ب 550 مليار دولار.. ترامب يعلن عن إبرام أكبر صفقة تجارية مع اليابان    بعد 7 سنوات من الصمت.. أوباما في مواجهة عاصفة ترامب    "مستقبل وطن" يحشد جماهير مطاي في مؤتمر لدعم مرشحيه بانتخابات الشيوخ 2025    لمدة 7 ساعات.. قطع التيار الكهربائي عن 12 منطقة في البحيرة    7 شهداء إثر استهداف شقة سكنية في منطقة تل الهوا غرب قطاع غزة    جيش الاحتلال يُحاصر مستشفيين ويقتحم بلدات في الضفة الغربية    جوتيريش: الجوع يطرق كل باب في قطاع غزة    أمريكا: مهلة ال50 يومًا التي حددها ترامب بشأن أوكرانيا غير محددة    صاحبة المركز التاسع بالثانوية: "النجاح بالمحبة والاجتهاد لا بالعبقرية" (صور)    رئيس اتحاد الخماسي يُكرم طالب بني سويف الأول على الجمهورية ب100 ألف جنيه    عيار 21 الآن يواصل الارتفاع.. سعر الذهب اليوم الأربعاء 23 يوليو في الصاغة    برلماني: «ثورة يوليو» الشرارة الأولى لإرساء مبادئ العدالة الاجتماعية    تعليم البحيرة تهنئ الطالبة نوران نبيل لحصولها على المركز السادس فى الثانوية العامة    جامعة الإسكندرية تستقبل وفد المركز الإعلامي الأوزبكستاني    بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة 2025 .. نصائح لاختيار الجامعة والكلية المناسبة لك    مؤشرات تنسيق الثانوية العامة 2025 أدبي.. الحد الأدني ل كليات المرحلة الأولي 2024 (بالنسبة المئوية %)    تنسيق الثانوية العامة 2025 بالدرجات علمي علوم وأدبي كليات تقبل من 65%.. ما هي؟    كتائب القسام: قصفنا موقع قيادة وناقلة جند إسرائيلية بالقذائف والصواريخ    عبدالمنعم سعيد: المنطقة كانت تتجه نحو السلام قبل 7 أكتوبر    عصام سالم: هناك كيل بمكيالين في التعامل مع أزمة فتوح    «الأهلي بياخد الدوري كل أثنين وخميس».. نجم الزمالك السابق يتغنى ب مجلس الخطيب    تطورات الحالة الصحية ل حسن شحاتة.. فاروق جعفر يكشف    رياضة ½ الليل| وفاة لاعب فلسطيني.. صفقة الزمالك «منظورة».. رحيل «عادل» للإمارات.. وأحلام زيزو بالأهلي    سعر الزيت والسكر والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الأربعاء 23 يوليو 2025    رئيس "بنك الطعام": نقدم نموذج شمولي فريد بالتعاون مع 5 آلاف جمعية    لم تيأس بعد عامين من الرسوب.. طالبة ال 4% تحصد 70% في الثانوية العامة بقنا    حزب الجبهة الوطنية: دعم مادي بقيمة 50 ألف جنيه لأوائل الثانوية العامة    لينك نتيجة الصف الثالث الثانوي 2025 بالاسم ورقم الجلوس.. رسميًا الآن عبر الموقع الرسمي ل وزارة التربية والتعليم    الأولى على الثانوية العامة شعبة أدبي ل«المصري اليوم»: «بكيت فرحًا وسألتحق بالألسن»    بعد نجاحها في الثانوية.. سوزي الأردنية تعلن خطبتها قريبًا    النيران اشتعلت في «الهيش».. الحماية المدنية تسيطر على حريق بأسيوط    شخص مقرب منك يؤذي نفسه.. برج الجدي اليوم 23 يوليو    محمد التاجي: جدي «عبدالوارث عسر» لم يشجعني على التمثيل    محمد التاجي: فهمي الخولي اكتشف موهبتي.. ومسرح الطليعة كان بوابتي للاحتراف    الرابعة على الثانوية: تنظيم الوقت سر النجاح.. وحلمي أكون طبيبة    فرصة لإدراك تأثير جروح الماضي.. حظ برج القوس اليوم 23 يوليو    ما حكم الاعتداء على المال العام؟.. أمين الفتوى يجيب    منها السبانخ والكرنب.. أهم الأطعمة المفيدة لصحة القلب    «الإندومي» والمشروبات الغازية.. أطعمة تسبب التوتر والقلق (ابتعد عنها)    بدون أدوية.. 