نحن جميعا غاضبون.. بداية من الرئيس حسني مبارك حتي أصغر طفل مصري.. فالحادث هز مشاعرنا جميعا مسلمين ومسيحيين.. فالارهاب الاسود يطل علينا مرة أخري لا يفرق بين مسلم ومسيحي.. وجه سهام الحقد والغل الي المصريين الابرياء في كنيسة القديسين بسيدي بشر بالاسكندرية هؤلاء الذين ذهبوا بكل الحب لاداء الصلاة واستقبال عام جديد يهل علي مصر آملين ان يكون عام خير وبركة وسعادة علي كل شعب مصر.. وفي وسط هذا الهدوء الجميل يهز الانفجار الآثم هدوء المكان لتعلو الصرخات والفوضي ويتدفق الدماء الطاهر من أجساد الابرياء.. وتتناثر اشلاء اناس لا ذنب لهم سوي توجههم للصلاة والاحتفال بالعام الجديد. لا أعتقد ان من فعل ذلك مصري مسلم ووطني ولا أعتقد أنه يفهم ما هي حرمة النفس التي حرم الله قتلها.. ولا أعتقد انه فكر في الامر قبل ان ينفذه بهذه الخسة والندالة.. انه بالتأكيد ليس مصريا ولا ينتمي الي هذا البلد الطاهر الطيب. والقضية ليست في هؤلاء الذين يهددون أمن الوطن وأمان المواطن.. ولكن في السبل الصحيحة للتعامل مع جميع التهديدات والتحديات.. وأهمها اليقظة التامة وتطبيق الاجراءات الأمنية الصحيحة علي كل انسان مهما كان وضعه.. وتنفيذ التعليمات بعدم وقوف السيارات في الممنوع.. وايضا ألا ننتفض فجأة مع كل حدث ثم يتلاشي الحماس تدريجيا بل يجب تجفيف منابع التطرف والقضاء علي التحريض من المسلم ضد أخيه المسيحي ومن المسيحي ضد أخيه المسلم ان أمن مصر خط أحمر لا يسمح لأحد بالاقتراب منه أو تجاوزه. للاسف هذا الحادث المأساوي الذي تلقيت اخباره في دبي اضاع علينا بهجة الاحتفال بالعام الجديد واضاع علينا متابعة الاحتفال التاريخي بقدوم العام الجديد في برج خليفة أعلي بناية في العالم والذي يصل ارتفاعه 828 مترا حيث اطلقت الالعاب النارية عند الثانية عشرة ليلا والتي اضاءت سماء دبي في حضور نصف مليون مشاهد والنقل في جميع تليفزيونات العالم.. هذا البناء التابع لشركة اعمار برئاسة محمد العبار يعكس تطور الفكر السياحي والترويجي حيث زار عشرات الآلاف من كل انحاء العالم دبي لمتابعة عدة دقائق عند برج خليفة.. أين هذه الافكار المتطورة من معالم مصر السياحية وآثارها التاريخية؟