سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حوار مع مليونير محمود العربي من أبورقبة إلي اليابان
شهبندر التجار .. تركت الدراسة في الصف الرابع الابتدائي وأقمت أكبر قلعة صناعية في مصر
عملت بالتجارة في سن العاشرة وكسبت 10 قروش من أول صفقة
رجل أعمال عصامي بدأ حياته من الصفر بل وتحت الصفر حتي صار واحدا من اكبر رجال الاعمال والصناعة والتجارة في مصر والمنطقة العربية والشرق الاوسط لا يذكر اسمه الا والجميع يكنون له كل احترام وتقدير لا يختلف عليه اثنان رجل شديد التواضع لم تبهره المناصب التي تقلدها ورغم حظه القليل من التعليم فإنه استطاع ان يبني صرحا صناعيا من اكبر القلاع في العالم ويعمل لديه الكثير من حملة اكبر الدرجات العلمية انه محمود العربي اول شهبندر لتجار مصر الشرفاء الذي ولد في قرية صغيرة ومنها استطاع ان يصل الي اكبر صرح صناعي وهي دولة اليابان ما النشأة الأولي لمحمود العربي؟ - نشأت في قرية مصرية صغيرة هي ابو رقبة تبعد 7 كيلو مترات عن مركز اشمون بمحافظة المنوفية وولدت في يوم 15 إبريل 1932 وكان لدي طموح فانتقلت الي القاهرة وانا في سن العاشرة وذلك لرغبتي في العمل والكسب اسوة بأخوي الكبيرين علي واحمد جويدة وبدأت العمل في التجارة في سن مبكرة وكنت في الخامسة وقمت بتوفير 30 قرشا وقمت بشراء هدايا العيد من البمب وهدايا الاطفال وقمت ببيعها علي المصطبة امام منزلنا المتواضع وربحت 10 قروش وزاد رأسمالي الي 40 قرشا ومنذ ذلك اليوم وترسخت لدي فكرة التجارة والعمل فيها وقمت باستغلال رأسمالي البسيط في العيد الكبير وقمت بشراء الهدايا واحتياجات العيد لبيعها للمواطنين وظللت في العمل بهذا الاسلوب حتي سن العاشرة وسافرت الي القاهرة توفي ابي وانا في السادسة عشرة ولم اكمل دراستي وتركت الدراسة وانا في الصف الرابع الابتدائي للانتقال للعمل بالقاهرة وقمت بحفظ القرآن الكريم وكانت المحطة الاولي في الموسكي. ما اول مشروع خاص بك ؟ - اول مشروع خاص بي كان بمشاركة صديقي عنتر عبد الوهاب الذي قابلته في شركة النصر الي كنت اعمل بها واتفقنا علي انشاء محل خاص وان نبحث علي من يقوم بالتمويل وقمت بتنفيذ اول حلم لي وتحقيق طموحي وقمت باشراك شقيقي محمد وعبد الجيد وكان هناك محل امام شركة النصر الي كنا نعمل بها وبالفعل تم الاتفاق مع اخوين من الصعيد. الانطلاق إلي اليابان وكيف كانت بداية التعامل مع اليابان؟ - بدأنا في الاتجار في منتجات توشيبا التي كانت تورد الي مصر بتشجيع من احد الاصدقاء اليابانيين العاملين في توشيبا والذي كان يدرس في مصر والذي رشحنا للحصول علي توكيل توشيبا في مصر والذي حقق نجاحا كبير لدي المستهلكين في مصر وخاصة من المراوح والتليفزيون وتم اعطاؤنا سنة تحت الاختبار والعمل في توزيع منتجات توشيبا في مصر واستطعنا ان نحصل علي موافقتهم واصبحنا وكلاء رسميين من عام 1975. وكيف جاءت فكرة التصنيع ؟ - بعد زيارتي الاولي لليابان تساءلت لماذا لا نعمل في الصناعة واول مصنع قطاع خاص في مصر خاصة ان حجم تعاملاتنا السنوي مع توشيبا وصل الي 3 ملايين دولار وكان سعر الدولار في البنك يصل الي 40 قرشا وفي السوق السوداء كان 73 قرشا وكان قراري بالتصنيع لكي نوفر الكثير من العملة الصعبة التي كنا نحصل عليها من السوق السوداء وقمت بشراء 3 افدنة في بنها هي موقع المصنع الحالي و في عام 1975 وافقوا علي تجميع المراوح في مصر بنسبة تصنيع 40% في مصر تزيد الي 75% بعد سنتين ثم 95% حتي يتم التصنيع بالكامل في مصر و حصلنا علي اشتراطات المصنع في 4 سنوات منذ عام 1975 وحتي عام 1979 بسبب التعقيدات من الاجهزة الحكومية وحصلنا علي الترخيص بالمصنع من الدكتور فؤاد ابو زغلة بعد مماطلات من العاملين في الحكومة. متي تم انشاء اول مصنع مصري خاص بكم ؟ - تم انشاء اول مصنع بعد 4 سنوات كاملة في الحصول علي موافقة الحكومة وبعد صراعات معها وافق وزير الصناعة علي الترخيص عام 1979 وكان مصنع للمراوح «وقمنا بانشاء المصنع الثاني في مدة اقل وهو خاص بالراديو كاسيت عام 1984 و بدأت مفاوضات انشاء مصنع التليفزيون منذ عام 1985 واستمرت المفاوضات 10 سنوات و لم نيأس طوال السنوات العشر وبدأنا الانتاج ب 85 الف جهاز خلال العام الاول وتم تحويل مصنع بنها الي قلعة صناعية تضم 10 مصانع علي مساحة 36 الف متر مربع بعد انشاء مصنع الغسالات عام 1998. غرفة القاهرة وماذا عن العمل العام وكيف بدأت؟ - عام 1973 قمت بالانضمام الي الغرفة التجارية بالقاهرة ثم اصبحت رئيسا لشعبة الخردوات والادوات المكتبية ثم اصبحت امينا للصندوق بالغرفة التجارية بالقاهرة عام 1983 وترشحت لرئاسة الغرفة عام 1987 واصبحت رئيسا للغرفة لمدة 12 عاما وبالفعل بدأت الغرف تقوم بدور حقيقي في خدمة التجار وحققنا انجازات كبيرة بالتعاون مع بعض التجار الاصدقاء ومنهم احمد العبد ومسعد ابو المكارم ورجب العطار ثم اصبحت رئيسا لاتحاد الغرف التجارية عام 1995. تجربة مجلس الشعب وماذا عن العمل في السياسة ؟ - عرض علي الفريق سعد مأمون رحمه الله محافظ القاهرة عام 1984 الانضمام الي الحزب الوطني ولكني رفضت فوجئت باتصال هاتفي من احد الضباط بأمن الدولة وطلب مني الترشيح للمجلس عام 1987 من اجل مصلحة الوطن بحجة اقناعي بخدمة الناس وبالفعل دخلت المجلس علي قائمة ضمت كلا من امال عثمان ونوال عامر وعبد العزيز مصطفي وسيد ذكي وتحت القبة وجدت اشياء كثيرة ولم ارض عنها واعترضت علي بعض القوانين والاجراءات التي كانت تصدر وكان الرد انها قرارات سيادية وتيقنت انه توجد ايادي خفية تضر بالاقتصاد المصري لذا كان قراري عدم العودة مرة اخري للمجلس والابتعاد عن السياسة نهائيا. حكايتي مع مبارك ما حكايتك الشهيرة مع الرئيس الاسبق مبارك؟ - عام 2005 زار الرئيس مبارك مصانعنا في قويسنا وكان معه الدكتور احمد نظيف رئيس الوزراء الاسبق وعدد من الوزراء وفوجئت بعدما لا حظ الرئيس مبارك التقدم الكبير الذي حققناه في التليفزيون والثلاجات والغسالات والتكييف بدلا من ان يهنئني خاصة وانني اخبرته ان عدد العاملين وصل في محموعة العربي الي 10 الاف عامل وموظف اذا به يقول لي ونحن في المصعد «انت كبرت قوي يا حاج محمود» وفهمت قصده علي الفور ان مصانعنا توسعت وان حكوماته تركونا نكبر دون ان يتدخلوا وكان ردي حاسما وقلت له «يا ريس انا كل مالي واستثماراتي جوه البلد كلها مصانع بنشغل فيها الناس وننفعهم وماليش ولا جنيه بره مصر». وماذا عن الدور الاجتماعي لرجل الاعمال؟ - علي رجل الاعمال واي شخص لديه القدرة المالية ان يكون له دور اجتماعي وحيوي وضروري لان هذا حق المجتمع والمواطن ومساعدة الدولة والحكومة في هذه الادوار لانها لن تتمكن بمفردها بالقيام بكل شئ وكان اول مشروع اجتماعي لنا هو مستشفي في شبرا عام 1985 وكان يشرف عليها ابني د. ممدوح وتم انشاء اكبر مستشفي في ابو رقبة علي مساحة 5 افدنة واستمر العمل به 10 سنوات. وما رؤية الحاج محمود عن الاستثمار في مصر حاليا؟ - مصر حاليا تمر بظروف اقتصادية حرجة خاصة بعد ثورتين هما 25 يناير و30 يونيو حيث ظهرت امال وطموحات جديدة للشعب المصري واصبح علي الدولة مهام جسيمة واهداف مختلفة وان هذه الثورات كشفت الكثير من الامور المهمة واولها الاعتماد علي الشباب وعدم تهميشه مرة اخري واعطائه الفرصة كاملة والاستفادة من هذه الطاقات المتفجرة وعلي الافكار ان تتغير بما يتناسب مع الظروف الحالية وان كانت المبادئ الاساسية لا تتغير وهي الاخلاص في العمل والطموح والحلم الذي يعد بداية حقيقية للتغيير وعن فرص الاستثمار الحالية فان مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بدأت تأخذ طريقها الصحيح نحو الاستقرار والاصلاح نظرا لإخلاصه وحبه لمصر ووطنيته وعلي الجميع ان يعمل معه باخلاص وتفان لانه مازال هناك الكثير من الاجراءات والسلوكيات لم تتغير وغير قادرة علي التعامل مع الرئيس واستيعاب الفكر الجديد الذي يعمل به. ابراهيم عامر