"المساء الأسبوعية" التقت به وحاورته فأكد أن البناء في البشر والحجر هو الدعم الحقيقي لعناصر القوة الوطنية وأن تحقيق العدالة الاجتماعية هو السبيل لاستقرار الأوضاع. قال إن الكثير من وزراء المرحلة الحالية ليس لديهم القدرة والخبرة لحل المشاكل وأن أحزابنا السياسية بلا فائدة والكل يبحث عن مصالحه حيث إن الساحة مليئة بأصحاب المشروعات التي لا طائل منها. أضاف أنه لا حل لأزمة الإسكان بدون الاهتمام بالتعاونيات وأن فشل تجربة المدن الجديدة يعود إلي غياب شبكة المواصلات ونظام المزادات في بيع الأراضي وغياب البعد الاجتماعي علي من يديرون الأمور. أوضح أن سد النهضة الأثيوبي نتاج طبيعي لغيابنا عن أفريقيا وأن تعديل كامب ديفيد ضرورة لاستثمار الموارد التي تمتليء بها سيناء. ألقي بالمسئولية علي صفوت الشريف وسوزان وجمال مبارك في انهيار حكم مبارك الذي سار في الطريق الصحيح في بداية حكمه ثم بدأ الانهيار منذ عام .2004 ناشد الرئيس مرسي مع اقتراب مرور عام علي حكمه أن يهتم بعودة الأمان والاستقرار لجميع المصريين وأن يخاطب جموع الشعب بلا تفرقة. * كيف تري الأوضاع الحالية في مصر؟ ** ما يحدث علي الساحة أمر صعب للغاية فالجميع يتحدثون فقط في كل شيء ولا أحد يسمع علي الاطلاق مما جعل الرؤية ضبابية وغير واضحة المعالم مما ساهم في زعزعة الاستقرار. وعلي الرغم من أن مصر غنية بمواردها وموقعها ولديها امكانيات كان من المفترض أن نستثمرها في هذه المرحلة حتي نستطيع الخروج من الأزمات. لكن بالاخلاص والوطنية المجردة من الممكن أن نستعيد الثقة ونعبر المشهد بكل تداعياته وترفع مصر هامتها أمام جميع دول العالم. نحتاج لصحوة تضم جميع فئات المجتمع الواعية ومطالب واضحة محددة ليست محل خلاف وصراع. الاقتصاد والفساد * علي الرغم من وجود الموارد والامكانيات لكن أوضاعنا الاقتصادية تعاني العديد من المشاكل؟ ** اؤكد أن الاقتصاد المصري يستطيع أن يسترد عافيته ويستعيد مكانته بشرط استعادة الأمن وتوفير المناخ المستقر حتي يمكن لأي استثمارات أن تنطلق وتتوسع فلا يوجد استثمار في أي موقع دون توافر الأمن والأمان. لابد أيضاً من محاربة الفساد والتصدي بقوة لكل أشكاله وهذا لن يتحقق إلا بتطبيق القانون بحسم ودون مجاملة لأحد.. وكلنا يعرف أن مظاهر الفساد التي استشرت طوال العشرين عاماً الماضية اضافة إلي تدني سائر الخدمات وتهميش المواطن كانت من أهم أسباب اندلاع الثورة. تعدد الأحزاب * هل تري أن القوي والأحزاب الموجودة علي الساحة قادرة علي التوحد لخدمة مصر؟ ** من المؤكد أن هناك أشخاصاً لديهم الخبرة والحكمة والدراية ليس فقط فيمن يعملون بالسياسة ولكن في كل المجالات فمصر ليست غنية فقط بمواردها ولكن أيضاً بالبشر من الأساتذة والعلماء في كل التخصصات أما تعدد الأحزاب فلم أجده ذا فائدة ولا يوجد بلد في العالم لديه هذا الكم والعدد الكبير من الأحزاب والتي لم تقدم حتي الآن شيئاً علي أرض الواقع. لكني مازلت أدعو الجميع ألا يبحث عن مكاسب أو مصالح شخصية فمصر تستحق منا الكثير لابد أن نضع رؤية ونوفر المناخ المناسب وبالإرادة وسيادة القانون نقضي علي مشاكلنا. وأنبه لذلك بضرورة الحفاظ علي قوة ووحدة قواتنا المسلحة لتظل علي قلب رجل واحد لحماية الوطن والحفاظ علي وحدة اراضيه ومجابهة أية تحديات. العدالة الاجتماعية * لا شك أن تحقيق العدالة الاجتماعية يساعد في استقرار الأوضاع.. فما هو الطريق إلي ذلك؟ ** ينبغي علي الحكومة الاهتمام بتطوير وتنمية سائر الخدمات التي يحتاجها المواطن من تعليم وصحة ومسكن وأيضاً الأجور.. البناء في البشر والحجر هو الدعم الحقيقي لعناصر القوة الوطنية. * كيف تري أداء الحكومة؟ ** المناخ العام صعب ومليئ بالعواصف والكثير من الوزراء ليس لديهم الخبرة الكافية لإدارة شئون البلاد وحل المشكلات العديدة والمتراكمة عبر السنوات. تنمية سيناء * لدينا العديد من الدراسات والخطط التي تحقق التنمية والتعمير في سيناء ولكن مازالت المنطقة تعاني الإهمال فما السبب؟ ** في السنوات الماضية لم تكن هناك ارادة سياسية وبالتالي لم تكن التنمية هدفاً استراتيجياً نستطيع تحقيقه علي الرغم من وجود العديد من الرؤي والمشروعات القابلة للتنفيذ لدينا "موسوعة سيناء" وليس مشروعاً واحداً لأن فيها زراعة وثروات معدنية هائلة وأيضاً بها مناطق سياحية كثيرة وثروة سمكية هائلة.. لقد اكتملت كل المقومات والثروات التي تحقق النجاح والتنمية الحقيقية التي تحل معضلة سيناء بدلاً من أن تظل مصدراً للخطر يهددنا في كل لحظة.. كذلك لابد من تعديل بعض البنود في اتفاقية كامب ديفيد بما يسمح لنا باستثمار مواردنا وبدون أي اعاقة تعرقل من خطة التعمير فمازلت اتذكر مقولة شارون أن تعمير سيناء أخطر من القنبلة النووية علي إسرائيل. قضية التنمية * تظل قضية التنمية والاستثمار اشكالية تواجهنا لعدم وجود الامكانات المالية. ** فيما يتعلق بسيناء تحديداً هناك كنز كبير من الثروات الطبيعية مثل الرمال البيضاء والحجر الجيري والجرانيت والرخام والطفلة التي تدخل في صناعة الأسمنت ولابد من دعوة المستثمرين لتقديم عروضهم في استثمار هذه الموارد وتصنيعها بما يحقق قيمة مضافة ويتم دراسة هذه المشروعات من كل النواحي الأمنية والجدوي الاقتصادية لاختيار افضلها وهذه ليست بحاجة إلي تمويل ولابد أن تكون الأغلبية هنا للشركات المصرية. وبشرط أن يكون المخطط التنفيذي يشتمل علي برنامج زمني محدد. أما فيما يتعلق بالتملك فهذا لا يتم إلا لأهل سيناء ووفقاً للقواعد المعروفة فلا تملك علي الاطلاق لمزدوجي الجنسية ولغير المواطن المصري أباً عن جد حتي عصر رمسيس. مشكلة الإسكان * أعلن وزير الاسكان مؤخراً عن زيادة نسبة الأراضي المخصصة للتجمعات العمرانية بمقدار الضعف خلال 25 عاماً ورغم ذلك تظل مشكلة الاسكان قائمة ولم تحقق المدن الجديدة الغرض منها فلماذا؟ ** هناك عدة سلبيات شابت تجربة المدن الجديدة يأتي علي رأسها أنها لم تنجح في خلخلة المدن القديمة وهذا راجع إلي افتقارها إلي وسائل المواصلات المختلفة التي تربطها ببعضها البعض أو تربطها بباقي الأقاليم الأخري بالإضافة إلي أنه ينقصها الكثير من الخدمات والمرافق التي يحتاجها المواطن لكي يستطيع الاقامة فيها وهو ما أدي في النهاية إلي أننا تركنا 96% من مساحة الجمهورية دون استغلال ونزدحم جميعاً علي 4% فقط.. ناهيك عن نظام المزادات الذي أشعل أسعار الأراضي والوحدات السكنية نتيجة غياب فكر البعد الاجتماعي ومراعاة محدودي الدخل عن المسئولين عن الاسكان في فترات سابقة. التعاونيات * لكن ألا تري أن الاهتمام بالتعاون يمكن أن يؤدي إلي حل مشكلة الاسكان في مصر؟ ** يجب أن نتفق بداية علي أن الاسكان ليس أقل أهمية من رغيف الخبز والتعاونيات تمثل دعامة أساسية في حل الأزمة فقد كان لدينا فيما سبق ما يزيد علي 4 آلاف جمعية في مجال الاسكان ساهمت بدور لا ينكر في الحد من تفاقم المشكلة خاصة بين محدودي الدخل وليس معني أن تخرج جمعية عن السياق أن نتهم المنظومة كلها بالفساد ونحكم عليها بالتهميش كما حدث خلال ال 10 سنوات الأخيرة والبديل لذلك مناقشة كافة المشاكل والمعوقات التي تواجه هذا القطاع لكي يصبح من جديد ركناً أساسياً في دعم محدودي الدخل وهذا لن يتحقق إلا بقيام الدولة بمد المرافق والخدمات إلي الأراضي الجديدة ومراجعة أسعار مواد البناء التي تؤدي إلي ارتفاع أسعار الوحدات السكنية بشكل مبالغ فيه. تنمية قناة السويس * تمتلكون رؤية لتنمية منطقة قناة السويس فهل اطلعتم علي المشروع الجديد وما رأيكم فيه؟ ** بالطبع اطلعت علي المشروع من خلال ما نشر عنه بالصحف ووسائل الإعلام ووجدت أنه يحيط به الغموض وغير محدد المعالم وباختصار ودون اطالة أري أن القانون الذي ينظم هذا الأمر معيب رغم أننا في حاجة ماسة إلي تنمية هذهپالمنطقة التي تتمتع بموقع فريد وتستحق أن تكون من أفضل المناطق الحرة في العالم وتقود مصر بالفعل للنهضة الاقتصادية. مجري النيل * منذ اعلان اثيوبيا تحويل مجري النيل الأزرق وبناء سد النهضة والمصريون يشعرون بالقلق.. فما رأيكم؟ ** مياه النيل تمثل ورقة ضغط سياسي تستخدمها اثيوبيا ضد مصر استناداً علي كونها تغذي مجري النيل الذي ينتهي إلي مصر بحوالي 85% من اجمالي مياهه.. ومنذ نهاية الخمسينات وهي تؤكد علي حقها في استعمال مواردها من مياه النيل لصالح أبناء شعبها وقامت باجراء عدة دراسات لمشروعات تخزين علي النيل الأزرق مما أثار قلق مصر وكان هذا من أهم أسباب حرص مصر علي بناء السد العالي. وهكذا استمرت العلاقة بين مصر واثيوبيا يشوبها التوترات والغضب وفي نهاية الأمر يسير التحرك في اتجاه تنفيذ سد النهضة لذلك لابد من اجراءات تحافظ علي حقوق مصر المائية ولابد أيضاً أن تضع قضية المياه علي أولوية الأجندة السياسية للحكومة خاصة أنني مصدوم في تصريحات وزير الري بأن تحويل مجري النيل مجرد اجراء هندسي لن يؤثر في حصتنا من المياه لكن بناء السد يمثل مخاطر حقيقية. العلاقات الأفريقية * لكننا تأخرنا خلال السنوات الماضية في تنمية العلاقات المصرية الأفريقية بوجه عام؟ ** هذا حقيقي غياب وتراجع دور مصر عن التواجد والتعاون.. القوي في عدة مجالات مع دول حوض النيل والقارة الأفريقية منذ عقود كان أمراً خاطئاً ساهم في هذه الأزمة التي نعيشها حالياً لابد من وضع رؤية واضحة وخطوات ثابتة ودراسة لكل مشروعات التعاون المشترك المتفق عليها والعمل علي تنفيذها.. خاصة أننا نعلم استغلال إسرائيل لهذه الظروف لتدعيم مكانتها وتواجدها في القارة السمراء اعتقد أن هذا ليس خافياً علي أحد.. ولا استطيعپأن انكر انني موجوع ومهموم منذ سنوات بقضية المياه والنيل وغيرها من المشروعات المتوقفة مثل قناة جونجلي كان من الممكن أن تغير وجه الحياة في خريطة العلاقات المصرية الأفريقية بوجه عام. مشروع قومي * دائماً ما يتردد ضرورة وجود مشروع قومي يلتف حوله الجميع من أجل الوطن.. فما رأيكم؟ ** لابد من البدء في مشروع قومي فقد تأخرنا كثيراً في هذا التوجه ومر عامان من الثورة دون تنفيذ أي مشروع علي الرغم من انه لدينا العديد من المشروعات الكبري.. لقد سبق وإن عرضت ثلاث مشروعات للتنمية في عهد النظام السابق وهي تعمير سيناء وتنمية قناة السويس وزراعة الساحل الشمالي وجميع الدراسات مكتملة وجاهزة. * بصراحة.. هل انشغلنا بالسياسة وتركنا التنمية والتعمير؟ ** لقد ظهر علي الساحة بعض الأشخاص الذين طرحوا الكثير من المشروعات الوهمية التي لا جدوي ولا طائل من ورائها.. وبنظرة متأنية ودراسة بسيطة نجد أن هذه المشروعات مجرد أوهام وأصحابها ليس لديهم الخبرة والدراية ومثال واضح علي ذلك أحد المشروعات بسيناء والذي تم الترويج له في الإعلام دون أي سند من الواقع. رسالة للمصريين * ما هي رسالتك للمصريين بكل أطيافهم؟ ** اقول للجميع أنتم أقوياء بالله وبأنفسكم وتاريخكم وبما لديكم من موارد وثروات لكن لابد أن يتركوا الخلافات الطاحنة والابتعاد عن السلبية والانخراط في العمل للخروج من عنق الزجاجة. ادعو الجميع أن يجتمعوا علي مصر ولا يألو جهداً حتي نستطيع الحفاظ علي الوطن من اعدائه المتربصين في الخارج. * وكيف الخروج مما تعاني منه مصر؟ ** أعتقدپأن النموذج الأكثر صلاحية هو تجربة بيت العائلة الذي يضم نماذج وشخصيات عامة وطنية ومخلصة بشرط أن يتم تفعيل دورها في كل المجالات سواء في القوانين المكملة للدستور وتفعيل مبدأ المواطنة والاسترشاد برأيهم في قوانين بناء دور العبادة والحفاظ علي المال العام والإعلام. موعد مع الرئيس * هل تقابلت مع الرئيس د. محمد مرسي لطرح الرؤي والمشروعات التي تحتاجها مصر؟ ** حتي هذه اللحظة لم يحدث أي لقاء مباشر مع الرئيس ولكن عندما تولي الرئاسة شعرت بالسعادة لأن رئيس الجمهورية استاذ جامعي باحث عن العلم والحقيقة ويمتلك الرؤي الصائبة لذلك ارسلت إليه خطاباً شرحت فيه حقيقة أوضاعنا الاقتصادية وكل الامكانيات والموارد التي نمتلكها وحددت له ثلاثة مشروعات يمكنه البدء فيها لكونها ليست بحاجة إلي تمويل وجاء في الرد بالترحيب من د. ياسر علي المتحدث باسم الرئاسة آنذاك وأبلغني أنه سيتم تحديد موعد للقاء الرئيس لشرح كل المشروعات التي حددتها ولكن هذا لم يحدث حتي الآن.. علي أي حال اطالب الرئيس بالاهتمام بضرورة عودة الأمن والاستقرار حتي يشعر الجميع بالأمان ولابد أن يخاطب جميع المصريين بلا تفرقة . شاهد علي العصر * وما هي شهادتك علي عصر مبارك؟ ** لا استطيع أن أنكر أن مبارك في ال 10 سنوات الأولي من حكمه كان حريصاً علي مصلحة مصر ومستمعاً جيداً لكل وجهات النظر ويأخذ برأي الخبراء والمتخصصين وبعد ذلك بدأت مرحلة الانهيار بترك الأمور لأشخاص ليسوا أهلاً لها مثل صفوت الشريف الذي خدعه بأن حكمه أزهي عصور الديمقراطية واقامة نظام حزبي هش بجانب افعال السيدة سوزان مبارك ونجله جمال حيث تدخلا في أمور الدولة بشكل مخل وكانت الطامة الكبري فتح ملف التوريث ومنذ 2004 شعرت بأننا مقبلون علي كارثة بسبب الانهيار في كل المجالات سواء السياسية أو الاجتماعية.