الرئيس الفرنسى فرنسوا أولاند يرحب بالرئيس عبدالفتاح السيسى ما بين التوجس والقلق.. الترهيب والتحذير.. تتراوح ردود الفعل في الصحافة العبرية. لقد أثار النشاط السياسي الذي قام به الرئيس السيسي مؤخراً سواء بجولاته الخارجية وعقد صفقات تحديث الجيش المصري أو بتصريحاته الخاصة بإمكان إرسال قوات مصرية إلي الأراضي الفلسطينية حال قيام الدولة الفلسطينية لحماية السلام بين الطرفين، عاصفة من المخاوف وزلزل كيان الإسرائيليين حين أعاد لهم بأدائه ذكريات العروبة الناصرية التي تقشعر لها أبدانهم، أو ذكريات انتصارات المصريين في أكتوبر 1973، ويقولون إن السيسي يفرض عليهم "حرب السلام". في هذا الملف نقدم " نماذج للآراء التي عبرت بوضوح عن تخوفات الإسرائيليين من تحركات الرئيس السيسي. بعد اقتراحه بقوات مصرية للدولة الفلسطينية المنشودة إسرائيل : إذا وافقنا علي المبادرة ستصل القوات المصرية إلي نابلس أصيبت الدوائر السياسية في تل أبيب بحالة من الرعب في أعقاب تلميح الرئيس عبد الفتاح السيسي اعتزامه إرسال قوات مصرية للدولة الفلسطينية المنشودة, وفي تقرير مطول نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" للباحث "يارون فريدمان", ظهر القلق البالغ من تصريحات السيسي خلال جولته الأوروبية الأخيرة, فالزعيم المصري يجدد مبادرة إلقاء مسئولية الضفة الغربية علي الأردن, التي كان وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق شمعون پيريس طرحها علي عمان, لكن السيسي يسعي من خلال طرحه الجديد إلي إيفاد قوات عسكرية لدولة فلسطين المستقبلية, إلا أن ذلك سيصيب إسرائيل بحالة من الهلع, ويعيد ذكرياتها مع الجيش المصري خلال حرب أكتوبر 73. وقال الباحث الإسرائيلي إن الرئيس المصري باستراتيجيته الجديدة يسعي لفرض "حرب السلام" علي إسرائيل, ورغم أنه قال في تصريحاته إنه تباحث مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي حول هذا الموضوع, إلا أن المراقبين في تل أبيب يتوجسون خيفة من مبادرته, فالرئيس المصري يختلف عن سلفه محمد مرسي, كما أنه لا يسير علي نهج الرئيس الأسبق حسني مبارك, ويضع مصلحة بلاده في مقدمة أولوياته, ويتفهم السيسي أيضاً أنه زعيم لأكبر وأقوي الدول العربية, وينادي الغرب للانضمام لحربه ضد الإرهاب في ليبيا, الذي من الممكن أن يتحول إلي قاعدة مستقبلية لداعش بعد العراق وسوريا, كما أن الرئيس المصري معني بالمساعدة في إنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. يارون فريدمان أكد أنه ليس ثمة شك في أن وضع قوات مصرية علي أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية لاسيما في قطاع غزة والضفة الغربية, يزعج حركة حماس كثيراً, لأنه سينزع عن الحركة أي نشاط مسلح, كما أن مبادرة السيسي ستزيل العقبة الكئود التي اعترضت عملية السلام, وأفضت في الماضي إلي فشل تفاهمات أوسلو, لكنه لا يمكن في الوقت ذاته تفادي الخطر الكبير, الذي تنطوي عليه إزاء إسرائيل, فإذا تم تمرير تلك المبادرة فسيعني ذلك سيطرة الجيش المصري علي أراض فلسطينية حتي مدينة نابلس في الشمال, وهو الأمر الذي لم تتمكن مصر من الحصول عليه خلال معاركها السابقة مع إسرائيل. وأضاف الخبير الإسرائيلي أن بلاده سمحت للجيش المصري في إطار حربه ضد الإرهاب بنشر قوات بالمنطقة "ج" في سيناء بما يخالف اتفاقية كامب ديفيد, ورغم أن ذلك كان بشكل مؤقت, إلا أن المبادرة المصرية الجديدة ستخول الجيش المصري أحقية السيطرة علي مناطق في قطاع غزة والضفة الغربية, وإذا اندلعت أنشطة إرهابية في تلك المناطق فسيتعامل الجيش المصري معها بتعزيزات عسكرية إضافية, وهو الأمر الذي ستضطر إلي السماح به كما حدث في سيناء.