أثارت تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي التي قال فيها إن مصر "مستعدة لإرسال قوات في وقت لاحق إلى الدولة الفلسطينية المنشودة، لمساعدتها على الاستقرار بالاتفاق مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية"، قلقًا في إسرائيل. وكان السيسي قال في تصريحات إلى صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية، إن مصر مستعدة لإرسال قوات عسكرية في وقت لاحق إلى الدولة الفلسطينية المنشودة لمساعدتها على الاستقرار، وذلك في إطار اتفاق الاتفاق مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، إن "الرئيس المصري تقدم باقتراح يجعل أي إسرائيلي يخشى بالتأكيد من هذا المقترح؛ والخاص بإرسال قوات عسكرية مصرية للدولة الفلسطينية المستقبلية"، متسائلة: "ترى إلى أي درجة مبادرة السيسي تتسم بالجدية"؟ وأضافت إن "اقتراح السيسي بعيد المدى وذو أهمية كبيرة فيما يتعلق بمسيرة السلام، ويتضمن بعث قوات مصرية للإشراف على تنفيذ وتطبيق اتفاق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين". وتابعت "يجب أن نفترض أن كل إسرائيلي أصيب بالخوف والقلق عندما سمع جملة (إرسال قوات عسكرية لفلسطين)؛ خاصة مع كل الدلالات السلبية التي تقترن بجملة كهذه، وتذكر بحرب 48 و 67 و73". وأشارت إلى أنه "في نهاية الثمانينات حاول وزير الخارجية الأسبق شيمون بيريز السعي في تطبيق ما سمي وقتها ب(الخيار الأردني) والذي يتضمن سيطرة أردنية على الضفة الغربية مقابل السلام الكامل مع عمان، إلا أن الاقتراح تم دفنه مع اندلاع الانتفاضة الأولى". وذكرت أن "فكرة الإشراف المصري من شأنها أن تكون بديلاً لمقترح سابق يتعلق بوضع مشرفين دوليين من قبل الأممالمتحدة، وهي الفكرة التي لا تشعر إسرائيل بأي نوع من الحماس تجاهها وهي محقة في ذلك". وأوضحت أن "وضع قوات مصرية في قطاع غزة سيعيد الوضع لما كان عليه عام 1967"، لافتة إلى أن "الحديث يدور عن قوات مصرية في كل أنحاء مناطق السلطة الفلسطينية، والسؤال الذي تطرحه إسرائيل هو: هل من الصواب مناقشة هذا الاقتراح؟ وما معنى تواجد الجيش المصري على بعد دقائق معدودات من مدن إسرائيل؟". وأشارت إلى أنه "لا شك أن إشراف الجيش المصري على مناطق السلطة الفلسطينية وقطاع غزة يعتبر كابوسا بالنسبة لحركة حماس؛ خاصة أن المصريين لن يتعاملوا مع نشطاء الأخير بشكل لطيف". ولفتت إلى أن "مقترح الرئيس المصري يزيل ظاهريا العائق الأساسي لعملية السلام، وهو الإرهاب الإسلامي المستمر، إلا أن هذا المقترح يخفي فعليًا خطرًا كبيرًا، فهو سيؤدي إلى وضع يسيطر فيه الجيش المصري على المناطق الفلسطينية حتى نابلس في الشمال، وهو الأمر الذي لم تنجح فيه القاهرة في كل حروبها مع إسرائيل". وذكرت أنه "في العام الأخير دخلت قوات مصرية عديدة وبشكل مؤقت إلى سيناء لمحاربة الإرهاب، وبشكل يتنافي مع اتفاقية السلام"، مضيفة أن "مقترح الرئيس السيسي بالإشراف المصري سيسمح بإدخال قوات مصرية بشكل مؤقت أيضا إلى قطاع غزة والضفة الغربية، كما هو الحال في سيناء، ولمحاربة الإرهاب سيتطلب الأمر إرسال العديد من الجنود والدبابات والمروحيات إلى دولة فلسطين المستقبلية". وختمت تقريرها بالقول إن "الشرق الأوسط يمر الآن بتغييرات بعيدة المدى، وإلى أن تستقر مصر ويكون من المضمون أن نظام حكم الإخوان المسلمين لن يهود، وإلى أن تتعزز الثقة بين القاهرة وتل أبيب، سيكون من الصعب على الحكومة الإسرائيلية مناقشة الاقتراح المصري، بالرغم من كل مزاياه".