6 طرق طبيعية لتخفيف ألم الدورة الشهرية    الكشف عن بديل الهلال في السوبر السعودي    دروجبا: محمد شريف هداف مميز.. والأهلي لا يتوقف على أحد    أتلتيكو مدريد يتعاقد مع مارك بوبيل رسميا    وساطات بتركيا تسعى لإطلاق سراحه .. إعلام "المتحدة" يُشيع تسليم محمد عبدالحفيظ    بالصور.. صبا مبارك تستمتع بعطلتها الصيفية أمام برج إيفل    أندية سعودية تنافس بنفيكا على ضم جواو فيليكس    نشرة التوك شو| قانون الإيجار القديم ينتظر قرار الرئيس السيسي.. و"الزراعة" توفر الأسمدة رغم التحديات    ب"فستان تايجر".. أحدث جلسة تصوير جريئة ل نورهان منصور تخطف الأنظار    حدث بالفن| زفاف مخرج ونقل زوج فنانة إلى المستشفى وأحدث أزمات حفلات الساحل الشمالي    ما هي كفارة اليمين؟.. أمين الفتوى يجيب    اعتماد أولى وحدات مطروح الصحية للتأمين الشامل.. وتكامل حكومي - مجتمعي لرفع جودة الخدمات    أهم أخبار الكويت اليوم.. ضبط شبكة فساد في الجمعيات التعاونية    هل يجوز الوضوء مع ارتداء الخواتم؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    محافظ شمال سيناء يفتتح "سوق اليوم الواحد" بالعريش لتوفير السلع بأسعار مخفضة    انطلاق المبادرة الوطنية للتطعيم ضد السعار من الإسماعيلية    أدعية لطلاب الثانوية العامة قبل النتيجة من الشيخ أحمد خليل    البورصة المصرية تخسر 12.5 مليار جنيه في ختام تعاملات الثلاثاء    حملة دعم حفظة القرآن الكريم.. بيت الزكاة والصدقات يصل المنوفية لدعم 5400 طفل من حفظة كتاب الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
اغتيال .. مجلة !
نشر في الأخبار يوم 12 - 01 - 2015


نحن أمام حدث مهول.. تتسابق برامج
«التوك شو» لنقل تفاصيله بكل أدوات الاثارة!
في جميع دول العالم، كما في مصر.. برامج يقال لها «توك.. شو» تسهر الشعوب امام شاشاتها.. حتي قطع الإرسال لرفع الاذان لصلاة الفجر.. وتعتمد كل شاشة علي الاثارة.. والتنافس علي تحويل الحبة الي قبة والقطة الفرنسية الي اسد بوكوحرامي مستورد من نيجيريا.. لجذب الاعلانات. وتوفير حاجة كل شاشة الي الدولارات التي تغطي النفقات.. وتلعب كل شاشة دور الغازية التي ترقص لكل واحد شوية.. والفقي لما يسعد تجيله ختمتين في ليلة.. مع تطعيم المواقف باغنية لاحفاد المطربة الشهيرة بطاطا.. التي يقال لها في كتب التراث فاطمة رشدي.
الآن نحن أمام حدث مهول.. تتسابق برامج ال«توك شو» علي نقل تفاصيله.. بكل أدوات الاثارة هذه الايام.. وهو المذبحة التي وقعت في مجلة الكاريكاتير الفرنسية الشهيره «شارلي إبدو» ولم تسفر فقط عن مصرع كبار رسامي الكاريكاتير.. هناك. وانما رئيس التحرير ايضا علاوة علي انه حدث يضم كل عناصر الاثارة.. وهي الله سبحانه وتعالي.. والسر.. والجنس.. والحاكم.. وهي التي يلخصها اساتذة الاعلام في سؤال واحد هو:
يا إلهي.. لقد حملت الملكة.. فمن الذي فعلها؟
نحن اذن امام حدث.. يحمل كل عناصر الاثارة. ويلقي الضوء علي ما يجري فوق البسيطة.. ابتداء من الحرب التي تشنها جماعة داعش الارهابية.. وقادتها من ارباب اللحي الكثيفة.. والجلاليب التي تضيق عند المؤخرة.. وحتي جماعة الإخوان الارهابية في مصر مرورا بجماعة بوكو حرام في نيجيريا.. وحماس في فلسطين... الخ الي ان نصل الي الفتاوي التي تبيح التحرش بالنساء.. وزواج المسنين بالفتيات في سن الطفولة.. الي آخر هذه الفتاوي المنعشة!
