لندن - رويترز: يمثل الاتفاق النووي الذي توصلت إليه ايران مع القوي العالمية انتصارا للرئيس حسن روحاني الذي خرج من عباءة المؤسسة الدينية وعلق سمعته علي التواصل العملي مع الغرب وواجه تحديات من فصائل محافظة.لكن معارك أخري مازالت بانتظاره. وعليه الآن أن يقدم ما يبرر التوقعات الكبيرة لدي المواطن العادي في ايران الذي يترقب نهاية العقوبات توقعا لتحسن مستوي المعيشة وكذلك توقعات الإصلاحيين الذين لم يروا حتي الآن أي عائد مقابل الأصوات التي منحوها اياه في الانتخابات في الوقت الذي يحارب فيه المحافظون للابقاء علي الوضع القائم. وفي حين كان فريق المفاوضين الايرانيين يجوب الأرض طولا وعرضا لابرام الاتفاق النووي كان روحاني رجل الدين البالغ من العمر 66 عاما يعمل بلا كلل في الداخل من أجل الاحتفاظ بالتأييد للاتفاق واقناع جميع قطاعات المجتمع الايراني بأنه في صالحها. وخلال الأشهر القليلة المقبلة ستظل العقوبات المفروضة علي ايران سارية بينما يجري مفتشو الأممالمتحدة تحرياتهم الموسعة في المنشآت النووية الايرانية. ومن المتوقع أن يستغل المتشددون هذه الفرصة لاتهام الرئيس بالإفراط في تقديم التنازلات. ويعارض البرلمان الايراني الذي يهيمن عليه المحافظون وعناصر في القضاء والقوات المسلحة والمؤسسة الدينية تقديم أي تنازلات كبيرة معارضة شديدة وسينقضون علي أي فرصة تلوح في الأفق لمهاجمة مفتشي الأممالمتحدة والقوي الغربية في الأشهر المقبلة. وقد عزل روحاني نفسه حتي الآن عن الفصائل المتشددة بفضل عوامل علي رأسها الاحتفاظ بدعم الزعيم الأعلي آية الله علي خامنئي الذي أيد المفاوضات تأييدا مشوبا بالحذر كوسيلة لإنعاش الاقتصاد الذي كانت العقوبات تضيق عليه الخناق شيئا فشيئا.