جامعة المنيا تستضيف أسبوع شباب الجامعات ال 14    أسعار الذهب في ختام التعاملات اليوم السبت 2025.12.27    حزم بالجمارك والضرائب العقارية قريبًا لتخفيف الأعباء على المستثمرين والمواطنين    فتح المطارات للاستثمار |شراكة تشغيلية مع القطاع الخاص دون المساس بالسيادة    مصر و20 دولة عربية وإسلامية تعلن رفضها اعتراف إسرائيل باستقلالية إقليم أرض الصومال    فرنسا ترحب باتفاق وقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا    انطلاق مباراة تونس ونيجيريا في كأس أمم أفريقيا 2025    النصر يحطم أرقام دوري روشن بانطلاقة تاريخية بعد ثلاثية الأخدود    الأهلي يفوز على الكويت الكويتي ويتوج بالبطولة العربية لكرة الماء    رصاصة أنهت الخلاف.. مصرع حداد في مشاجرة بالأسلحة النارية بشبرا الخيمة    هنا شيحة ناعية داوود عبد السيد.. «ترك لنا أفلامًا ما زالت تعيش»    شاهد أولى كواليس «حد أقصى» بطولة روجينا | رمضان 2026    سهر الصايغ وعمرو عبد الجليل يتعاقدان على «إعلام وراثة» | رمضان 2026    الوطنية للانتخابات تعلن انتهاء اليوم الأول من التصويت بإعادة الدوائر ال19    كواليس الاجتماعات السرية قبل النكسة.. قنديل: عبد الناصر حدد موعد الضربة وعامر رد بهو كان نبي؟    218 فعالية و59 ألف مستفيد.. حصاد مديرية الشباب والرياضة بالمنيا خلال 2025    نيجيريا ضد تونس .. نسور قرطاج بالقوة الضاربة فى كأس أمم أفريقيا    خبيرة تكشف طرق الاختيار السليم للزواج وتوقعات الأبراج 2026    خبير تشريعات: توثيق 1500 فيديو لمرشحين خلال 6 جولات يشتكون من انتهاكات    وزير الصحة يكرم الزميل عاطف السيد تقديرًا لدوره في تغطية ملف الشئون الصحية    الجيش السوداني يعلن استعادة السيطرة على منطقة الداكنوج بكردفان    موجة جوية غير مستقرة بشمال سيناء تتسبب بإغلاق ميناء العريش    النائب أحمد سيد: السياحة قضية أمن قومي وصناعة استراتيجية تقود الاقتصاد الوطني    الدفاعات الجوية الروسية تسقط 111 مسيرة أوكرانية خلال 3 ساعات    جهود لإنقاذ طفل سقط في بئر مياه شمالي غزة    معهد بحوث البترول وجامعة بورسعيد يوقعان اتفاقية تعاون استراتيجية لدعم التنمية والابتكار    تأجيل قضية فتى الدارك ويب المتهم بقتل طفل شبرا الخيمة لجلسة 24 يناير    تعليم العاصمة تعلن انطلاق البث المباشر لمراجعات الشهادة الإعدادية    خبير نووى: الأوروبيون فقدوا أوراق الضغط وإيران تتحرك بحرية فى ملف التخصيب    تجربة رائدة لدمج التعليم بالإنتاج فى كفرالشيخ |أرباح مليونية بالمدارس الزراعية    وزير الإسكان يتفقد مشروع "حدائق تلال الفسطاط" بمحافظة القاهرة    مسؤول سابق بالخارجية الأمريكية: واشنطن لن تسمح لإسرائيل بشن هجوم على إيران    صادر له قرار هدم منذ 22 عاما.. النيابة تطلب تحريات تحطم سيارة إثر انهيار عقار بجمرك الإسكندرية    ألمانيا تغلق مطار هانوفر بعد رصد مسيرات في مجاله الجوي    هل يجوز المسح على الخُفِّ خشية برد الشتاء؟ وما كيفية ذلك ومدته؟.. الإفتاء تجيب    وزير الطاقة بجيبوتي: محطة الطاقة الشمسية في عرتا شهادة على عمق الشراكة مع مصر    يصيب بالجلطات ويُعرض القلب للخطر، جمال شعبان يحذر من التعرض للبرد الشديد    جولة في غرفة ملابس الأهلي قبل مواجهة المصرية للاتصالات بكأس مصر    السجن 10 أعوام وغرامة 50 ألف جنيه لمتهم بحيازة مخدرات وسلاح ناري بالإسكندرية    شوربة شوفان باللبن والخضار، بديل خفيف للعشاء المتأخر    الأرصاد: السحب تتشكل على جنوب الوجه البحري وتتجه للقاهرة وتوقعات بسقوط أمطار    بعزيمته قبل خطواته.. العم بهي الدين يتحدى العجز ويشارك في الانتخابات البرلمانية بدشنا في قنا    عمومية الطائرة تعتمد بالإجماع تعديلات لائحة النظام الأساسي وفق قانون الرياضة الجديد    الدكتور أحمد يحيى يشارك باحتفالية ميثاق التطوع ويؤكد: العمل الأهلى منظومة تنموية    الرقابة المالية تصدر نموذج وثيقة تأمين سند الملكية العقارية في مصر    افتتاح مشروعات تعليمية وخدمية في جامعة بورسعيد بتكلفة 436 مليون جنيه    تعذر وصول رئيس اللجنة 40 بمركز إيتاي البارود لتعرضه لحادث    27 ديسمبر 2025.. أسعار الحديد والاسمنت بالمصانع المحلية اليوم    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المطلوب " انابة " بحكم " المنتهى " !?    موعد مباراة السنغال والكونغو الديمقراطية بأمم أفريقيا.. والقنوات الناقلة    المستشفيات الجامعية تقدم خدمات طبية ل 32 مليون مواطن خلال 2025    الصحة: فحص 9 ملايين و759 ألف طفل ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج فقدان السمع لدى حديثي الولادة    عشرات الشباب يصطفون أمام لجان دائرة الرمل في أول أيام إعادة انتخابات النواب 2025    زاهي حواس يرد على وسيم السيسي: كان من الممكن أتحرك قضائيا ضده    فلافيو: الفراعنة مرشحون للقب أفريقيا وشيكوبانزا يحتاج ثقة جمهور الزمالك    أخبار × 24 ساعة.. موعد استطلاع هلال شعبان 1447 هجريا وأول أيامه فلكيا    لماذا لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم على السيدة خديجة طيلة 25 عامًا؟.. أحمد كريمة يُجيب    خشوع وسكينه..... ابرز أذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
اغتيال .. مجلة !
نشر في الأخبار يوم 12 - 01 - 2015


نحن أمام حدث مهول.. تتسابق برامج
«التوك شو» لنقل تفاصيله بكل أدوات الاثارة!
في جميع دول العالم، كما في مصر.. برامج يقال لها «توك.. شو» تسهر الشعوب امام شاشاتها.. حتي قطع الإرسال لرفع الاذان لصلاة الفجر.. وتعتمد كل شاشة علي الاثارة.. والتنافس علي تحويل الحبة الي قبة والقطة الفرنسية الي اسد بوكوحرامي مستورد من نيجيريا.. لجذب الاعلانات. وتوفير حاجة كل شاشة الي الدولارات التي تغطي النفقات.. وتلعب كل شاشة دور الغازية التي ترقص لكل واحد شوية.. والفقي لما يسعد تجيله ختمتين في ليلة.. مع تطعيم المواقف باغنية لاحفاد المطربة الشهيرة بطاطا.. التي يقال لها في كتب التراث فاطمة رشدي.
الآن نحن أمام حدث مهول.. تتسابق برامج ال«توك شو» علي نقل تفاصيله.. بكل أدوات الاثارة هذه الايام.. وهو المذبحة التي وقعت في مجلة الكاريكاتير الفرنسية الشهيره «شارلي إبدو» ولم تسفر فقط عن مصرع كبار رسامي الكاريكاتير.. هناك. وانما رئيس التحرير ايضا علاوة علي انه حدث يضم كل عناصر الاثارة.. وهي الله سبحانه وتعالي.. والسر.. والجنس.. والحاكم.. وهي التي يلخصها اساتذة الاعلام في سؤال واحد هو:
يا إلهي.. لقد حملت الملكة.. فمن الذي فعلها؟
نحن اذن امام حدث.. يحمل كل عناصر الاثارة. ويلقي الضوء علي ما يجري فوق البسيطة.. ابتداء من الحرب التي تشنها جماعة داعش الارهابية.. وقادتها من ارباب اللحي الكثيفة.. والجلاليب التي تضيق عند المؤخرة.. وحتي جماعة الإخوان الارهابية في مصر مرورا بجماعة بوكو حرام في نيجيريا.. وحماس في فلسطين... الخ الي ان نصل الي الفتاوي التي تبيح التحرش بالنساء.. وزواج المسنين بالفتيات في سن الطفولة.. الي آخر هذه الفتاوي المنعشة!
