كان خطابا كوميديا لا يغني ولا يسمن من جوع.. لم يكن خطابا لرئيس دولة بحجم وثقل مصر.. مجرد كلام مصاطب لا نعرف من الجاهل أو الجهلة الذين كتبوا له هذا الخطاب في هذه الفترة الحرجة والقلقة في تاريخ مصر. كنا نتوقع أن يكشف لنا عن الذين قتلوا أبناء الجيش المصري في رفح غدرا وهم يتناولون طعام الإفطار في رمضان الماضي أو عن هؤلاء القتلة الذين خطفوا ثلاثة من ضباط الشرطة وأمين شرطة الذين تم خطفهم في سيناء.. كنت أتوقع أن يعلن الرئيس استنكاره للخطاب الديني المقزز السيئ والمحرض لقتل المسلمين والشيعة وإن اختلفنا معهم مذهبيا فما حدث كان شيئا بغيضا تقشعر منه الأبدان ولا يرضي عنه الله ورسوله وجميع الأنبياء والرسل كنت أتوقع أن يرسل رسائل اطمئنان لإخواننا المسيحيين المصريين لكن الرجل كان معذورا ولم يدن جماعته ولا حلفاءه ولا أنصاره وحاول أن يشغلنا لمدة ثلاث ساعات بكلام مصاطب حاول فيها تملق القوات المسلحة وهو يضمر لقادتها الحقد والغدر وينتظر فرصة القضاء عليهم، وضحك رجل الشارع من المناورة المكشوفة وتأكيده عدة مرات أنه القائد الأعلي للقوات المسلحة، فإذا كنت يا سيادة الرئيس تحب القوات المسلحة بهذا الشكل، فلماذا تركت الدكتور البلتاجي أحد زعامات حزبك يهين جيش مصر العظيم وقادته ولماذا لم تنهه عن هذه الجريمة وأيضا حازم أبوإسماعيل يهاجم قائدها العام الفريق أول السيسي أكثر من مرة ومن قبلهم العريان فلماذا لم تتدخل من قبل وتمنعهم من إهانة جيشك وقادته وكان يكفي أن تقول لهم عيب لكنك لم تقلها وفات الميعاد والشعب قد غضب لجيشه. فلت في خطابك الكوميدي إنك الرئيس الأعلي للشرطة وقلت لنا بالاسم أسماء البلطجية «عاشور» و«فودة» وبلطجي آخر في المعادي، فلماذا يارجل لم تأمر وزير داخليتك بالبحث عنهم والقبض عليهم ومعهم كل البلطجية، ما هو دورك إذن، خطابك الأخير ليلة الخميس جعل الناس يتأكدون من فشلك الذريع أنت وجماعتك في إدارة البلاد والحفاظ عليها. في خطابك الكارثي خرجت علينا بعبارات إنشائية تؤكد فيها احترامك للقضاء وللسلطة القضائية.. أي احترام هذا وأنت أول من لم يحترم القانون ودست أحكام القضاء بأن أصدرت قرارك المعيب بعودة مجلس الشعب المنحل فسقطت شرعيتك لأنك حنثت بيمين احترام الدستور والقانون وسمحت لأنصارك بحصار المحكمة الدستورية العليا ومنع قضاتها من الدخول فارتكبت خطيئتك الكبري بهذه المصيبة الحمقاء وجاء وقت الحساب من الشعب. سيادة الرئيس لقد قدمت في خطابك معلومات قانونية خاطئة لتبرير أفعالك وذكرت أن النائب العام الشرعي عبدالمجيد محمود أخفي الأدلة في محاكمة موقعة الجمل مما ترتب عليه حصول المتهمين من رجال النظام السابق علي البراءة وخرج الرجل عن صمته ليعطيك درسا في القانون يعلمه أي طالب في كلية الحقوق فالنيابة لا تقدم أدلة أما تقرير تقصي الحقائق فتضمنته مرافعة النيابة ثم إن الذي حقق في موقعة الجمل لم يكن النائب العام بل كان قاضي تحقيق منتدبا، ورحت تكيل الاتهامات للقضاة وألا يعملوا في السياسة وأنا معك وأنا أؤيدك ولكن دعني أسألك لماذا لم تمنع المستشارين الإخوان وليد شرابي ومحمد عوض ومجموعة قضاة من أجل مصر من الاشتغال بالسياسة وتحاسبهم وطبعا هذا لم يحدث لأنهم مجموعة من الإخوان. لقد جعلتنا يا سيادة الرئيس نكاد نموت من الضحك والغيظ وأنت تهاجم اللواء محمود وجدي وزير الداخلية الأسبق والذي جاء وزيرا ليلة 29 يناير ولكن مشكلتك معه أنه يمتلك الدليل في شهادته أمام محكمة جنح الإسماعيلية أنك أنت ومعك المسجونون من جماعتك في سجن وادي النطرون كنتم علي اتصال بجهات أجنبية علي رأسها حماس وحزب الله واستعنتم بهم فأصبحتم متهمين بالتخابر والتعاون مع جهات أجنبية وعقوبتها الإعدام في حالة ثبوتها عليكم. سيادة الرئيس خطابك كان بمثابة بنزين تم وضعه علي النار لتزداد الثورة اشتعالا وأصبح الحل الآن أن يتسلم البلاد جيش مصر العظيم وأن تتخلي طواعية عن كرسي الرئاسة وأن يتولي الفريق أول السيسي رئاسة البلاد مؤقتا لمدة عام.. الفريق أول السيسي أصبح مطلبا جماهيريا ورئاسته للبلاد مؤقتا مطلبا شعبيا حتي يعود الأمن والاستقرار لهذا البلد العظيم ونضع دستورا ديمقراطيا جديدا يؤسس لدولة عظيمة، الشعب يثق في جيشه وفي قادة الجيش وهذا هو الحل الأمثل لعودة الاستقرار.