ولذلك كان من الطبيعي.. ووفقا للقواعد المهنية وحدها ان يكون الاعتداء علي مجلة شارلي ابدو في قلب باريس.. بايدي جماعة ترفع شعار الله أكبر.. هو الموضوع الذي يشغل بال العالم.. وبكل اللغات.. في ليلة واحدة.
ثلثا البشرية.. تابعوا الحدث في توقيت واحد.. باعتباره الأكثر اثارة.. والاكثر تعبيرا عن أهم مشاكل العالم هذه الايام. وبكل اللغات. رغم اختلاف المعتقدات وتباين الثقافات والاذواق.
وبلغت الاثارة ذروتها.. عندما اطلت علي شاشات التلفاز صورة الرئيس الامريكي اوباما.. وهو يقدم العزاء.. لأسر الضحايا.. وللحكومة الفرنسية.. وبدا المشهد كالقاتل الذي يسير في جنازة القتيل.. للعارفين بحل الرموز.. وفك الطلاسم.
ولذلك فإن حادث مجلة الكاريكاتير الفرنسية الشهيرة.. جاء اشبه بحلقة في مسلسل لرواية بوليسية مشحونة بكل عناصر الإثارة. جلست شعوب العالم تتابعها علي نحو متابعتنا لمسلسلات رمضان.. أو افلام الرعب التي تحظي بالجماهيرية الكاسحة.
كانت الحلقة البوليسية التي استهدفت المجلة الفرنسية.. مشحونة بكل تفاصيل الاثارة التي لا يمكن ان تتوافر لحلقة واحدة من حلقات المسلسلات البوليسية التي تعتمد علي الخيال.. ولا يمكن ان تخطر ببال مؤلف واحد.. ان يحشر كل هذه الاحداث ويكدسها في حلقة واحدة علاوة علي ان الحلقة الساخنة تضمنت العديد من المشاهد في اكثر من موقع في آن واحد.
فالحلقة الساخنة بدأت باحتجاز رهائن داخل المجلة.. واقتحام متجر شرق العاصمة باريس يبيع المواد الغذائية التي يتناولها اليهود واحتجاز ستة اشخاص بداخله. ثم تبادل اطلاق النار داخل المتجر.. ادي الي اصابة شرطية.. في عز الشباب.
وفي هذه الاثناء قامت المروحيات باخلاء مدارس البلدة من التلاميذ تحسبا لاحتجازهم واتخاذهم رهائن.
وكلها مشاهد لم يتم تصويرها.. علي حلقات.. وانما جري عرضها في ليلة واحدة.. وسط نشرات الاخبار التي تنقل انباء المظاهرات التي تجتاح العديد من الدول الاوروبية وفي مقدمتها المانيا.. تطالب باخلاء اوروبا من المسلمين.. وتدعو لاغلاق المساجد التي تبث بين البسطاء افكار التكفير.. والتحذير من مغبة الذوبان في مجتمعات الكفار.. او التشبه بالكفار في عاداتهم وتقاليدهم.
ولم تتوقف حلقة المسلسل عند الاحداث الدامية التي سالت فيها الدماء في اكثر من موقع. وانما تجاوزتها الي ردود فعل الملايين من ابناء الجاليات الاسلامية في المظاهرات الحاشدة التي تحمل شعار اسلامكم ليس اسلامنا.. في تعبير صادق عن رفض الاسلام لارتكاب جرائم القتل والغدر وسفك الدماء.
وكانت الصور التي نقلتها اجهزة التلفزة لانحاء العالم،هي تسجيل دقيق لواقع الحال المعاصر الذي نعيشه وكانت اشبه بالاعمال الفنية الدرامية والسينمائية التي اعتادت تسجيل القضايا الكبري التي تعيشها الامم والشعوب كي تبقي في ذاكرة الاجيال القادمة.. تستعيدها.. وتستفيد من دروسها.