ولذلك كان من الطبيعي.. ووفقا للقواعد المهنية وحدها ان يكون الاعتداء علي مجلة شارلي ابدو في قلب باريس.. بايدي جماعة ترفع شعار الله أكبر.. هو الموضوع الذي يشغل بال العالم.. وبكل اللغات.. في ليلة واحدة.
ثلثا البشرية.. تابعوا الحدث في توقيت واحد.. باعتباره الأكثر اثارة.. والاكثر تعبيرا عن أهم مشاكل العالم هذه الايام. وبكل اللغات. رغم اختلاف المعتقدات وتباين الثقافات والاذواق.
وبلغت الاثارة ذروتها.. عندما اطلت علي شاشات التلفاز صورة الرئيس الامريكي اوباما.. وهو يقدم العزاء.. لأسر الضحايا.. وللحكومة الفرنسية.. وبدا المشهد كالقاتل الذي يسير في جنازة القتيل.. للعارفين بحل الرموز.. وفك الطلاسم.
ولذلك فإن حادث مجلة الكاريكاتير الفرنسية الشهيرة.. جاء اشبه بحلقة في مسلسل لرواية بوليسية مشحونة بكل عناصر الإثارة. جلست شعوب العالم تتابعها علي نحو متابعتنا لمسلسلات رمضان.. أو افلام الرعب التي تحظي بالجماهيرية الكاسحة.
كانت الحلقة البوليسية التي استهدفت المجلة الفرنسية.. مشحونة بكل تفاصيل الاثارة التي لا يمكن ان تتوافر لحلقة واحدة من حلقات المسلسلات البوليسية التي تعتمد علي الخيال.. ولا يمكن ان تخطر ببال مؤلف واحد.. ان يحشر كل هذه الاحداث ويكدسها في حلقة واحدة علاوة علي ان الحلقة الساخنة تضمنت العديد من المشاهد في اكثر من موقع في آن واحد.
فالحلقة الساخنة بدأت باحتجاز رهائن داخل المجلة.. واقتحام متجر شرق العاصمة باريس يبيع المواد الغذائية التي يتناولها اليهود واحتجاز ستة اشخاص بداخله. ثم تبادل اطلاق النار داخل المتجر.. ادي الي اصابة شرطية.. في عز الشباب.
وفي هذه الاثناء قامت المروحيات باخلاء مدارس البلدة من التلاميذ تحسبا لاحتجازهم واتخاذهم رهائن.
وكلها مشاهد لم يتم تصويرها.. علي حلقات.. وانما جري عرضها في ليلة واحدة.. وسط نشرات الاخبار التي تنقل انباء المظاهرات التي تجتاح العديد من الدول الاوروبية وفي مقدمتها المانيا.. تطالب باخلاء اوروبا من المسلمين.. وتدعو لاغلاق المساجد التي تبث بين البسطاء افكار التكفير.. والتحذير من مغبة الذوبان في مجتمعات الكفار.. او التشبه بالكفار في عاداتهم وتقاليدهم.
ولم تتوقف حلقة المسلسل عند الاحداث الدامية التي سالت فيها الدماء في اكثر من موقع. وانما تجاوزتها الي ردود فعل الملايين من ابناء الجاليات الاسلامية في المظاهرات الحاشدة التي تحمل شعار اسلامكم ليس اسلامنا.. في تعبير صادق عن رفض الاسلام لارتكاب جرائم القتل والغدر وسفك الدماء.
وكانت الصور التي نقلتها اجهزة التلفزة لانحاء العالم،هي تسجيل دقيق لواقع الحال المعاصر الذي نعيشه وكانت اشبه بالاعمال الفنية الدرامية والسينمائية التي اعتادت تسجيل القضايا الكبري التي تعيشها الامم والشعوب كي تبقي في ذاكرة الاجيال القادمة.. تستعيدها.. وتستفيد من دروسها.
