لاشك أن الحوار هو الطريق الأفضل للخروج من الوضع الحالي، الذي خلقته حركة ثوار التحرير.. ولكن المطلوب منا ان نجعله الطريق الأقصر للنجاة. وللحوار قواعد وأصول، رغم ان الثورة -أي ثورة- لا تتوقف كثيرا عند هذه الأصول.. وحسنا بدأت السلطة الحوار مع ثوار التحرير.. ومع ممثلي كل الأحزاب والتيارات السياسية في البلاد.. ولكن هل يستمر الحوار الي ما لا نهاية.. بمعني انه لابد من وضع ضوابط ومواعيد محددة أي تحديد موعد نهائي لاجراء الاصلاح المطلوب.. وان نقول ان هذا الحوار لن يستمر اكثر من اسبوعين. مثلا نحن نخشي ان يكون الحوار من أجل الحوار هو اسلوب السلطة مع ممثلي الأمة. أي يصبح ببساطة وسيلة، لامتصاص غضب الثوار وانهاك قواهم.. حتي نصل الي حالة من الاسترخاء يتعرض فيها الثوار الي الاجهاد الحقيقي.. وعندما قد تفشل الثورة.. وقد ينفجر مرجل الغضب فيشتعل العنف. ونواجه العنف المضاد.. وما أقسي الأول.. وما اعنف واشرس الثاني. اذن المطلب الاول هو موعد محدد يجب ان يتوقف عند الحوار وجلسات الحوار.. لأن المطالب واضحة.. والحقوق معلومة.. فلماذا إطالة أمد الحوار؟! ثانيا السيد نائب الرئيس يجلس مع جماعات من الثوار.. وهم من قطاعات متعددة.. ويمثلون تيارات وجماعات كثيرة.. فلماذا لا يتم تكوين جبهة وطنية أو لجنة وطنية من الثوار.. لا يتعدي عددهم 02 شخصا.. يعرضون وجهة نظرهم.. أو وجهة نظر كل جماعة بوضوح.. واقل عدد من الكلمات.. حتي لا تتوه الأفكار وتختلف الرؤي. وثالثا: تحديد المطالب واحد. اثنين. ثلاثة. أربعة. خمسة وهكذا ولا تصل الي 7 أو 8 مطالب في المرحلة الحالية العاجلة.. حتي لا تتوه الاهداف الكبري مع تعدد المطالب.. واختلاف الافكار رغم اننا نعلم جميعا المطالب الاساسية لكل المصريين.. وهي التي تبناها ثوار التحرير.. فالمطالب واضحة المعالم. ولا لبس فيها.. أما مطالب الثوار بتأمين عودتهم الي بيوتهم دون مطاردة أو ملاحقة فهذا هو مطلب الشعب كله.. وليس فقط المطلب الاول للثوار.. ونقول للثوار: إياكم والدخول في التفاصيل.. واياكم وقبول فكرة تشكيل لجان للتحاور.. مثلا قد تقترح عليكم السلطة تشكيل لجنة للحوار السياسي.. ولجنة للحوار الدستوري.. واخري للحوار حول المشاكل الاقتصادية.. و.. و.. و.. ذلك ان خبرة رجال السلطة والسلطان في الحوار.. أفضل من خبرتكم.. ونخشي ان تتحول هذه اللجان الي مسارب لكسب الوقت.. بل لاضاعة الوقت.. وهنا نقول يجب الا تسمحوا لمن يقول لكم: نحن الان نتحاور فلماذا لا ترحلون من ميدان التحرير ودعونا نتحاور حتي نصل الي الحل الافضل.. هذا هو الفخ الاكبر الذي يمكن ان تقعوا فيه.. وليكن ردكم هو رد ثوار الجزائر الذين رفضوا وقف اطلاقهم لنيران الثورة.. مادام رجالهم وممثلوهم يجلسون الي مائدة المفاوضات مع الحكومة الفرنسية.. واستمر النضال.. بل والمعارك العسكرية علي كل الجهات. بينما ممثلو الثورة الجزائرية يتفاوضون في إيفيان.. إلي أن تم الاتفاق علي كل النقاط.. وأيضا استمرت الحرب في فيتنام وهي أشرف حرب ضد أمريكا استمرت الحرب، بينما رجالهم يتفاوضون مع أمريكا.. بل واستمرت قاذفات القنابل الأمريكية العملاقة بي 25 تقصف مقاتلي فيتنام علي كل الجبهات العسكرية. ليكن شعاركم: قتال.. حتي النصر. أي حاوروا.. واستمروا في الاعتصام. أي الحوار مع استمرار الاعتصام. ولكم ولنا كل العذر في التمسك بهذا المسلك.. ذلك ان تجارب الثوار وتجاربنا كلها مع السلطة، أي سلطة، مريرة بل شديدة المرارة.. لأنها عودتنا علي الالتفاف وعلي الرجوع عن الحق.. والتراجع عن الوفاء.. بما وعدت. بل عليكم بأن تتضمن ديباجة الدستور الجديد، وما سوف يتم الاتفاق عليه من بيان تلتزم به السلطة.. ان يتضمن كل ذلك تلك المبادئ التي يجب أن يتضمنها أي اتفاق.. فهكذا فعلت الثورة الفرنسية، وفعلته كل الثورات الكبري عبر التاريخ.. وليكن شعاركم أيها الثوار ان للصبر حدودا.. وهو ليس صبركم وحدكم.. بل هو صبر الأمة كلها.. وليكن لك واضحا ومن الجلسات الأولي للحوار.. ليكن شعاركم: »نريد اصلاح المائة يوم« أي لا تتعدي كل هذه الاجراءات مدة المائة يوم.. لندخل بعدها في التنفيذ.. وليكن رأيكم واضحا وواحدا: رأي واحد للثوار وألا يتحول الصبر إلي مدافع جديدة.. أو تحذروا السلطة والسلطان، من أن اطاحة أمد الحوار يجعلكم تحولون مصر كلها إلي ميدان تحرير واحد.. كبير بحجم سماء مصر. وثقوا أن الأمة كلها معكم.. تقف وراءكم.. تؤازركم وهي تتعجب مما فعلت. فلم يكن احد في مصر ان يستطيع شباب الكافيهات إلي ثوار. أو ان يصبح هواة الفيس بوك إلي ثوار.. بل قادة لتلك الثورة العظيمة.. قولوا للسلطان في ثلاثة أو اربعة جلسات للحوار هذه هي مطالبنا.. وهذا هو منهجنا للاصلاح.. ثم انصرفوا.. وعودوا إلي ميدان التحرير. القلعة التي خرجتم منها لتدكوا حصونا ما كان احد يتوقع ان تتعرض لقذائف الثوار الفيس بوك. وكم اتمني ان ينضم اليكم جماعات من ثوار كل محافظة.. ليعرف السلطان انكم تمثلون كل الامة المصرية من اقصاها إلي اقصاها. وليكن شعاركم ما قاله مفكرنا العظيم الراحل خالد محمد خالد »هذا أو الطوفان« وقولوها صريحة نخشي الغام الحوار.. ولكن احذروا الا تطول حبال الصبر.