إن كل صورة شاهدناها في برامج التوك شو خلال الساعات الاخيرة هي تسجيل أمين لممارسات الجماعات الارهابية التي خرجت تمارس كل ألوان الغش والخداع والتزوير والقتل باسم الاسلام.
واذا كانت القاعدة التي سار العرف عليها طوال القرن الماضي.. تقوم علي انتاج افلام وأعمال درامية تسجل الاحداث الكبري ويلعب دور البطولة فيها نجوم التمثيل والاداء المسرحي.. فإننا الان نعيش مرحلة جديدة. يجري فيها تسجيل الاحداث علي الهواء مباشرة.. بصور حية بابطالها الحقيقيين.. وتظهر معها صور الاعداء بملامحهم ولحمهم ودمهم.. بلا رتوش ولا مكياج وتحمل في طياتها كل عناصر الاثارة.. لسبب بسيط هو ان هذه الصور لا تكذب.. ولا يمكن تزويرها باساليب الخداع والاحتيال.
ويبدو لي.. ان زمن انتاج الافلام التسجيلية علي النمط القديم انتهي. واصبحنا علي أبواب عصر جديد.. سنري فيه الاحداث التاريخية علي الهواء مباشرة.. بأبطالها الحقيقيين. بلا تمثيل، ولا اخراج.. وبلا تحليق جامح في عالم الخيال من باب الابداع.
ويبقي السؤال عن توقيت اغتيال مجلة الكاريكاتير.. بعد ما يقرب من ثماني سنوات علي نشر الرسوم التي اعتبرتها الجماعة الارهابية مسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام.
هل من المعقول ان يتم الثأر لجريمة بعد ارتكابها بثماني سنوات.. ام ان السبب هو أن المجلة السافرة تدفع القراء للضحك والقهقهة.. وهي في نظر بعض الفتاوي حرام.. لان الضحك يميت القلب. ويذهب الهيبة.. ويسبب الغفلة ؟.
فلسفة الضحك
الأحد :
تتفاوت آراء الفقهاء والمذاهب في قضية الضحك وهل هو حلال.. أم حرام؟
البعض يري انه مذموم مكروه.. ينبغي الابتعاد عنه والحذر من الوقوع فيه والسقوط في شراكة لانه يميت القلب ويذهب الهيبة.. ويسبب الغفلة. وينشئ اصحاب هذا المذهب الابناء علي تعود الاستعاذة بالله من شر الضحك كلما وجدوا انفسهم ضاحكين مغرقين في السرور والابتهاج لان الضحك عاقبته وخيمة وهو سفاهة وحماقه. وفقا للقول المأثور «ضحكنا وكان الضحك منا سفاهه.. وحق لسكان البسيطة ان يبكوا».. وكلما وجد البعض نفسه ضاحكا من فرط السعادة.. قال في تلقائية تراثية.. اللهم اجعله خير.
وانصار هذا المذهب الذي يبحث عن النكد.. تراهم في كل مكان.. وذاع بين الناس في السنوات الاخيرة.. وبدت علي كل الوجوه تكشيرة ارتسمت علي كل الوجوه عمقتها الفتاوي الجامحة التي تحض علي الكراهية.. ورفض احتفال الاخرين باعيادهم.. أو تبادل التهاني معهم ومشاركتهم الفرحة.
المهم الا يبدو الانسان.. سعيدا ضاحكا.. فما بالك اذا كان يعمل رساما في مجلة ساخرة.. تثير الضحك. ويحصل علي مرتبه من اجل نشر الابتسام.. والضحك. وربما القهقهة؟
انه يستحق في نظر اعضاء حزب التكشيرة. ان يقتل قبل ان يستفحل عدد الذين يضحكون.
العجيب في الموضوع.. ان الادب العربي.. مشحون بالعبارات التي تشيد بالضحك.. بالاضافة الي الاقوال والامثلة الشعبية.. وتعتبر الضحك رمزا للخير والجمال والمحبة.. ويقال علي سبيل المثال :
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا
من الحسن حتي كاد أن يتكلما
ويقال ضحك الصباح.. أو ضحك الفجر. أو ضحكت له الدنيا أو ابتسم له الحظ.