إن كل صورة شاهدناها في برامج التوك شو خلال الساعات الاخيرة هي تسجيل أمين لممارسات الجماعات الارهابية التي خرجت تمارس كل ألوان الغش والخداع والتزوير والقتل باسم الاسلام.
واذا كانت القاعدة التي سار العرف عليها طوال القرن الماضي.. تقوم علي انتاج افلام وأعمال درامية تسجل الاحداث الكبري ويلعب دور البطولة فيها نجوم التمثيل والاداء المسرحي.. فإننا الان نعيش مرحلة جديدة. يجري فيها تسجيل الاحداث علي الهواء مباشرة.. بصور حية بابطالها الحقيقيين.. وتظهر معها صور الاعداء بملامحهم ولحمهم ودمهم.. بلا رتوش ولا مكياج وتحمل في طياتها كل عناصر الاثارة.. لسبب بسيط هو ان هذه الصور لا تكذب.. ولا يمكن تزويرها باساليب الخداع والاحتيال.
ويبدو لي.. ان زمن انتاج الافلام التسجيلية علي النمط القديم انتهي. واصبحنا علي أبواب عصر جديد.. سنري فيه الاحداث التاريخية علي الهواء مباشرة.. بأبطالها الحقيقيين. بلا تمثيل، ولا اخراج.. وبلا تحليق جامح في عالم الخيال من باب الابداع.
ويبقي السؤال عن توقيت اغتيال مجلة الكاريكاتير.. بعد ما يقرب من ثماني سنوات علي نشر الرسوم التي اعتبرتها الجماعة الارهابية مسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام.
هل من المعقول ان يتم الثأر لجريمة بعد ارتكابها بثماني سنوات.. ام ان السبب هو أن المجلة السافرة تدفع القراء للضحك والقهقهة.. وهي في نظر بعض الفتاوي حرام.. لان الضحك يميت القلب. ويذهب الهيبة.. ويسبب الغفلة ؟.
فلسفة الضحك
الأحد :
تتفاوت آراء الفقهاء والمذاهب في قضية الضحك وهل هو حلال.. أم حرام؟
البعض يري انه مذموم مكروه.. ينبغي الابتعاد عنه والحذر من الوقوع فيه والسقوط في شراكة لانه يميت القلب ويذهب الهيبة.. ويسبب الغفلة. وينشئ اصحاب هذا المذهب الابناء علي تعود الاستعاذة بالله من شر الضحك كلما وجدوا انفسهم ضاحكين مغرقين في السرور والابتهاج لان الضحك عاقبته وخيمة وهو سفاهة وحماقه. وفقا للقول المأثور «ضحكنا وكان الضحك منا سفاهه.. وحق لسكان البسيطة ان يبكوا».. وكلما وجد البعض نفسه ضاحكا من فرط السعادة.. قال في تلقائية تراثية.. اللهم اجعله خير.
وانصار هذا المذهب الذي يبحث عن النكد.. تراهم في كل مكان.. وذاع بين الناس في السنوات الاخيرة.. وبدت علي كل الوجوه تكشيرة ارتسمت علي كل الوجوه عمقتها الفتاوي الجامحة التي تحض علي الكراهية.. ورفض احتفال الاخرين باعيادهم.. أو تبادل التهاني معهم ومشاركتهم الفرحة.
المهم الا يبدو الانسان.. سعيدا ضاحكا.. فما بالك اذا كان يعمل رساما في مجلة ساخرة.. تثير الضحك. ويحصل علي مرتبه من اجل نشر الابتسام.. والضحك. وربما القهقهة؟
انه يستحق في نظر اعضاء حزب التكشيرة. ان يقتل قبل ان يستفحل عدد الذين يضحكون.
العجيب في الموضوع.. ان الادب العربي.. مشحون بالعبارات التي تشيد بالضحك.. بالاضافة الي الاقوال والامثلة الشعبية.. وتعتبر الضحك رمزا للخير والجمال والمحبة.. ويقال علي سبيل المثال :
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا
من الحسن حتي كاد أن يتكلما
ويقال ضحك الصباح.. أو ضحك الفجر. أو ضحكت له الدنيا أو ابتسم له الحظ.
