الذي ألمني كمواطن مصري أن يخرج الرئيس مكسورا دون ان يقول في حقه كلمة طيبة، خرج من موقعه كرئيس للبلاد تلاحقه اللعنات علي أيام الذل والانسكار التي عايش فيها شعبه.. في البداية تصور ان التظاهرات التي كانت تنادي برحيله هي تظاهرات غوغائية يستطيع ان يخمدها بإطلالة منه علي الجماهير، لم يتصور انها إرادة شعب اجتمعت علي رحيله.. لم يجد من ينصحه فقد تخلص من الحكماء والعقلاء الذين كانواجانبه وارتمي في حضن اصحاب المال والاعمال حتي افقدوه الإحساس بالضعفاء والفقراء. .. انا شخصيا توقعت في لحظة أن يلجأ الرئيس إلي صوت العقل وينزل إلي أصحاب الحكمة والرأي يبحث لنفسه عن مخرج يحفظ له تاريخه الوطني ويشفع له عن اخطائه ويخرج إلي شعبه يعلن عن اعتذاره وعن اعتزاله وهو لا يتنصل من مسئوليته عن دم الشهداء الذي ارتوت به ارضمصر في ميدان التحرير.. وفي كل محافظة من محافظات مصر.. آه لو فعلها مبارك لنال السماح والمغفرة وساعتها كان يخرج خروج المكرمين.. من شعب يحفظ له وقاره وهيبته. علي الأقل سيشهد له التاريخ يوم ان يحني رأسه للشعب ويعتذر.. سيكتب التاريخ عن شجاعته وعن وطنيته في قرار التنحي حقنا للدماء واعترافا منه بأن الاشخاص زائلون وان الوطن باق. .. لكن ماذا نقول لرئيس ركب رأسه ليس طمعا في السلطة لكن لانه لا يجب الانكسار ولا يرضي بالهزيمة.. فقد اخذ بنصيحة الرموز التي دقت مسمارا في نعش النظام وافهموه ان التنحي هو الانكسار وعليه ان يبقي رمزا ويتنازل عن جزء من صلاحياته لنائبه لادارة شئون البلاد وهو لا يعلم ان الشعب لم يعد يقبل بديلا للرحيل. .. سبحان الله وتشاء ارادته أن يتحقق حلم هذا الشعب في ليلة لم ينم فيها الرئيس.. فقد كانت اخر ليلة يواجه فيها شعبه. احس بنبض الشارع المصري وهم ثائرون.. غاضبون.. رافضون لما اعلنه الرئيس.. .. وفي وقفة مع النفس.. قرر ان يصدر قرار التنحي والرحيل وهو يعلم انه لو اختار ان يمضي بقية عمره علي ارض الوطن.. لن يلقي كلمة شكر أو تقدير. - لم ينفعه ابنه بعصابة الحرامية من رجال الاعمال الذين تحكموا في ارزاق العباد وجعلوا من مصر »تورتاية« فقسموها علي انفسهم في شكل اسهم وحصص وسندات.. ولم ينفعه حزبه والذي نجح رموزه في »تغييبه« عن اوجاع الشعب فاختاروا له مجموعة من المداحين عينوا بعضهم رؤساء للتحرير وقد كانت مهمتهم مساندة النظام في الشارع المصري بالنفاق والتطبيل، رأيناهم وهم يتصدون للاقلام الحرة حتي وصلت بهم بجاحتهم إلي التصدي لارادة الجماهير يوم ان تبنت صحفهم علي صدر صفحاتها الاولي لا للتغيير. .. بقدر فرحتي بالثورة الشعبية التي انطلقت وهي تحتضن الشرارة الاولي التي اطلقها شباب الفيس بوك في 52 يناير فقد كانت ثورة بيضاء لا تعرف التدمير أو التخريب ولم يفهم النظام معني ان يلتقي الشباب بدون تخطيط أو تنظيم ليست لهم خلية تنظيمية حتي يقال ان هناك من خطط أو دبر.. لكنها كانت ارادة الشباب ولم تلتق إلا علي »الفيس بوك« وجوه لا تعرف بعضها البعض.. لكنها توحدت علي هدف واحد وهو انقاذ مصر من الفساد والفاسدين. - لقد كشفت ثورة الشباب هشاشة الاحزاب السياسية في مصر التي استسلمت لأباطرة الحزب الحاكم وقبلت ان يديرها الشريف فهو الذي يمنح الاعانات وهو الذي يقطعها وربما يكون حزب الوفد هو الحزب الوحيد في مصر الذي لا يمد يده إلي اعانات لجنة الاحزاب.. وهو الحزب الوحيد الذي رفض اموال الدعاية الانتخابية التي خصصتها حكومة الحزب الحاكم في اعمال الديكور الانتخابي لانتخابات الرئاسة في 5002. .. ثورة الشباب كشفت لنا عن حزب المنتفعين وهو الحزب الحاكم انه حزب »المصلحجية« الذي يقوم بتزويج المال بالسلطة.. فقد انهار في الساعات الاولي لانطلاق الثورة.