هاني بدر الدين كشف وزير الأوقاف الفلسطيني الدكتور محمود الهباش، والشئون الدينية خلال حواره مع «الأهرام العربي» عن أسرار حركة حماس وعلاقتها بالإسرائيليين، بالإضافة إلى حقيقة بناء دولة فلسطينية فى غزة مع التوسع فى الأراضي المصرية، وكشف عن مفاجأة وهي رسالة من إسماعيل هنية، رئيس وزراء حكومة حماس إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، تتضمن تأكيدات بالإبقاء على الهدوء في غزة ومنع إطلاق الصواريخ.. وإلى نص الحوار.. هناك تعثر حاليا في مساري السلام والمصالحة.. فماذا على رأس أولويات السلطة الفلسطينية؟ للأسف فإن ما تقوله صحيح.. فمسار السلام متعثر في ظل التعنت الإسرائيلي، كما أن مسار المصالحة مع حماس لم يشهد أي تحرك ملموس، ولهذا فإننا أمام جمود في المسارين، ولهذا فإن أولوياتنا حاليا هي الحفاظ على الإنسان الفلسطيني.. فالوطن يتكون من الشعب والأرض، ولهذا فلا بد من أن نحافظ على الشعب ليكون قادراً على البقاء ليدافع عن الأرض.. وهذه هي أولوياتنا حاليا. هل ما زالت هناك قضية فلسطينية أم أنها تم اختزالها في غزة فحسب؟ هناك من يحاولة اختزال فلسطين فى غزة فقط.. وهذا يعتبر أكبر خيانة للقضية الفلسطينية، ويجب أن تكون القدس عاصمتنا، وعلى جميع القيادات الفلسطينية أن تحافظ على أن تكون القدس فى المقدمة، ومن يحاول تجنيب القدس فهو خائن، وغزة ليست أهم من القدس. وماذا تريد إسرائيل من الفلسطينيين؟ هناك محاولات وعروض من إسرائيل تطالب بإقامة شبه دولة فلسطينية أو لنسمها ب «دويلة»، وهى تكون من غزة، وإضافة أراضي إليها من سيناء.. وهذه جريمة وخيانة لجميع الآلاف من الشهداء. هل تم الاتفاق بين حماس وإسرائيل على إقامة دولة فلسطينية بضم جزء من أراضي سيناء تحت رعاية الرئيس المعزول محمد مرسي؟ نعم تم الاتفاق، ولكن السبب الرئيسي لتعثر المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية هو أن تكون القدس العربية عاصمة فلسطين، فإسرائيل توافق على إقامة تلك الدويلة لأنها تريد تصفية القضية الفلسطينية، ولكننا عازمون على أنه لا دولة بدون القدس، ومن يتحدث عن دولة فى غزة فهو جاهل.. وهو يمارس الخيانة بقصد أو بدون قصد. ما سر العلاقة الحميمة بين حماس وإسرائيل فى عهد مرسي؟ بعد تولى الرئيس محمد مرسي، الحكم تم توقيع معاهدة سلام غير معلنة بين قيادات حماس وإسرائيل، وهذه الاتفاقية لها مساوئ عديدة، لعل أبرزها أنها حولت مسمى الكفاح والنضال الفلسطيني إلى «أعمال عدائية» كما أسمته الاتفاقية، وهذه الاتفاقية تطالب بإبقاء الوضع فى غزة على ما هو عليه، ألا وهو بقاء حماس داخل قطاع غزة، وهذا ما أكده مسئولون إسرائيلون ومنهم غيورا أيلاند، مستشار الأمن القومي السابق الذي أكد أن وجود حماس فى قطاع غزة هو مصلحة إسرائيلية، وهو من قدم مشروع لإقامة دويلة فلسطينيةبغزة مع التوسع فى الأراضي المصرية.. ليس هذا فحسب، بل سأخبرك أمرا مهما، وهو أن خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، كانت إسرائيل تعرف مكان إسماعيل هنية وغيره من قيادات حماس، ولكنها لم ترغب في استهدافهم. ليس هذا فحسب بل إن تل أبيب كانت تعرف مكان جلعاد شاليط، ولكنها لم ترد أن تقوم بعملية لتحريره حتى لا يكون في ذلك خطر على حياته، كذلك فقد أوقفت إسرائيل الحرب قبل ساعات من سقوط حركة حماس، وبأوامر من القيادة السياسية لإسرائيل التي ترغب في الابقاء على حماس. وما حقيقة العلاقة حاليا بين حماس وإسرائيل؟ جرشون باسكل، هو أحد المسئولين الإسرائيليين، وعلاقته وطيدة مع رئيس الوزراء الإسرئيلي بنيامين نتانياهو، كذلك له علاقات مع قيادات حماس، وهو بمثابة رسول بين الطرفين، وأخيرا قام بنقل رسالة واضحة من إسماعيل هنية، رئيس حكومة حماس: المقالة، إلى رئيس الوزراء الإسرئيلي تتضمن التالي وعلى لسان حماس « نحن معنيون ببقاء الوضع الحالي على ما هو عليه بمعني «حافظوا علينا نحافظ عليكم» ونحن غير معنيين بتغيير الوضع القائم على الحدود بين غزة وإسرائيل (ويقصدون بأن حالة الأمن والسكينة وحفظ أمن الجيران مستمرة).. وانتهت الرسالة بأن حماس تكثف جهودها لضبط مطلقي الصواريخ على إسرائيل وملاحقتهم، ونحن ملتزمون باتفاقية التهدئة التى وقعت بيننا برعاية مصرية فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسي. حضرتك توليت تنظيم زيارات قيادات عربية ومصرية للقدس.. وأخيرا زار وفد صحفي مصري القدس.. هل تؤيدون تلك الزيارات أم ترفضونها؟ القدس أساس القضية الفلسطينية، ولكن للأسف هناك من يتناسى ذلك، الشيخ القرضاوي شد رحاله إلى غزة وهي ليست من المساجد الدينية المقصود زيارتها، ولم يتوجه إلى المسجد الأقصي.. القرضاوي دخل غزة بموافقة إسرائيلية وتصريح إسرائيلي.. وأحب أن أؤكد أن غزة هي أرض محتلة تخضع للقانون الدولى تماما مثل القدس.. ونفس الوضع حدث بالنسبة لخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي وافقت إسرائيل على زيارته لغزة ورفضت زيارة رمضان شلح، الأمين العام لحركة الجهاد، بل إن تل أبيب أخبرت مشعل بعد 3 أيام من زيارته أن موعد الزيارة قد انتهى وعليه المغادرة، فغادر على الفور.. والقرضاوي دخل غزة فى يوم محدد وغادر فى مدة محددة، وكل هذا بتصاريح إسرائيلية.. وما سمعته هو أن الصحفيين المصريين جاءوا للقدس بتصريحات فلسطينية وأشكرهم على زيارة القدس، فزيارتها ليس تطبيعا مع إسرائيل.. وأهل القدس 300 ألف فلسطيني يعيشون فى عاصمتنا المحتلة لا يختلف التعامل معها قانونيا أو سياسيا مع أى مكان محتل فى فلسطين. لماذا تحاول حماس منع العرب من زيارة القدس؟ حماس تحاول «سلخ» القدس عن الكيان الفلسطيني.. ويحاولون الاهتمام بغزة أكثر بقصد مصالح شخصية بالحركة.. وأطالب الجميع بزيارة القدس ونابلس وجنين والخليل وكل مدن وقرى الضفة، لأن زيارتنا للقدس تؤكد للإسرائيليين وللمجتمع الدولى أن القدس دولة عاصمة فلسطين.