اذا ما سارت الامور وفقا لما هو مقرر ومعلن من جانب جميع الجهات الرسمية المعنية بشئون الانتخابات البرلمانية، فانه من المتوقع ان تشهد الساحة السياسية تصاعدا لوتيرة السباق الانتخابي، من جانب جميع الاحزاب والقوي المتواجدة علي ارض الواقع، سعيا لكسب ثقة الجماهير والحصول علي قدر ملموس من القبول الشعبي العام، يتيح لها الحصول علي التمثيل المشرف في البرلمان القادم. وفي هذا السياق يأتي ما تشهده الساحة السياسية حاليا من جهود وتحركات مكثفة، تقوم بها بعض الرموز والشخصيات العامة، ذات الثقل والوزن النوعي والمتمتعة بقدر كبير من المصداقية والثقة، في محاولة مخلصة وجادة لايجاد توافق بين الاحزاب والقوي السياسية، يتيح الوصول إلي قواسم مشتركة بينها تخوض الانتخابات علي اساسها. وطبقا لما هو معلن علي لسان الجميع فإن الهدف من وراء هذه الاتصالات وتلك التحركات، هو الوصول إلي اتفاق علي قائمة موحدة، او عدة قوائم متفق عليها، تخوض علي اساسها الاحزاب الانتخابات، بما يتيح الفرصة لتواجد وطني عام في البرلمان الجديد، يكون معبرا عن طموحات وآمال القاعدة العريضة من الشعب المؤمنة والداعمة للثورة، والمتطلعة للدولة الديمقراطية الحديثة القائمة علي الحرية والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان وسيادة القانون. ورغم ادراكنا لما يمثله هذا الطرح وذلك الاتجاه من اهمية بالغة لاصحابه والمنادين به، فإننا نجد لزاما علينا ان ننبه الجميع، ان ذلك يجب ألا يكون بديلا دائما عن التواجد المؤثر والانتشار الفاعل للاحزاب، بين الجماهير وفي الشارع السياسي، وهو الشيء الغائب حتي الان بصورة لافتة للانتباه ومثيرة للقلق ومستوجبة للتصحيح والعلاج. وفي هذا نقول ان الوقت قد حان الان، كي تسعي الاحزاب السياسية بكل جدية للتواجد بين الجماهير، والانتشار بينهم، سعيا للحصول علي ثقتهم ونشر مبادئها وافكارها وبرامجها الانتخابية بينهم، حتي تصبح وبحق احزابا لها وجود علي ارض الواقع وقائمة علي قواعد جماهيرية وشعبية حقيقية،...، فهل تقوم الأحزاب بذلك؟! «وللحديث بقية»