هذا التناقض في موقف الثقافة العربية.. والناجم عن تناقض الفتاوي التي يأتي بها بعض ارباب العمائم الصغيرة.. ادي الي تضارب المواقف تجاه الضحك.. وأدي إلي اطلاق قنابل العداء والكراهية لكل الاعمال الابداعية.. ولكل اطياف المبدعين.
بيد ان بعض الفتاوي التي تجرم الضحك. تثير في القلوب ما يضحكني ويضحكك.. مثل فتوي الشيخ محمد صالح المنجد.. التي تدعو الدول الاسلامية لوقف برامج الاطفال التي تعرض مسلسلات ميكي ماوس.. وقال فضيلته ان الرسوم المتحركة التي يتابعها الاطفال قد غيرت نظرة الاطفال للفئران.. حيث اصبح الفأر من الحيوانات المحببة الي النفس.. ومن الشخصيات المحبوبة لدي الاطفال.. رغم ان الشريعة الاسلامية ترفضها.
لماذا يا مولانا؟
يقول الشيخ المنجد ان الفئران من جنود ابليس.. ويسيرها الشيطان.. وان الاسلام اطلق علي الفأر اسم «فويسقة» من الفسق واجاز قتلها في اي وقت لانها نجسة.. وكائنات ممقوتة.
الطريف في الموضوع انه لم يخطر ببال الخبراء ان يكون السبب وراء مذبحة مجلة شارلي ابدو الفرنسية.. ان تكون قد نشرت صورة فأر في اعدادها الاخيرة. أو أن تكون رسوم الكاريكاتير التي تنشرها تثير كوامن السعادة. وتطلق الضحكات.. في نفوس القراء.. وبالتالي فليس امامنا. سوي توجيه همسة للقارئ بانه اذا وجد ما يضحكه هذه الايام.. فليفعل ذلك.. سرا.. ومن وراء الستار.
معركة اليونسكو !
الإثنين :
ثروات الأمم.. لا تقاس فقط.. بثرواتها المادية ومواردها الطبيعية.. وانما تقاس ايضا بثرواتها من المفكرين والمبدعين والشعراء والعلماء والاطباء والصحفيين.. واهل الخدمة العامة الذين كرسوا حياتهم للدفاع عن قضايا الوطن. وتحولوا بمرور الوقت الي نجوم ارتبطت اسماء كل منهم بقضية ما.. واصبحوا يشكلون القوة الناعمة للاوطان.
هذه القوة الناعمة.. لا تتغير بتغير النظم السياسية لسبب بسيط هو ان القوي الناعمة لأي دولة.. لا تتشكل بين يوم وليلة.. وانما هي حصاد سنوات في العمل التطوعي. تدعمه المواهب. ولذلك نلاحظ ان جميع ثورات التحول التي شهدتها الامم الراقية في السنوات الاخيرة.. لم تلجأ للاطاحة بنجوم القوي الناعمة التي لمعت في ظل النظم السابقة والامثلة في دول اوروربا الشرقية لا تقع تحت حصر.
اذكر منها علي سبيل المثال يواخيم جاوك رئيس جمهورية المانيا الان.. والسيدة انجيلا ميركل المستشارة لدولة المانيا الموحدة.. ومئات الامثلة التي ازداد تألقها بعد اندلاع ثورات التحول الكبري.
الان نحن امام حالة ثورية مجيدة.. جاءت لاحداث تغيير في السياسات. وليس في القضاء علي رموز قوانا الناعمة. وشن الحرب علي ثروات بشرية تراكمت عبر سنوات طويلة في الخدمة العامة.
فمن اللافت للانتباه.، ويدعو لدق اجراس التحذير ان تصدر بعض الاصوات التي تدعو لربط النخبة في بلدنا بممارسات سلبية للنظام السياسي الاسبق في الوقت الذي لم يعد سرا ان هذه النخبة لم تكن صانعة للسياسات في تلك المرحلة.. أسوق هذا الكلام ونحن علي أبواب انتخاب امين عام جديد لمنظمة اليونسكو.. تتنافس فيه العديد من الدول. بترشيح شخصيات.. لها سمعتها الدولية وخبراتها في مجال العمل العام.. علي المستوي الدولي.. وكان أول امين عام لليونسكو.. هو الدكتور محمد عوض محمد.. ويعد أول مؤسس لهذه المنظمة الدولية.
