وتفرض حظر التجوال ليلاً وسط جو شديد البرودة وظلام حالك وأصوات القذائف والطلقات التحذيرية قضت الاخبار ليلة عيد ثورة 25 يناير بين خير اجناد الأرض علي ارض سيناء مابين التواجد في الكمائن الثابتة اوالمتحركة اوالتجول بالمدرعات التي تؤمن المناطق والمصفحات التي تجوب الشوارع والميادين والنفط. سرينة الدوريات الأمنية تخرق الآذان، مواطنون يهرولون ليستقلوا سياراتهم مسرعين إلي منازلهم قبل حظر التجوال مع الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل وقبل نصف ساعة فقط من سريان الحظر. مع قوات الأمن المسئولة عن تأمين العريش وضبط العناصر الارهابية واحباط مخططاتهم العدائية كانت الأخبار تقضي الليل فبرغم الأمطار الغزيرة والبرد القارص، وقف ضباط وجنود قوات الأمن بجوار مدرعاتهم حاملين الأسلحة في وضع الاستعداد لإطلاق الرصاص الحي علي أي عناصر خارجة عن القانون تهدد أمن المواطنين، التقت بعثة الأخبار الضباط المكلفين بتأمين شوارع وميادين العريش بالكمائن في شارع البحر بدءا من بوابة المدينة غربا وحتي وسطها بميدان الرفاعي. وأكد الضباط أنهم ينفذون خطة أمنية محكمة بدأ سريانها بتعليمات من وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار بالتنسيق مع القوات المسلحة، استعدادا لتأمين الذكري الخامسة لثورة 25 يناير، ومنع وقوع أي أحداث إرهابية تعكر احتفال المصريين بهذه الذكري، وقال مصدر أمني للأخبار أثناء تواجده بكمين ميدان المالح بوسط المدينة، إن هناك تعليمات مشددة بضرورة اليقظة والانتباه للاستعداد والتعامل بالرصاص الحي، مع العناصر الإرهابية خاصة أثناء استبدال ورديات الكمائن، والتوجه إلي أقسام الشرطة لمنع تكرار ما حدث مع كمين العتلاوي الأسبوع الماضي والذي أسفر عنه استشهاد 4 ضباط وإصابة 12 آخرين. في حين استمرت مدرعات قوات الأمن التي يعتليها القناصة وقوات مكافحة الإرهاب في تمشيط شوارع مدن العريش والشيخ زويد ورفح، وإطلاق الطلقات التحذيرية علي أي سيارة أودراجة بخارية لا تلتزم بالتعليمات الأمنية عند الاقتراب من التمركزات المتواجد بها قوات الجيش والشرطة . ورصدت بعثة الأخبار مرور قيادات الأمن بشمال سيناء علي الجنود والضباط المرابطين في الكمائن المنتشرة بالعريش، وكان علي رأس القيادات الأمنية اللواء مصطفي الرزاز حكمدار شمال سيناء، واللواء إبراهيم سليمان مدير المباحث الجنائية، للاطمئنان علي جاهزية التشكيلات الأمنية من الضباط والجنود المتمركزة بنطاق أقسام ثاني وثالث العريش بمناطق شارع البحر والمساعيد، وقاموا بتحفيز أفراد وضباط الكمائن، وحثهم علي اليقظة والانتباه التام، مما رفع الروح المعنوية لقوات الأمن، وازداد حرصهم علي القيام بواجبهم علي أعلي المستويات بعد رؤيتهم للقيادات الأمنية تقضي معهم ساعات حظر التجوال في الطقس السييء الذي يضرب العريش منذ أيام واستمرار تساقط الأمطار وهبوب الرياح القوية علي المدينة.. وأعطت القيادات الأمنية تعليماتها بضرورة التعامل الفوري والسريع مع أي مشتبه به يخترق حظر التجوال، وشددوا علي امتداد الكمائن للشوارع الجانبية لضبط أي تحركات محتملة للعناصر الإرهابية، تنوي القيام بعمليات عدائية ضد قوات الجيش والشرطة. وقامت عناصر الأمن بعمليات تمشيط واسعة طوال ساعات الليل لجميع شوارع العريش ومنعت تواجد أي مواطنين من سكان المدينة، في شرفات منازلهم حتي لا يخطئ أفراد الأمن، ويظنوهم من العناصر الإرهابية التي تهددهم، وقاموا بتحذير المواطنين عبر مكبرات الصوت. كما رصدت بعثة الأخبار خلال قضائها ليلة مع القوات أثناء سريان حظر التجوال تعليمات أمنية من قيادات مديرية الأمن وصلت علي أجهزة اللاسلكي للضباط المتواجدة بالأكمنة تفيد بالسماح لسيارات الإسعاف بالمرور وقيام أول كمين تمر منه سيارة الإسعاف بفحصها والتأكد من هوية مستقليها وتسجيل خط سيرها علي أن يبلغ كل كمين الكمين الذي يليه بخط السير وتوقيت وصولها له والجهة المتجهة إليها، وذلك بعد أن رصدت تقارير أمنية معلومات تفيد استغلال العناصر الإرهابية سيارات الإسعاف في تنفيذ الهجمات علي قوات الجيش والشرطة، بعد سرقتها من مرفق الإسعاف. كما رصدنا بعد حوالي الساعة الثالثة فجراً سيدة عجوزا يتجاوز عمرها الخمسين عاماً، تقترب من أحد الأكمنة بشارع البحر مرتدية «شال أسود» وعندما اقتربت من الكمين قامت قوات الأمن بإطلاق الطلقات التحذيرية وفقا للتعليمات الأمنية لتتوقف العجوز مكانها وترفع يديها قائلة : «زوجي عيان»، ويتقدم إليها أحد أفراد الكمين وتقول له إن زوجها مريض وعليها الذهاب إلي إحدي الصيدليات القريبة لشراء الدواء له حيث إنه يعاني من مرض السكر، ونفد الدواء ويتوجب عليه الحصول علي جرعة العلاج، فما من المجند إلا أن قام بالذهاب بدلا منها إلي الصيدلية لشراء الدواء بعد أن أعطته العجوز اسم الدواء، ويعطيه لها ورفض المجند أخذ ثمن الدواء، ويصر علي توصيلها إلي منزلها بعد استئذان الضابط المسئول عن الكمين، وعقب توصيلها قامت العجوز بالدعاء له قائلة : «الله يحميكم يابني، وينصركم»، وكانت تلك الكلمات كفيلة بأن تكون خير سند وعون للمجندين وترفع معنوياتهم وتجعلهم أكثر إصراراً علي حماية أهل سيناء الشرفاء، وتخليص أرض الفيروز من براثن الإرهاب الأسود. ومع قرب حلول الصباح، تختلط خيوط الفجر مع الليل الحالكو يتبين للجميع الخيط الأبيض من الخيط الأسود، إيذاناً باقتراب انتهاء ساعات الحظر، مع دخول أول ضوء علي شمال سيناء، لتستعد القوات لإنهاء تواجدهم بالكمين وانتهاء حظر التجوال.