هذا التناقض في موقف الثقافة العربية.. والناجم عن تناقض الفتاوي التي يأتي بها بعض ارباب العمائم الصغيرة.. ادي الي تضارب المواقف تجاه الضحك.. وأدي إلي اطلاق قنابل العداء والكراهية لكل الاعمال الابداعية.. ولكل اطياف المبدعين.
بيد ان بعض الفتاوي التي تجرم الضحك. تثير في القلوب ما يضحكني ويضحكك.. مثل فتوي الشيخ محمد صالح المنجد.. التي تدعو الدول الاسلامية لوقف برامج الاطفال التي تعرض مسلسلات ميكي ماوس.. وقال فضيلته ان الرسوم المتحركة التي يتابعها الاطفال قد غيرت نظرة الاطفال للفئران.. حيث اصبح الفأر من الحيوانات المحببة الي النفس.. ومن الشخصيات المحبوبة لدي الاطفال.. رغم ان الشريعة الاسلامية ترفضها.
لماذا يا مولانا؟
يقول الشيخ المنجد ان الفئران من جنود ابليس.. ويسيرها الشيطان.. وان الاسلام اطلق علي الفأر اسم «فويسقة» من الفسق واجاز قتلها في اي وقت لانها نجسة.. وكائنات ممقوتة.
الطريف في الموضوع انه لم يخطر ببال الخبراء ان يكون السبب وراء مذبحة مجلة شارلي ابدو الفرنسية.. ان تكون قد نشرت صورة فأر في اعدادها الاخيرة. أو أن تكون رسوم الكاريكاتير التي تنشرها تثير كوامن السعادة. وتطلق الضحكات.. في نفوس القراء.. وبالتالي فليس امامنا. سوي توجيه همسة للقارئ بانه اذا وجد ما يضحكه هذه الايام.. فليفعل ذلك.. سرا.. ومن وراء الستار.
معركة اليونسكو !
الإثنين :
ثروات الأمم.. لا تقاس فقط.. بثرواتها المادية ومواردها الطبيعية.. وانما تقاس ايضا بثرواتها من المفكرين والمبدعين والشعراء والعلماء والاطباء والصحفيين.. واهل الخدمة العامة الذين كرسوا حياتهم للدفاع عن قضايا الوطن. وتحولوا بمرور الوقت الي نجوم ارتبطت اسماء كل منهم بقضية ما.. واصبحوا يشكلون القوة الناعمة للاوطان.
هذه القوة الناعمة.. لا تتغير بتغير النظم السياسية لسبب بسيط هو ان القوي الناعمة لأي دولة.. لا تتشكل بين يوم وليلة.. وانما هي حصاد سنوات في العمل التطوعي. تدعمه المواهب. ولذلك نلاحظ ان جميع ثورات التحول التي شهدتها الامم الراقية في السنوات الاخيرة.. لم تلجأ للاطاحة بنجوم القوي الناعمة التي لمعت في ظل النظم السابقة والامثلة في دول اوروربا الشرقية لا تقع تحت حصر.
اذكر منها علي سبيل المثال يواخيم جاوك رئيس جمهورية المانيا الان.. والسيدة انجيلا ميركل المستشارة لدولة المانيا الموحدة.. ومئات الامثلة التي ازداد تألقها بعد اندلاع ثورات التحول الكبري.
الان نحن امام حالة ثورية مجيدة.. جاءت لاحداث تغيير في السياسات. وليس في القضاء علي رموز قوانا الناعمة. وشن الحرب علي ثروات بشرية تراكمت عبر سنوات طويلة في الخدمة العامة.
فمن اللافت للانتباه.، ويدعو لدق اجراس التحذير ان تصدر بعض الاصوات التي تدعو لربط النخبة في بلدنا بممارسات سلبية للنظام السياسي الاسبق في الوقت الذي لم يعد سرا ان هذه النخبة لم تكن صانعة للسياسات في تلك المرحلة.. أسوق هذا الكلام ونحن علي أبواب انتخاب امين عام جديد لمنظمة اليونسكو.. تتنافس فيه العديد من الدول. بترشيح شخصيات.. لها سمعتها الدولية وخبراتها في مجال العمل العام.. علي المستوي الدولي.. وكان أول امين عام لليونسكو.. هو الدكتور محمد عوض محمد.. ويعد أول مؤسس لهذه المنظمة الدولية.
