سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. محمود الهباش قاضي القضاة ومستشار الرئيس الفلسطيني في حوار ل «الأخبار»: تكرار العمليات الإرهابية بسيناء بعد فتح معبر رفح يثير الدهشة
موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت
استقالة أبومازن هدفها إعادة ترتيب البيت الفلسطيني.. ولا نهتم بالشائعات
كثيرة هي الأمور التي أثارها د. محمود الهباش قاضي القضاة ومستشار الرئيس الفلسطيني في حواره مع « الأخبار» خلال زيارته للقاهرة، فقد أكد ان استقالة الرئيس الفلسطيني من رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية جاءت لترتيب البيت الفلسطيني..وصف الهباش مفاوضات حماس مع تل ابيب بال « عبثية » وانها خيانة عظمي لوحدة الصف الفلسطيني وقال إن توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الدولية « سمسار دولي «.. وأشار إلي ان هناك حالة انشغال عربي عن القضية الفلسطينية مؤكدا ان دور الجامعة العربية تأثر بذلك إلا انه أصر علي انها ستبقي «بيت العرب» الذي يدافع بما لديه من امكانيات، ورفض الهباش القول بأن علاقة القاهرة ورام الله تأثرت بأفعال حركة حماس التي تربت علي مبادئ الإخوان «تغليب المصلحة الخاصة علي المصلحة العامة»، وابدي تضامنه مع رؤية المواطن العربي البسيط الذي دائما ما يربط فتح معبر رفح بوقوع عمليات ارهابية بسيناء وإلي نص الحوار : ما أبرز الملفات التي ستتناولها مع الجانب المصري خلال زيارتك؟ الملف الدائم المفتوح بيننا هو العلاقات «المصرية – الفلسطينية « وهو دائما ما يشهد تواصلا بين القيادتين في مختلف المجالات، ومصر لا يخفي علي احد مكانتها ولا قيمتها في المشهد العربي بشكل عام وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية بشكل خاص، خاصة ان القاهرة تعتبر الظهير والرائد للأمة العربية. ما تفسيرك لاستقالة الرئيس محمود عباس من رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية؟ حتي نضع الامور في نصابها الحقيقي.. الرئيس ابو مازن لا يبحث لنفسه عن موقع وليس حريصا علي مسمي يحمله او علي المنصب الذي يشغله، ولكن ما يهمه هو جوهر العمل الفلسطيني ومنظمة التحرير هي الممثل الشرعي للسلطة الفلسطينية وبحاجة دائمة إلي تحديث فعلي وتجديد دماء، واخر انتخابات تكميلية شهدتها اللجنة التنفيذية للمنظمة كانت في 2009 وبالتالي فإن الرئيس يريد أن يطور من عملها ويبحث عن دور حقيقي لها وهو الهدف الذي يريد ان يتحرك في ضوئه وهو ترتيب الاوضاع بشكل سليم وبالتالي فإن استقالته كانت لاجراء انتخابات تكميلية وتجديد لدماء اعضائها.. وايضا جزء من الهدف «تصليب» الموقف الفلسطيني فنحن نواجه اسرائيل يوميا وبالتي لابد من تطوير قمة السلطة الفلسطينية. بماذا تعلق علي اعلان حماس مقاطعة اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني المزمع عقده الشهر الجاري؟ حماس منذ نشأتها وهي تطالب بان تنضم لمنظمة التحرير وان تكون عضوا في المنظمة وان تكون شريكا في المجلس الوطني، والان الفرصة مواتية لحماس فالمجلس الوطني لم ينعقد منذ عام 2009 وحماس تريد الانضمام.. ولكنها في حقيقة الامر تريد ان تنسف منظمة التحرير وتنشئ منظمة جديدة علي مقاسها، ولديهم اعضاء في المجلس التشريعي وفتحنا لهم الباب ليشاركوا في المجلس الوطني ولكن من داخل البيت الفلسطيني، فليست القضية ان نهدم البيت ونبنيه من جديد ولكن نريد ان نطور ما بدأناه، ويقيني ان حماس لديها أجندة أخري ولها اهداف أخري فهي فقط ان تريد ان تشوش علي منظمة التحرير وحقيقة لا تريد الانضمام للمنظمة ولكنها تريد ان تهدم وتستولي علي منظمة التحرير وذلك منطق « هدم « واهوج ولا يمكن للصغير ان يهدم الكبير وعليها ان تعي انها فصيل وليس فلسطين وافعالهم تشهد انهم غير جادين في الانضمام. ما حقيقة ما يتردد عن المفاوضات السرية بين حماس وتل ابيب لعقد هدنة طويلة الاجل؟ هذه المعلومات بحسب ما توفر لدينا، صحيحة وليس ذلك فقط بل كثير من قيادات حماس صرح بذلك وأكد ان هناك مفاوضات مع قيادات تل ابيب وهم لا ينكرون وبالتالي ليس هناك معني لصحة المعلومات اوعدمها، وهناك «عناوين» في تل ابيب تثبت ان هناك» دردشات « مع حماس ، وانا شخصيا اطلعت علي محضر حديث بين احد قيادات حماس واحد المسئولين الاسرائيلين يتحدث عن هذه المفاوضات ويوجد جنرال اسرائيلي يدعي « ليئور لوتان « يتابع ويشرف علي الاتصالات مع حماس، والامر لم يعد خافيا ولكنه خطير ومكمن الخطورة في انه يشق وحدة الصف الفلسطيني بدلا ان تكون الجبهة واحدة امام تل ابيب يصبح هناك جبهتان بسبب المفاوصات العبثية التي تجريها حماس. كيف ستتعامل السلطة الفلسطينية مع الاوضاع في الداخل اذا تم الاعلان عن هذا الاتفاق خاصة وانه يعني « إعلان دولة داخل دولة »؟ اي فلسطيني يقوم بأي اتصالات مع إسرائيل من وراء السلطة فسيكون ذلك نوعا من انواع الخيانة وهناك عنوان واحد لتمثيل فلسطين وهو « السلطة الفلسطينة متمثلة في الرئيس ابو مازن، وأي محاولات لغير ذلك ستكون بمثابة إعلان لشق الصف الفلسطيني واي اتصال لحماس مع تل ابيب دون تفويض السلطة ومنظمة التحرير سيكون جريمة « خيانة عظمة « وسواء كانت مباشرة او غير مباشرة.. كيف تفسر دور المجتمع الدولي المتناقض في دعم القضية الفلسطينية من ناحية الاعتراف بفلسطين وفي نفس الوقت دعم الادوار الخفية لمبعوثيه مثل توني بلير ودعمه لقادة حماس من ناحية أخري؟ توني بلير ليس اكثر من سمسار يريد ان يسوق المصالح الاسرائيلية ويبحث عن دور ويعمل بأجر وفقد مصداقيته وغير ذي صلة ونحن ننظر لما يقوم به بعين الريبة والمجتمع الدولي يتحمل ما يحدث، ونحن كسلطة حققنا انجازات دبلوماسية علي الصعيد الدول وبالتأكيد هذا أزعج إسرائيل وهو ما أيقظ بعض السماسرة كتوني بلير للبحث علي «عناوين» في المنطة تشوش علي الانجازات الفلسطينية ونحن واعون ومدركون للاهداف الحقيقية له ولكن الغريب في الامر ان هناك من يستجيب لهذه السمسرة السياسية كحماس وبعض الاطراف العربية التي تريد ان تبحث لها عن دور علي حساب القضية الفلسطينية. ما الرهان الذي تعتمد عليه حماس في اصرارها علي اتباع اساليب عدائية تجاه المشروع العربي؟ حماس ترتكب خطيئة كبري في حق نفسها اذا أصرت علي هذا النهج الهدمي ومن البداية قلنا لهم ان يختاروا بين « فلسطينيتهم اواخوانيتهم»، وان يكون تعاطفكم مع الاخوان داخليا وغير مؤثر علي علاقاتهم ولكنهم للاسف اختاروا التمسك بمشروعهم الهدمي واستمروا في الحاق الضرر بانفسهم بعد اصرارهم علي النظرية الاخوانية التي تفضل الحزب علي الهدف واذا اردات حماس ان تستمر وان تبقي فعليها ان تتخلي عن هويتها الاخوانية وتنسي انها جزء من التنظيم الدولي للاخوان وان تنضم للعنوان الفلسطيني الكبير وهو «منظمة التحرير». هل علاقة حماس بالمنطقة العربية خاصة مصر أثرت سلبا علي فلسطين؟ العلاقات المصرية الفلسطينية لن تتأثر بتصرفات حماس، صحيح انها قد تغضب مصر علي المستوي الرسمي والشعبي ولكن القاهرة لديها القدرة علي التمييز بين حماس وفلسطين ولا يمكن ان تتأثر العلاقة بذلك وانا علي يقين ان الموقف المصري ثابت كما هو تجاه القضية الفلسطينية. هل يوجد علاقة بفتح معبر رفح وما يحدث بعدها من عمليات ارهابية بسيناء مباشر؟ الامر فعلا يثير التساؤل ويستدعي وقفة للتحليل والرؤية ولكن الذي يستطيع ان يقيم بين فتح المعبر والعمليات الارهابية فهي الجهات الامنية فربما تنقصنا المعلومة ولا نستطيع ان نحكم ولكن المواطن العادي معذور ان يحلل تحليلات بنوع من العاطفة. ما روشتة علاج الانقسام الفلسطيني من وجهة نظرك؟ كلمة واحدة ستنهي حالة الانقسام الفلسطني وهي « الانتخابات» فإن الحل يكمن في سؤال الشعب الفلسطيني ولكني اؤكد علي ان حماس لا تريد اجراء الانتخابات لانها تريد الاستمرار علي هذا الوضع الشاذ.