في الثالثة بعد ظهر اليوم الخامسة مساء بتوقيت القاهرة..علي ستاد كارولين فييه بمدينة أمبور..يلتقي منتخبنا الأوليمبي مع المنتخب الجزائري في افتتاح منافسات المجموعة الثانية لدورة التصفية النهائية المؤهلة لأوليمبياد رودي جانيرو 2016..قبل لقاء نيجيريا ومالي الذي يبدأ الساعة السادسة مساء الثامنة بتوقيت القاهرة.. هي مباراة مرتقبة بكل مقاييس الكرة العربية والأفريقية لما يحيط بها من أجواء معروفة للجميع حتي لو حاول الطرفان غض النظر عن دخانها الذي يتصاعد من نار مدفونة غير مرئية لاتلغي وجودها مظاهر المودة والمحبة التي تربط البلدين والشعبين فعلا في كل الميادين إلا ميدان كرة القدم..دائما متوهج ومشتعل ولاتنقصه الحساسية والإفراط في الاستنفار..يتقابل الأشقاء بالصدفة في أروقة الدورة فلا تري إلا الوجوه المبتسمة لبعضها البعض بصدق المشاعر الأخوية العربية مادام الحديث لم يدخل إلي الملعب..وإذا سألت مصريا أو جزائريا في منتجع سالي عن إطلالته علي المباراة سوف يفتش في وجهك محاولا قراءة ماوراء السؤال ثم بعد الإطمئنان يؤكد كل منهما أنه كان للتو واللحظة في «قعدة عرب» مع شقيقه في كافيه الفندق يتبادلان الغزل في في الأيام الحلوة التي يعيشها الحبيبان..بعد الأيام المرة قبل 5 سنوات. فرصة للنسيان في الشارع الوجوه مريحة وفي الملعب الوجوه عابسة..يسأل كل منهما عن الاخر..حتي أن الاثنين مثلا منعا الإعلام من حضور التدريب قبل الأخير باعتبار أن خطة قصف كل منهما للاخر تعتمد علي مبادرة الهجوم وعنصر المفاجأة بلغة المعارك الحربية..رغم ان السويسري شارمون مدرب الجزائر شاهد منتخبنا في مباراتين علي الأقل أمام الكاميرون وحسام البدري مدرب منتخبنا شاهد أيضا مباراتين للجزائر أمام تونس وسيراليون..لكنها إفتكاسات المدربين لإضفاء الأهمية علي عملهما وهم لايدركون أنهم يزيدون التوتر والتحفز والخوف وهي كفيلة بإضعاف المستوي الفني.. اليوم فرصة لأن نعرف ماإذا كان الطرفان قد نسيا مافات..خلص الكلام..وأدي الجمل وأدي الجمال..الإثنان في امتحان علي أطلال ذكريات أم درمان في عاصفة تصفيات مونديال 2010..نريد أن نصدق مايقولونه من حلو الكلام عن أنها مباراة عادية..الأحسن يستاهل يكسب ونقول له مبروك والخاسر يستاهل يخسر ونقول له «هاردلك» فوت علينا بكرة..هتكسب إن شاء الله..كدة ببساطة باعتبار أن الرياضة منافسة شريفة والروح الرياضية بتكره الزعل..هناك رغبة جامحة في الفوز من الطرفين ورغبة أيضا في مرور المباراة بسلام حتي ولو برغبة أقل جموحا..فأنا أحبك عندما ألعب معك وسأحبك أكثر لو فزت عليك..هذا باختصار شديد الحالة المصرية الجزائرية في السنغال قبل المباراة..بعيدا عن قال فلان وأكد علان.. استنفار والشئ المؤكد أن الفريقين في أقصي حالات الاستنفار..كل طرف حشد كل مالديه من أسلحة فنية ومعنوية..وسنكذب إذا قلنا أن الجزائريين توعدوا وتعهدوا أو قالوا أو طلبوا شيئا يخص أشقاءهم المصريين مثل ماهو مضروب من اخبار عن رفضهم النزول في فندق واحد مع المصريين الأمر الذي دفع الكاف لنقل إقامة منتخب مصر..لأنه ببساطة لايوجد فندق واضح المعالم يتحمل بعثتين حتي أن بعثة مصر تقطعت أوصالها في فندق واحد..مجموعة في مكان ومجموعة في مكان أخر..ولا هذه العجيبة التي راجت بأن المنتخب أجبروه علي الإقامة بما أسموه بالقرية الجنسية في مكان لم نر فيه إلا الرجال. ومن الأجواء إلي المباراة..وهي شديدة الأهمية بالفعل لأنها ضربة البداية..والكرويون يعرفون قيمة ضربة البداية..الفوز يقفز بالفائز خطوة كبيرة نحو الأوليمبياد والخسارة لاتعني ضياع كل شئ لكنا تضع صاحبها تحت ضغط كبير في المباراتان التاليتان..