لم أكن أبدا أتمني ان أكتب مثل تلك الرسالة.. خاصة انني ارسلها إلي مخلوق لا تربطنا به أية صلة مهما كانت مدة اقامته علي أرض مصر أو جاء من أي بلاد خارج حدودها. لانني لا استطيع ان اتحدث إلي هذه الألة القاتلة.. سواء كان مسلما أو مسيحيا أو حتي بلا دين لان من يزرع القنابل ويفجر دور العبادة ويحصد أرواح الأبرياء ويروع الآمنين من أبناء شعب مصر داخل كنائسهم أو مساجدهم بهدف افساد افراحهم بأعيادهم.. لقد رضي هذا الكائن البغيض ان يصبح شيطانا للموت.. وينشره بلا تمييز وكأن هؤلاء البشر أضروه في شيء أو افسدوا عليه حياته.. انني لا اتخيله وهو يجلس أمام شاشة التليفزيون ليري ما فعلته يده الآثمة في كنيسة القديسين بالإسكندرية.. هذا إذا كان حيا أو مات موتة القاتل الأجير الذي لا دين له ولا وطن.. انني لا أعرف كيف يفكر هذا الإرهابي سواء كان مخططا للعملية الإجرامية أو منفذا لها ولا أعرف كيف سيستطيع ان ينظر في عين ابيه أو أمه أو يفتح أحضانه ليرتمي أطفاله داخلها ولا أدري كيف يمكنه ان يشرب من مياه النيل أو يأكل من طعام المصريين أو يمشي في شوارع القاهرة أو الإسكندرية وهي ملوثة بدماء الابرياء ليقبض هو الملايين من الدولارات.. وأسأله هل سيستطيع ان ينفق هذه الثروات وهو راضي النفس وسيظن انه قام بعمل بطولي أو يتصور انه سيأخذها معه إلي حفرة النار التي سيلقي فيها في الآخرة وحتي لو استطاع الهروب بفعلته حيا فأين سيذهب ومع من سيعيش في داخل حدود مصر الآمنة اعتقد لا مكان له وفي خارجها فالويل له والمنفي نهايته.. أقول له ماذا كان سيشعر لو ان متفجراته وقنابله نالت أحدا من عائلته أو اصدقائه أو حتي سكان منطقته.. هل كان سيكون سعيدا بفعلته الاجرامية.. أغلب الظن انه إذا كان حيا فإن الشعور بالذنب سيحاصره دائما وإذا كان مات وانتشرت اشلاؤه في جريمته النكراء فانه لن يحيا في الحالتين ليشعر انه قام ببطولة أوفروسية بل الجحيم دائما في انتظاره.