي تتصاعد ثورة شعبه ضده، مع تزايد الضغط الدولي عليه للرحيل، وفقد فيه سيطرته علي عدة مدن رئيسية ، صحفيين أجانب في طرابلس، في لقاء هو الأول له منذ بدء الاضطرابات. وجري الحوار باللغة الإنجليزية بشكل أساسي، وبدا فيه أن القذافي يحاول تأكيد سيطرته علي الوضع، وكرر فيه كلامه بأنه لا يملك أصلا منصبا ليستقيل، وأن المظاهرات هي لأشخاص يحركهم تنظيم القاعدة. وقد يكون الزعيم الليبي معمر القذافي واقعا تحت ضغوط دولية شديدة للتنحي عن رئاسة ليبيا، لكن الرجل حافظ علي لهجة التحدي في لقائه. وأصر في رده علي أسئلة محرر شئون الشرق الأوسط في »بي.بي.بي« جيرمي بوين علي أن شعبه يحبه. ويظهر القذافي حسب مقتطفات فيديو نشرها موقع »بي. بي. سي« علي موقعه أمس، وهو يرتدي زيّه التقليدي، ونظارات سوداء نزعها لاحقا، ويتحدث بتوتر أقل من ذلك الذي بدا عليه في خطابين مطولين ألقاهما منذ بدء الاضطرابات قبل نحو أسبوعين. ويبدأ اللقاء الذي نشره الموقع بأسئلة لجيريمي باون مراسل ال »بي . بي .سي« كما يلي: القذافي: أنت لا تفهم النظام. لا تقل إنك تفهمه. أنت لا تفهمه ، والعالم لا يفهم النظام الجماهيري وسلطة الشعب هنا. باون: ولكن بعض الناس عبّر عن سلطة الشعب هذه وتظاهر احتجاجا، وقالوا إن مؤيديك أطلقوا النار عليهم؟ القذافي: بالإنجليزية »بعد أن استمع إلي الترجمة«: لا مظاهرات في الشوارع إطلاقا. ثم باللهجة العامية "اِنت شُفت مظاهرات"؟ باون: نعم رأيت القذافي: أين؟ باون: رأيت بعضها اليوم. رأيت بعضها في الزاوية أمس. القذافي: هذه »المظاهرات« مؤيدة لنا، وليست ضدنا. باون: لا. ليست مؤيدة لك. بعضها ضدك وبعضها كان معك. القذافي: لا. لا أحد ضدنا. ضدي من أجل ماذا؟ أنا لست رئيسا حتي استقيل. كل شعبي معي. إنهم يحبونني. كلهم مستعدون للموت من أجلي. آمانبور: إذا كنت تقول إنهم يحبونك، فلمَ سيطروا علي بنغازي، ويقولون هناك إنهم ضدك؟ القذافي: هؤلاء من القاعدة، وليسوا من شعبي. هؤلاء أتوا من الخارج. آمانبور: هل أنت مستعد لترك ليبيا؟ القذافي: »ضاحكا ورد بالعربية العامية« فيه واحد يترك بلاده؟ ليش نتركها؟ ونفي القذافي استخدام سلاحه الجوي لمهاجمة المحتجين، لكنه قال إن طائرات قصفت مواقع عسكرية ومستودعات للذخيرة. وكرر القذافي أن الأشخاص الذين خرجوا إلي الشوارع كانوا تحت تأثير المخدرات التي يزودهم بها تنظيم القاعدة. وقال إنهم تمكنوا من الحصول علي أسلحة، فيما صدرت أوامر لمؤيديه بعدم الرد عليهم بإطلاق النار.