في موسم العجائب للدوري الانجليزي لكرة القدم الإثارة لاتنقطع الاثارة في الدوري الاسباني لكرة القدم مقصورة علي مباريات فريقي القمة برشلونه البطل والمتصدر وملاحقة ريال مدريد.. وفي ايطاليا تزداد الاثارة قليلا لاتساع دائرة المنافسة علي اللقب.. ولكن الامر في انجلترا مختلف تماما. المتابعون لاقدم واكبر واغلي دوري لكرة القدم في العالم (بريمير ليج) لا يصدقون ما يرونه يوميا من احداث.. وربما ما يرونه لعدة مرات يوميا. اهداف الدقائق الاخيرة والوقت بدل الضائع التي تقلب النتائج والصدمات المتتالية لاصحاب الملعب وجماهيرهم علي ارضهم ووسط انصارهم زادت عن حدود المعقول.. ام اخطاء الحكام التي تفرغ الاعلام لكشفها فهي الخبز اليومي للجميع من صحافة وبرامج ومدربين ولاعبين.. ومعها العودة غير الحميدة لنجم طال انتظاره (وليته ما عاد) واين بريدج ظهير انجلترا السابق ووستهام الحالي.. والجديد والمؤسف ان عنف وشغب الجماهير عاد ليطل بوجهه القبيح علي الملاعب والمباريات. ولعله الموسم الاكثر اثارة وغرابة وعجبا علي كل الاصعدة في تاريخ المسابقة التي انطلقت قبل 130 عاما.. وصدق وصف تيم هوارد الحارس الاميركي لفريق ايفرتون (كريزي سيزون او موسم مجنون). المفاجآت والتحولات واخطاء الحكام هي الابرز. أه من التحكيم! ليفربول احد الاربعة الكبار الدائمين يترنح في المركز الثالث عشر بفارق 6 نقاط فقط عن وستهام الاخير.. وخسائره اكثر من انتصاراته للمرة الاولي منذ زمن بعيد اثر سقوطه لعدة مرات مقابل سبعة انتصارات فقط.. ورغم ذلك لم يرحمه الحكام (وارحموا عزيز قوم ذل).. واضطهده الحكم العالمي هوارد ويب صاحب صفارة نهائي المونديال باحتساب ركلة جزاء وهمية ضده في الدقيقة الاولي امام مانشستر يونايتد. ولكن المتصدر ليس بعيدا عن النكات التحكيمية التي تعادل نكاتنا المحلية عددا ونوعا.. وتعرض مدافعه البرازيلي رافاييل داسيلفا للطرد في المباراة الاخيرة الاحد الماضي التي انتهت بالتعادل السلبي في لندن امام توتنهام هوتسبيرز للحصول علي انذارين.. ولم يصدق احد قرار الحكم مايك دين بالانذار الثاني اثر مخالفة غير مقصودة علي الاطلاق وهي متكررة بالطبع في كل المباريات وتمر دائما بلا انذارات.. والادهي ان الحكم الدولي الشهير والخبير كان في موقع ممتاز ومتابعا للعبة بكل تفاصيلها.. ورغم ذلك لم يتردد لثانية واحدة في اشهار بطاقته الصفراء مما يؤكد انه كان ينتظر المخالفة ويتربص باللاعب.. وكلاهما عنصر يدمر كرة القدم ويقلل متعتها.. والحرص علي سلامة النجوم ونظافة اللعبة لا يعني ابدا معاملتهم كالاطفال او مهاجمتهم بالقفازات الناعمة.. واشتهر الدوري الانجليزي عالميا بانه المسابقة الاقوي علي صعيد التحامات اللاعبين وقلة الصفارات.. والخروج عن تلك القاعدة من حكام الزمن الجديد السعداء بالصفافير قد يهدد مستقبل المسابقة ويدمر ارثها الرائع.. وبالطبع انفعل رافاييل طويلا علي الحكم وتأخر في الخروج مما يعرضه لعقوبة من الاتحاد الانجليزي الذي يحافظ علي الخلق الرياضي ولا يراسه شيخ العرب سمير زاهر. وبالمناسبة تعرض اللاعب الهولندي بابل نجم ليفربول لغرامة عشرة الاف جنيه استرليني لانه تهكم علي الحكم هوارد ويب في صفحته الخاصة علي الانترنت. تشيلسي واحمد عدوية هل تذكرون الاغنية الشعبية الهيرة للمطرب احمد عدوية (حبة فوق.. وحبة تحت) التي سخر فيها من الناس اصحاب المواقف المتناقضة؟ يبدو انه كان يغني ايضا لتشيلسي!! افتتح الازرق تشيلسي المسابقة بطريقة لايتوقعها اكثر المتفائلين حتي في الاحلام واستمر متألقا في شهور اغسطس وسبتمبر واكتوبر.. وجمع 23 نقطة بالفوز في 7 مباريات وتعادل مرتين وخسر واحدة عبر لقاءاته العشر الاولي.. وابتعد بفارق ست نقاط كاملة عن اقرب منافسيه وسجل 21 هدفا مقابل ثلاثة ضده ولم تهتز شباكه في 7 مباريات نهائيا.. ولكن ماذا دهاه من نوفمبر الماضي.. صدق او لا تصدق ان نفس الفريق بنفس المدرب واللاعبين والجمهور والفرق المنافسة لم يحرز اكثر من 15 نقطة فقط في 12 مباراة تالية.. وهو رصيد يهدد صاحبه بالهبوط اذا طال امده.. فاز 3 مرات وتعادل في اربعة وخسر خمس مباريات.. ولم يسجل لاعبوه