الان.. يجري ترشيح الدكتورة مشيرة خطاب.. الدبلوماسية اللامعة. صاحبة الخبرة الطويلة في المجال الدبلوماسي.. والتي شغلت منصب السفيرة في جنوب افريقيا.. كما شغلت منصب الامين العام للمجلس القومي للامومة والطفولة.. وكانت في مقدمة الذين ألقوا الاضواء الكاشفة علي قضية اطفال الشوارع.. وغيرها من القضايا التي تناولت العديد من مشاكل المرأة والاسرة.
ويكتسب ترشيح مشيرة خطاب في الظروف التي نمر بها اهمية خاصة.. لتصحيح الصورة الذهنية الشائعة عن الاسلام.. والتي كرستها الممارسات السلبية تجاه المرأة.. وأججتها مذبحة مجلة شارلي ابدو الفرنسية وصاحبتها الحملات والمظاهرات التي تشن الحرب ضد تطرف الجماعات الارهابية التي ترفع الشعارات الاسلامية.
ولذلك فان ترشيح سيدة مصرية تحظي بثقة المجتمع الدولي.. يأتي في الوقت المناسب.. لوضع السيدة المناسبة في المكان الذي يليق بالوطن العظيم الذي ننتمي اليه
أحمد ومصطفي
الثلاثاء :
في اللحظة التي نودع فيها عام 2014 بكل افراحه واتراحه نتذكر انه العام الذي فقد فيه بيت الحبايب اثنين من ألمع نجومه.. وهما الثنائي احمد رجب ومصطفي حسين!
كان الثنائي احمد رجب ومصطفي حسين. هما من اهم ملامح مدرسة مصطفي وعلي امين.. تلك المدرسة الصحفية الرائدة.. الخالدة التي حافظت علي شخصيتها الفريدة.. رغم التقلبات والضربات فوق الحزام وتحت الحزام.
وانفردت هذه المدرسة بخصوصية متميزة لم تعرفها المدارس الصحفية الاخري في مصر.. وهي المحافظة علي تقاليد وحرفية والروابط الانسانية التي تجمع ابناء هذه المدرسة.. وظلت رغم التقلبات تحتفظ بشكلها.. وتوضيبها.. وطريقة تناولها للاخبار والتحقيقات الصحفية.. واستخدامها للصورة.. وتعليقها علي الاحداث.. في الوقت الذي تلاشت فيه المدارس الصحفية الاخري.. واختلط فيها الحابل بالنابل.. وسادتها العديد من اوجه التشابه.. وذابت المدارس الصحفية.. واختفت وانتقلت الي كتب التاريخ.
ومع كل الضربات التي وجهت لمدرسة أخبار اليوم طوال اكثر من نصف قرن.. فقد ظلت تحتفظ بالشكل والمضمون وتحتفظ بنجوم هذه المدرسة.. الي ان يتدخل القدر وينتقل هؤلاء النجوم الي رحمة الله.
وعندما تتأمل الصحيفة التي بين يديك الان.. تجد ان نجوم بيت الحبايب لا يموتون.. لانهم يعيشون في كل صفحة من الصفحات.. وفي كل زاوية.. وكل ركن من بيت الحبايب..وعندما تتأمل الكاريكاتير الذي ينشره الزميل الاستاذ ياسر رزق.. للفنان الراحل مصطفي حسين كل يوم تشعر بان مصطفي حسين لم يمت.. وانه يعيش بيننا ويواجه المواقف التي نعرفها ونعيشها في اللحظة التي ينشر فيها الكاريكاتير.
انظر الي الصورة التي رسمها مصطفي حسين بمناسبة تبادل التهاني بالسنة الجديدة.. ستجد نفسك امام سبق صحفي.. بعث به مصطفي حسين من السماء بالفاكس.
هي صورة بائع لكروت التهاني.. تسأله زبونة مفرطة في الجمال والملابس العصرية:
عندك كروت مكتوب عليها الي حبي الوحيد؟
ويجيبها البائع بكلمة واحدة هي : نعم
فترد عليه صاحبة الجمال والدلال.. بكل صدق :
طب هاتلي 14 كارت
لقطة جميلة.. بريشة صادقة.. تواكب الحدث.. وتواكب الزمن.. وتؤكد ان مصطفي بعث بها من السماء.. بالفاكس وانه لا يزال يعيش بيننا.. ويتابع.. احوالنا لنذكره بكل الخير.. وكل الحب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.