الان.. يجري ترشيح الدكتورة مشيرة خطاب.. الدبلوماسية اللامعة. صاحبة الخبرة الطويلة في المجال الدبلوماسي.. والتي شغلت منصب السفيرة في جنوب افريقيا.. كما شغلت منصب الامين العام للمجلس القومي للامومة والطفولة.. وكانت في مقدمة الذين ألقوا الاضواء الكاشفة علي قضية اطفال الشوارع.. وغيرها من القضايا التي تناولت العديد من مشاكل المرأة والاسرة.
ويكتسب ترشيح مشيرة خطاب في الظروف التي نمر بها اهمية خاصة.. لتصحيح الصورة الذهنية الشائعة عن الاسلام.. والتي كرستها الممارسات السلبية تجاه المرأة.. وأججتها مذبحة مجلة شارلي ابدو الفرنسية وصاحبتها الحملات والمظاهرات التي تشن الحرب ضد تطرف الجماعات الارهابية التي ترفع الشعارات الاسلامية.
ولذلك فان ترشيح سيدة مصرية تحظي بثقة المجتمع الدولي.. يأتي في الوقت المناسب.. لوضع السيدة المناسبة في المكان الذي يليق بالوطن العظيم الذي ننتمي اليه
أحمد ومصطفي
الثلاثاء :
في اللحظة التي نودع فيها عام 2014 بكل افراحه واتراحه نتذكر انه العام الذي فقد فيه بيت الحبايب اثنين من ألمع نجومه.. وهما الثنائي احمد رجب ومصطفي حسين!
كان الثنائي احمد رجب ومصطفي حسين. هما من اهم ملامح مدرسة مصطفي وعلي امين.. تلك المدرسة الصحفية الرائدة.. الخالدة التي حافظت علي شخصيتها الفريدة.. رغم التقلبات والضربات فوق الحزام وتحت الحزام.
وانفردت هذه المدرسة بخصوصية متميزة لم تعرفها المدارس الصحفية الاخري في مصر.. وهي المحافظة علي تقاليد وحرفية والروابط الانسانية التي تجمع ابناء هذه المدرسة.. وظلت رغم التقلبات تحتفظ بشكلها.. وتوضيبها.. وطريقة تناولها للاخبار والتحقيقات الصحفية.. واستخدامها للصورة.. وتعليقها علي الاحداث.. في الوقت الذي تلاشت فيه المدارس الصحفية الاخري.. واختلط فيها الحابل بالنابل.. وسادتها العديد من اوجه التشابه.. وذابت المدارس الصحفية.. واختفت وانتقلت الي كتب التاريخ.
ومع كل الضربات التي وجهت لمدرسة أخبار اليوم طوال اكثر من نصف قرن.. فقد ظلت تحتفظ بالشكل والمضمون وتحتفظ بنجوم هذه المدرسة.. الي ان يتدخل القدر وينتقل هؤلاء النجوم الي رحمة الله.
وعندما تتأمل الصحيفة التي بين يديك الان.. تجد ان نجوم بيت الحبايب لا يموتون.. لانهم يعيشون في كل صفحة من الصفحات.. وفي كل زاوية.. وكل ركن من بيت الحبايب..وعندما تتأمل الكاريكاتير الذي ينشره الزميل الاستاذ ياسر رزق.. للفنان الراحل مصطفي حسين كل يوم تشعر بان مصطفي حسين لم يمت.. وانه يعيش بيننا ويواجه المواقف التي نعرفها ونعيشها في اللحظة التي ينشر فيها الكاريكاتير.
انظر الي الصورة التي رسمها مصطفي حسين بمناسبة تبادل التهاني بالسنة الجديدة.. ستجد نفسك امام سبق صحفي.. بعث به مصطفي حسين من السماء بالفاكس.
هي صورة بائع لكروت التهاني.. تسأله زبونة مفرطة في الجمال والملابس العصرية:
عندك كروت مكتوب عليها الي حبي الوحيد؟
ويجيبها البائع بكلمة واحدة هي : نعم
فترد عليه صاحبة الجمال والدلال.. بكل صدق :
طب هاتلي 14 كارت
لقطة جميلة.. بريشة صادقة.. تواكب الحدث.. وتواكب الزمن.. وتؤكد ان مصطفي بعث بها من السماء.. بالفاكس وانه لا يزال يعيش بيننا.. ويتابع.. احوالنا لنذكره بكل الخير.. وكل الحب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.