مدير محطة المكس: التعديات المتهم الأول ..و حملة لتطهير وتوسعة المصرف أرض الخير..ضاع منها الخير..وأصابها الضرر..والحزن..وأصبحت لاتعرف أين طريق النجاة..ولا إلي أين المصير.. فهذه القرية التي تقع في قلب قري أبيس 8..حالها عجب..نجت من كارثة السيول وغرقت في المياه التي تم سحبها من القري المجاورة..فضاعت معالمها بعد اندفاع مياه الصرف الزراعي المختلطة بالصرف الصحي ومياه السيول إليها لتغرق بحيرة الأسماك الصغيرة التي كانت تدر الخير علي أهل تلك القرية الحزينة.. ونفقت المواشي والطيور والعجول..وبارت الأراضي الزراعية وغاصت في الوحل البيوت! «الأخبار « كانت في قلب القرية لتري وتسمع أنين القلوب وحسرة العيون. أين الطريق؟ كانت بداية الجولة صادمة..فلقد اختفي مدخل القرية..ولم نجد أمامنا سوي مياه ملوثة شديد العفونة.. تجري في المكان يميناً ويساراً.. أما الطريق الأسفلتي القديم الذي بناه أهل المكان بجهودهم الذاتية فكأنه فص ملح وذاب..وغاب عن العيون والفؤاد..و أصبح مجرد قاع تسبح فيه مياه الصرف و الأسماك وقطع من البيوت العائمة ! وتتمايل فيه المراكب الصغيرة خائفة مذعورة حتي لاتغرق هي الأخري بأصحابها.. ويبدو للزائر الجديد أنها جزء أصيل من بحيرة مريوط !.. ولا يدلنا علي آثار القرية المنكوبة سوي رؤوس البيوت المنكوبة التي تظهرعلي مد البصر.. فما الذي حدث هنا..لاندري؟ فلم يتبق من المدخل القديم إلا كوخ يغوص بعضه في الماء يقف بجواره الحاج صلاح العجمي( 60 سنة) صاحب ورشة لتصنيع المراكب ينظر بحسرة وغضب إلي ورشته الغارقة يصرخ»فقدت كل شيء..أنا هنا في هذا المكان من 35 عاما..أصنع المراكب للصيادين.والآن خسرت الدهانات وأدوات تصنيع المراكب التي تصل قيمتها إلي قرابة عشرين ألف جنيه» ويقترب منا الشيخ سلومة أحد الأهالي القدامي ليشرح لنا ماحدث:»نحن هنا غرقي منذ أكثر من أسبوع ولا أحد يشعر بنا..أكثر من 600 منزل مسجل رسمياَ تبع حي وسط..تناساها المسئولون. رغم أنهم السبب في غرقنا...فعندما سحبوا المياه من مزارع أبيس الغارقة حولنا.. أمتلأ المصرف الملاصق للقرية حتي فاض علينا.. ورفضوا أن يوقفوا العمل به قليلاً رحمة بنا بعد أن جفت الزراعات..ورغم شكوانا تركونا ..وكل يوم منسوب المياه يزيد..حتي هجت الناس من بيوتها..وخسر البعض محصولهم..وباع آخرون مواشيهم بنصف الثمن خشية غرقها.. ولانعرف ماذا نفعل....ورفضنا قطع الطريق كغيرنا والنتيجة أنه لا أحد يسأل علينا..!» البيوت العائمة ولكي نصل إلي الأهالي في الداخل كان لزاماً علينا أن نقوم برحلة أخري أصعب فنلف من طريق بري آخر،ثم نستقل مركبين صغيرين لكي نعبر ! فقد أصبحت هذه وسيلة المواصلات الرئيسية للأهالي هنا ! ثم بعد ذلك ركوب سيارة نصف نقل مرتفعة مخصصة لنقل البضائع لكي نرصد الوضع من الداخل!..وكان من اللافت للنظر أنه رغم كارثة القرية فأنهم يترفعون عن قبول المساعدات وكان همهم الوحيد هو رفع المياه فعندما رأتنا الحاجة نعمة خرجت تجري إلينا وهي تشير إلي بيتها قائلة «الحقونا احنا بيتنا حيغرق ..احنا قاعدين في المياه..بيتنا كله باظ والمياه بتفور من تحت البلاط ومعديه الشباك..النبي يارب الحكومة تلحقنا..ومش عايزين منهم مساعدات ولا حاجة..والله خايفين ننام البيت يقع علينا واحنا نايمين. « واقترب منا مطر مختار 37 سنة شاكياً « المياه عالية بقالها أسبوع.. البيوت بقت دمار ولا حد من المسئولين جه ولا حد بص علينا..البيت كله تلف المراتب والسراير والطيور ماتت كلها..الزريبة خلاص قربت تروح..وشغلي واقف « ويتدخل في الحديث الطفل محمد علوان 13 سنة ليحكي قصتهم قائلا» بيتنا غرق وبندور علي مكان ناشف نحول له (ننتقل إليه ) مش عارفين لسه نروح فين.. وأبويا تاجر المواشي قاعد معانا بقاله 10 أيام خايف علينا نغرق. ومحدش فينا بيروح المدرسة» و بحزن يقول ربيع هيبة( 26 سنة صياد )أنا أب لطفلين «6 سنوات و4 سنوات أخشي عليهم من الغرق.. فاضطررت أن أهجر داري..وأقيم عند جاري « وفي بيت عائلة رمضان تجمعت العديد من النسوة والأطفال تجمعوا جميعا للإقامة به أن غرقت بيوتهم»قالت إحدي السيدات وهي تداري وجهها كعادة أهل المكان:»المياه دخلت علينا بالليل واحنا نايمين والمياه وصلت لارتفاع نصف المتر.. والبطاطين والفرش راح والأكل والشرب..ومهما ننطر المياه لبره تدخل من ناحية ثانية»..تتدخل في الحديث سيدة آخري أكبر سناً «احنا خايفين أكثر من الكهرباء.. ومش عارفين نعمل ايه.. ادي الله وادي حكمته» حي وسط نقلنا الأزمة إلي سعاد حلمي رئيس حي وسط الإسكندرية فقالت» إنها قامت بإبلاغ شكوي الأهالي إلي مسئولي وزارة الري ،والذين بدأوا العمل والإصلاحات بالفعل»،لافتة إلي الحي يعمل علي حصر التلفيات لإصلاحها . من جانبه أوضح وائل صبحي السيد مدير محطة طلمبات المكس بالإسكندرية «أن سبب هذه الأزمة هو عدم استيعاب المصرف العمومي الذي يحمل مياه محطة طلمبات المكس إلي البحر ،لسببين رئيسيين هما زيادة كمية مياه الأمطار هذا العام ،بالإضافة إلي انتشار التعديات علي طول المصرف بسبب ردم بعض المواطنين لأجزاء منه لبناء منازلهم بطرق عشوائية منذ السبعينات ،مما أدي إلي ضيقه وبالتالي فمع هطول كمية كبيرة من الأمطار لم يتمكن المصرف من تحملها ففاضت في بعض المناطق المنخفضة .. وتابع «أن الحل الذي تنفذه الوزارة حاليا هو محاولة تطهير وتوسعة المصرف حتي يستوعب المياه.