هكذا قال البدري وشورمان مرارا وتكرارا ولا داعي لتكرار مساحات التصريحات الكربونية المملة..لو أردت أن تمر علي 70 فردا حجم البعثتين سيقولون ألف كلمة تختصرها في هذا السطر.. منتخبنا يستاهل وعلي الورق..منتخبنا يستاهل أن نفخر به..جيل متميز من اللاعبين يستطيع أن يفوز بأي مدرب أو بمدرب يقول له نصيحتين ولايسافر معه إلي البطولة..ويكفي أنه يملك جوهر هجوم الكرة المصرية و90% من هجوم المنتخب الأول..بالأسماء كهربا ورمضان صبحي ومصطفي فتحي وكريم ندفت ومحمد سالم صواريخ باليستية لايجدي معها «القبة الحديدية» الجزائرية المتوقعة..وهم ليسوا أسلحة فنية فتاكة فقط بل هم متميزون بالالتزام والانضباط والمسئولية والانتماء..وسوف يطلقهم البدري في الملعب ويقول لهم العبوا فأنتم الطلقاء بما يتميزون به من مهارات فردية استثنائية..ولن يكونوا في حاجة للحركات البهلوانية التي يقدمها لنا حمادة المصري في منتجع سالي..هؤلاء اللاعبون يستحقون من كل المصريين المساندة والدعاء بألا يخذلهم الحظ ويعودوا إلي القاهرة حاملي كأس الدورة.. بعض الظن وسنكذب لو قلنا أننا نعرف كل تفاصيل المنتخب الأوليمبي مثل معرفتنا بالمنتخب الأول..وقد غضب حسام البدري عندما قلت له ببراءة :ياكابتن إنت بتلعب 4-3-3 وللا 4-3-2-1 طلبا للمعرفة وليس للنشر..وظن أنني أطلب منه التشكيل الذي سيلعب به وهو ظن صناعي مش طبيعي وأي كان نوعه فإن بعض الظن إثم....وفعلا حاجة غريبة لو حصلت.. أن يسأله أحد عن التشكيل قبل المباراة بثلاثة أيام بينما أردت معرفة كيف يوزع الأسماء المهارية الكثيرة لكي يستفيد منهم كما كان يفعل فيريرا مع الزمالك..لكنه أصر علي الغضب وتمسك بتلابيبه ثم قال :ياسيدي أنا حسب ظروف المباراة ألعب أحيانا 4-4-2 وأحيانا 4-2-3-1 و4-3-3..مبسوط ياسيدي.. طيب إنت شاهدت ياكابتن مباراتين للجزائر..شايف المنافس إزاي؟...وأيضا غضب وقال أتكلم عن حاجات فنية إزاي..رغم أنه قال من قبل أن لدي منتخب الجزائر مهاجم قوي أحرز هدفين في منتخب سيراليون ولديه قلبي دفاع متميزين..وزاد عليه الكاابتن أسامة عرابي عن تميز لاعب في طرف الملعب والإعتماد علي الكرات الطويلة..وهذا هو المطلوب.. تشكيلة تخيلية عموما ليس أمامنا سوي اللجوء لتشكيلة مباراتي الكاميرون لنتوقع قدر الإمكان تشكيلة مكونة من مسعد عوض - محمد هاني ورجب نبيل وياسر ابراهيم ومحمد حمدي-محمد فتحي ورامي ربيعة ورمضان صبحي وكهربا ومعهم كريم ندفتإذا لعب ربيعة في الخط الخلفي- مصطفي فتحي ومحمد سالم.. وبعد المران السري الذي لم نحضره مساء أول أمس لأسباب أمنية علي إعتبار أننا من دولة أخري محتمل «نشير» الخطة..خضع اللاعبون للساونة والكاجوزي..ثم إستمعوا في الفندق لمحاضرة حسام البدري عن المباراة وطريقة اللعب والمهام المكلف بها اللاعبون وقدرات لاعبي الجزائر وطريقة لعبه.. فريق في المغارة أما منتخب الجزائر..فهو في المغارة..نقابله كثيرا ونسأل كثيرا..ويأتينا الرد بالإشارة..لاشئ والله لاشئ..الباراة بين إخوة..حتي أحد الصحفيين الجزائريين المرافقين للبعثة وجدناه لايعف عن فريقه شيئا لأنه حسب قوله باعتباره صاحب موقع رياضي لايعرف إلا المنتخب الأول..قلت له طيب أعطني تشكيل الجزائر في اخر مباراة ودية.زظل يبحث في هاتفه نصف ساعة وأنا متلهف للصيد الثمين لكنه لم يتذكر تاريخ المباراة..ولما شعر بالحرج ونفاذ صبري «عصر « دماغه..وقال لي إكتب.. عبد القادرصالحي لحراسة المرمي..وهواري فرحاني ورياض خنيش وايوب عبد اللاوي وميلود ربيعي للدفاع..وأسامة شيتة ومحمد بن خماسة وزين الدين فرحات وزكريا حدوش للوسط..وعبد الحكيم أمقران وأسامة درفللو للهجوم..وقد اطمأن قلبي بعد أن عدت إلي الفندق وراجعت قائمة الجزائر ووجدت الأسماء صحيحة.