من حق الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يشكونا كإعلاميين للشعب، وكون أن يسكت علي الافتراءات والشطحات التي يخرج بها عليه بعض الزملاء أصحاب الميكروفونات فهذه عظمة من أن يكتم غيظه ويكتفي بتوجيه رسالة عتاب هادئة دون انفعال أو تهديد وأنا معه.. ونحن الكتاب والصحفيين المحبين لهذا البلد لا ننكر أن من بيننا مجموعة تحب الاستعراض وهي تعرض المشاكل الداخلية بأسلوب استفزازي يجد تجاوبا مع المواطن البسيط فيصاب بالإحباط ويفقد الأمل في الإصلاح مع أن النجومية ليست في التطاول علي رئيس الجمهورية وكأن الرجل لم يفعل شيئا لهذا البلد.. مع أن الإنجاز الذي حققه في 17 شهرا هو إنجاز سنين يعجز غيره عن تحقيقه.. - خطاب السيسي بصراحة كان رائعا وإن كان قد جاء متأخرا بعد أن أصيب الناس بالإحباط بعد حالة الكساد وارتفاع الأسعار بشكل جنوني ولهم عذرهم فهم لا يعرفون شيئا عما يجري في صالحهم.. والسبب لأننا صفقنا كثيرا علي نجاح المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ ولم نسمع عن مشروع واحد بدأ التنفيذ فيه.. الرئيس كشف لنا الغمة وأن مصر لم تكن مهيأة للاستثمار بسب مشكلتي الطاقة والوقود وكان عليه أن يحل هذه المشكلة ليكتسب ثقة المستثمر.. - ولا ينكر جاحد الانجاز الذي تحقق في الطاقة، يكفي أننا قضينا صيفا بلا انقطاع كهرباء ويكفي أن تعود حركة التشغيل في المصانع التي كانت توقفت.. الرئيس أعلنها صراحة أن مصر علي استعداد الآن لاستقبال أي مستثمر فقد نجحنا خلال هذه الشهور بحل مشكلة الكهرباء وسوف تكون عندنا زيادة في الطاقة 20 ألف ميجا وات خلال ثلاث سنوات وربما لا نعرف كم تتكلف هذه الزيادة.. كما أنهي مشكلة الغاز الذي هو شريان الحياة لعدد ضخم من المصانع مثل الأسمدة والبتروكيماويات والحديد والصلب وقد وفرت الدولة الغاز السائل لها.. ومشكلة أخري أثارها الرئيس وهي شبكة الطرق فقد استعرض هذه الشبكة وأعلن أنه يعد خمسة آلاف كيلو متر لتدخل فيها إلي جانب تطوير البنية الأساسية القديمة.. ومن الأعمال التي يهتم بها الرئيس هي تطويره للسكة الحديد وتطوير البنية الأساسية لشبكتها التي تهالكت بغرض الاستفادة في تشغيل قطارات البضائع للتخفيف علي النقل البري الذي أصبح مكلفا. - الناس فعلا كانت متعطشة للأخبار السارة وهذه أخبار دخلت التنفيذ وثمارها نستطيع أن نحصده مع بدء التعاقد مع المستثمرين بعد أن انتهت مشكلة الطاقة والوقود.. لذلك أطالب كل الزملاء الإعلاميين أن يكونوا سفراء بين هذا الشعب وينقلوا خطاب الرئيس إلي الأزقة والحارات والمدن والنجوع.. مهمة التليفزيون المصري والفضائيات المصرية أن تأتي بمحللين مهمتهم التنوير وتوعية البسطاء بخطاب الرئيس وما يحمله من مستقبل لمصر والمصريين.. - بالله عليكم لما الرئيس لا يريد أن يعكنن علي الشعب المصري بتوابع مايحدث في سيناء من عمليات إرهابية كانت تعد للنيل من هذا الشعب وتصدت لها القوات المسلحة برجولة، ألا يستحق أن نقول له شكراً.. فكون أنه لا يهدأ له بال إلا وهو يتابع ويخطط لتأمين حدودنا بالسلاح الجوي ورجال العمليات الخاصة وسلاح الحدود أليست هذه مواقف تحتسب في تاريخ هذا الرجل؟.. للأسف لا يشعر به الجالسون علي المقاهي والمتسوقون في المولات والمتابعون لبرامج التوك شو في الفضائيات من برامج ساخرة ومضحكة.. كل هؤلاء لا علم لهم بما يجري في سيناء أو علي الحدود وكأن الذي يحدث في بلد آخر غير مصر.. لقد كان في مقدور الرئيس أن يدخل الرعب إلي البيت المصري من خلال بيانات عسكرية يوميا عن العمليات التي تجري علي أرض سيناء لكنه أبي علي اعتبار أن هذا الشعب في حاجة إلي من يحنو عليه، ويوفر له الأمن والاستقرار.. - نعم يا سيادة الرئيس لقد صدقت فقد وفرت فعلا الأمن والاستقرار لهذا البلد، يكفي أن الأمن الجنائي الذي كنا نتباهي به بين الأمن العالمي قد استرد عافيته وعاد إلي قوته، ومن يتابع الخبطات الأمنية في القبضة الحديدية التي تفرضها أجهزة الأمن العام علي الجريمة يعرف فعلا أن الأمن الجنائي بخير، وأصبحنا نمشي في شوارعنا آمنين لا يبتزنا أحد تحت تهديد سلاح أو خطف طفل أو سيارة.. لقد انخفضت ظاهرة البلطجة وتكاد تكون معدومة فعلا.. أليس هذا هو الاستقرار الذي ينشده الرئيس لكل المصريين؟.. - سيادة الرئيس لا تؤاخذنا إن كنا أخطأنا الفهم فليس لديك من يخرج علينا ويطلعنا عن أعمالك وانجازاتك وهذا هو حق الناس عليك.. إن التواصل مع الشعب مطلوب لا تترك البسطاء فريسة للشائعات وأنت يا سيادة الرئيس علي علم بالمتربصين بهذا البلد فأنت في حاجة إلي أن نكون جميعا جبهة واحدة لا يخترقنا أحد.. لذلك استأذنك ألا تغيب عنا ومن وقت لآخر تخرج علينا وتفتح لنا قلبك حتي ولو كانت هناك هموم فلا تتحملها وحدك.. أشركنا فيها فليس بالضرورة أن تأتي لنا كل يوم بأخبار سارة أو أنك مطالب بأن تصنع الوهم لنا وأنت لست كذلك.. يكفي أنك تقول إنك لن تبيع الوهم للمصريين وأنت صادق فيما تقول.. فعلي بركة الله والله معك وتحيا مصر.