الا 11 هدفا وتمزقت شباكهم 16 مرة. جمهور بلا فائدة الميزة الكبري لاي فريق في اللعب علي ارضه وبين انصاره هي الاستفادة من الدعم الجماهيري كعنصر شحن عملاق ومصدر ازعاج للمنافسين.. ولكن هذا الامر غائب عند عدد من الفرق في البريمير ليج وعلي راسها ارسنال صاحب ملعب الامارات الهير في لندن. ويكفي ان نعرف ان المدفعجية وهو لقب ارسنال حققوا الفوز حتي الان سبع مرات خارج الديار مقابل ست مرات فقط علي ملعب الامارات.. ولو حافظوا علي رصيدهم في ملعبهم بلا هزيمة كما فعل مانشستر يونايتد لكانوا اليوم في الصدارة بالنقاط. ارسنال ليس الوحيد الذي يلعب (بره افضل من جوه).. ويقلده بلاكبول وفاز خمس مرات بره وهو اقل اندية المسابقة فوزا في ملعبه برصيد ثلاث مرات فقط. ولدي ايفرتون رصيد متساو من النقاط في ملعبه مع ما حققه خارجه وكذلك نيوكاسل فاز في ثماني مباريات موزعة بعدالة بين الديار وخارجها. ليته ما عاد! غاب واين بريدج الظهير الايسر السابق لمنتخب انجلترا ولاعب وستهام المتذيل للترتيب عن الملاعب طويلا بسبب الاصابات المتلاحقة.. واخيرا نال مكانا في تشكيلة فريقه السبت الماضي في ملعبه امام جاره اللندني ارسنال.. وكما قال انصاره (ليته ما عاد) حيث كان اداؤه كارثيا وغلفه بارتكاب مخالفة صبيانية داخل منطقة جزائه وكلفت فريقه ركلة جزاء حسمت المباراة وخسر وستهام 3-صفر. وبينما هتف الجمهور ضده ورفض مدربه التعليق علي مستقلبه جاء رد بريدج غريبا ومستفزا قائلا: انتظروني المباراة المقبلة سالعب افضل والامور ستتحسن. ويذكر جمهور الكرة الاسبانية موقفا مماثلا لبريدج الذي انضم لريال مدريد صيف 2004 مقابل 20 مليون دولار.. ولكنه لم يلعب مع الفريق الا مباراة واحدة واصيب خلالها وغاب عاما كاملا.. وعاد الي صفوف ريال مدريد في ملعبه سانتياجو بيرنابيو ضد اثلتيك بلباو في 22 سبتمبر 2005 (وليته ما عاد).. احرز بالخطا هدف السبق في اللقاء براسه في مرمي حارسه ايكر كاسياس.. وتلقي بطاقة حمراء بعد 65 دقيقة وترك فريقه ناقصا حتي النهاية. منافسة نار نار والختام مع الندية والمنافسة في القمة علي اللقب وفي الوسط علي مقاعد البطولات الاوروبية وفي القاع لتجنب الهبوط من بطولة المليارات الي المسابقة الادني الافقر جدا. بعد مرور ثلاث وعشرين مرحلة من اصل ثماني وثلاثين يتصدر فريقا مدينة مانشستر (يونايتد الاحمر وسيتي الازرق) القائمة وهما متساويان في الرصيد ولكل 45 نقطة.. ولكن يونايتد يتصدر بفارق الاهداف ولديه ايضا مباراتان مؤجلتان احداهما في ستامفورد بريدج في لندن معقل اقوي منافسيه وحامل اللقب تشيلسي.. وخلفهما ارسنال وله مباراة مؤجلة ولكن اداء الفريق مؤخرا يرفع طموحات جمهوره وترشيحات الخبراء لصالحه. والمناوشات عن بعد تأتي من فريقي العاصمة تشيلسي الثالث وتوتنهام هوتسبيرز الرابع بحثا عن موقع بين الثلاثة الكبار الذين يحظون بشرف المشاركة المباشرة في دوري ابطال اوروبا (اغلي بطولات الكرة علي الاطلاق) الموسم المقبل.. ولتشيلسي او الازرق كما يلقبه انصاره 38 نقطة ولتوتنهام 37 ولكل مباراة مؤجلة. سندرلاند فريق احمد المحمدي (الاحتياطي الدائم منذ فترة) يمتلك نفس الطموحات ومعه 34 نقطة من 23 مباراة.. ويبقي ولدي ثمانية اندية فرص متقاربة في اقتناص مقعد اثير في مسابقة دوري اوربا الموسم المقبل.. بولتون واندررز وستوك سيتي ونيوكاسل وبلاكبول روفرز والجاران ايفرتون وليفربول ووست بروميتش البيون.. وارصدتها تبدا من 30 نقطة للسابع بولتون وتنتهي عند 25 نقطة للرابع عشر وست بروميتش. والمخاوف من الهبوط تلاحق الكثيرين وبينهم ايفرتون وليفربول ووست بروميتش ايضا لانهم لا يبتعدون الا قليلا عن ويجان اثلتيك صاحب المركز الثامن عشر الذي يهبط صاحبه.. ورصيد فولهام وبرمنجهام سيتي 23 نقطة واستون فيلا وويجان 22 نقطة وولفرهامبتون 21 واخيرا وستهام 20 نقطة في القاع. وفي النهاية ولمن يتشكك ولو قيد انملة في جنون الموسم الحالي عليه فقط ان يتابع السبت المقبل مباراتي ولفرهامبتون واندررز مع ضيفه ليفربول واستون فيلا عندما يستضيف مانشستر سيتي ثم ينتظر ليومين ليري تشيلسي في زيارته لفريق بولتون واندررز.