تحول ميدان التحرير الذي استخدمه المتظاهرون في التعبير عن مطالبهم وحقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية الي ساحة للتجول واللهو واللعب واصبح ساحة لاينقصها سوي المراجيح والملاهي حتي تكتمل الصورة المعبرة عن الوضع داخل الميدان.. توافد العديد من الاطفال الي الميدان بصحبة آبائهم او امهاتهم لكي يستجولوا ويعرفوا مايدور داخل الميدان رغم ما يشاهدونه ويسمعونه في التليفزيون. التقت »الأخبار« مع الاطفال داخل الميدان شاهدنا اطفالا في مقتبل العمر لايعرفون معني كلمة تظاهر اومعني الهتافات التي رددوها وهم لايدركون ويعلمون ما يقولون فالوضع اصبح بالنسبة لهم مجرد نزهة يجدون فيها كل مايسرهم من لعب ولهو وأكل وشرب كما ان البعض منهم اسرع للتصوير فوق الدبابات التي يشاهدونها لاول مرة امام أعينهم. عز الدين طفل في السابعة من عمره حضر الي ميدان التحرير مع والده الذي جاء الي الميدان للمرة الاولي لرغبة ابنه في مشاهدة الاحداث حيث اكد انه يري بالتليفزيون اطفالا متواجدين بالميدان يحملون علم مصر وهو ايضا يرغب في ذلك. وقال احمد عبداللطيف 41 سنة انه يحضر يوميا الي الميدان من الساعة الثامنة حتي أذان المغرب ليتظاهر مع المتظاهرين المصريين الراغبين في تعديل النظام وقال ان الحوار سوف يؤدي الي حل جذري بعد حالة الاضطراب التي يعيشها الشارع المصري مطالبا الجميع سواء متظاهرين او مسئولين بالحكومة سرعة الوصول الي حل نهائي لاعادة استقرار البلاد وخوفا من التدخلات الاجنبية التي نشاهدها علي شاشات التليفزيون مؤكدا ان مصر دولة كبيرة بشبابها وشعبها لا يحق لأحد السطو عليها. وقال صبري وشقيقته ضحي اللذان حضرا مع والدهم لميدان التحرير انهما جاءوا مع والدها ولايعرفون شيء عن مايدور من حولهم وتبين عليهم انهم يرددون وراء المتظاهرين ولايدركون ما يقولون وقال والدها انه جاء للميدان ليري آخر التطورات والاحداث علي ارض الواقع مؤكدا ان كل مايريده هو العمل حتي يستطيع ان يرعي اطفاله وزوجته وقال ان مايحدث لابد من انتهائه لانه منذ عشرة ايام لم يحصل علي جنيها واحدا ولايعرف من اين يأتي بالمال لاسرته. وقال محمد محمود 01 سنوات انه سعيد بالتقاط صور بجوار الدبابات وهو يحمل علم مصر في يده. أطفال الشوارع رغم اتجاه المتظاهرين لميدان التحرير للتعبير عن مطالبهم الا ان ميدان التحرير امتلأ بأطفال الشوارع الذين اصبح لهم المأويء والمسكن فكان مصدر الرزق بعد ان اختفي المواطنون من باقي شوارع القاهرة تلاقي الاطفال المتجولون بالشارع لبيع المناديل واعلام مصر والمياه المعدنية والبسكويت والباقي يسعي الي التسول والشحاتة من المتظاهرين. التقت »الاخبار« مع بعض هؤلاء الاطفال الذين احتشدوا بالميدان وقال كل من كريم الونش واسامة سمكة وحربي سلطان ومحمد علي التعلب أنهم يقومون ببيع الاحتياجات المرغوب فيها داخل الميدان وانهم لايدرون ولايعرفون شيئا عما يحدث داخل الميدان وانهم يرددون ما يقوله المتظاهرون مؤكدين انهم يلهون ويلعبون ويأكلون دون دفع اي مبالغ مالية بالاضافة الي حصولهم علي بعض الأموال من الشحاتة.