إن وظيفة المسئول الآن رغم معرفتي بحجم الصعوبات التي يواجهونها هي العمل ومواصلته ليل نهار ومتابعة النقد لتوظيفه في خدمة تحسين الأداء لاحظت بشكل غريب ومريب ويصب ضد الصالح العام، أن حكومة محلب ومن قبلها حكومة الببلاوي «رئيساً وأعضاء» ينفرون من النقد الموجه لهم، وصل إلي تهديد بعض الوزراء إلي الاستقالة حال استمرار هذا النقد لهم ومنهم وزراء التعليم والتعليم العالي والصحة وغيرهم لدرجة التدخل في برامج شهيرة بقطع البث عنها كرسالة تهديدية دون أن يعرف أحد من وراء ذلك بالضبط وبالإيضاح؟! وهذا هو المقصود بأن حكومة المهندس محلب تشعر بأن علي رؤوسها ريشة.. بمعني أنهم يرغبون في أن يتمتعوا بالحصانة ضد النقد، وأن علي الإعلام بجميع أنواعه أن يذكر مآثرهم وإيجابياتهم وعليه أن يغطي جولاتهم الميدانية ويشيد بهم وألا يشير من قريب أو بعيد عن أية سلبيات، وتحميل السلبيات لكائنات فضائية دون إشارة إلي أن الوزير أو الوزارة أو حتي الحكومة كاملة هي المسئولة عن أية سلبيات، بل يصرون علي إشاعة مناخ أن «الدنيا ربيع.. والجو بديع.. قفللي علي كل المواضيع..!!»، بل إن الأخطر مما ألاحظه أن لغة الوزراء وليس رئيس الوزراء للأمانة متعالية علي الشعب لدرجة توصيلهم لرسالة «احمدوا ربنا اننا بنشتغل» وكأن وجودهم في هذه المناصب تفضل علي الشعب، وهذه هي نفس لغة وزراء حكومات مبارك، ومن أسف أن نصف أعضاء حكومة م. محلب ينتمون إلي نظام مبارك بأفكاره وسياساته بل وبرامجه التي كانت الدافع الرئيسي والمباشر لثورة 25 يناير 2011 علي وجه التحديد! وفوق هذا وذاك، يلاحظ أن عدداً من المسئولين «وزراء ورؤساء جامعات ورؤساء هيئات وغيرهم»، بدلاً من أن يواصلوا العمل ليل نهار، بدأوا في الاشتباك مع شخصيات عامة تعلن عن آرائها بطرق سلمية وليس بالعنف!!، وذلك برفع دعاوي قضائية سب وقذف ضدهم، أو استخدام رموز في الإعلام الحكومي «صحف فضائيات» في نشر وإذاعة أخبارهم في إطار تهديد هذه الشخصيات، وهذه الشخصيات الإعلامية ليسوا فوق مستوي الشبهات ومعروف عنهم أنهم يأكلون علي كل الموائد، لدرجة أنهم أعلنوا تأييدهم لثورة 25 يناير ثم أيدوا الإخوان وتأخونوا والآن مع استحضار رموز مبارك بدأوا يعيدون الكرة مرة أخري بإعلان تأييدهم وتلميعهم إعلامياً بلا حياء أو خجل!! ويتناسي هؤلاء المسئولون، أن الإعلام وظيفته النقد الموضوعي وكشف السلبيات باستمرار، وليس التطبيل، وتزداد مسئوليته عندما لا يوجد برلمان للشعب يمارس نوابه نقد الحكومة، ومن ثم فإن الرسالة الإعلامية الآن هي دعم التوجه الوطني لثورتي 25 يناير، 30 يونيو، مع كشف وتعرية الأخطاء، والاستمرار في دعم فكرة «التغيير الجذري» باعتباره هدف الثورتين من أجل تحقيق مطالب الشعب بإحداث نقلة موضوعية في حياته للأفضل، والمقصود بالشعب هو الأغلبية الكاسحة من الشعب المصري وهو الأحق بحصد نتائج التغيير. فبعض المسئولين يفرحون ويسعدون وقد يرقصون، لاحتلالهم منصب الوزير أو رئاسة أي موقع، ويتصورون أنهم أصبحوا فوق النقد لدرجة أن رئيس جامعة قام بدعوة لاجتماع لمجلس العمداء يوم الأربعاء أول أيام العمل بعد انتهاء إجازة عيد الأضحي المبارك مباشرة، ليهاجم شخصية عامة تنتقده وقالت عنه إنه «إخواني»، ويصدر بياناً رسمياً ضد هذا الشخص وينعته بأبشع الأوصاف، وينشره في جريدة قومية هي «أخبار اليوم» يوم السبت 11/10/2014، مستغلاً علاقته بالمشرف علي الصفحة!! وبدلاً من قيام هذا الشخص بواجبه في حماية الجامعة والترتيب للعام الدراسي، اتجه إلي صب جام غضبه علي الشخصية العامة ويعلن علي الملأ: «وهو ماله.. ما يخليه في حاله!!».. فهل تتصورون أن مسئولاً كبيراً بدرجة وزير يعلن ذلك؟! إن دل ذلك فإنما يدل علي عدم صلاحية هؤلاء لتولي أية مناصب عليا، والغريب أن معلومات تتوافر عندي أن الوزير يحرك هذه الأمور وهو يتناسي أن الشعب أصبح هو الرقيب علي كل شيء. إن وظيفة المسئول الآن رغم معرفتي بحجم الصعوبات التي يواجهونها هي العمل ومواصلته ليل نهار ومتابعة النقد لتوظيفه في خدمة تحسين الأداء وتحقيق أكبر المكاسب للمواطنين، وألا يقف حجر عثرة أمام أي نقد أو ضد أي وسيلة إعلامية أو شخصية عامة، لأن هذا يصب في دعم الاستبداد وخلق فراعنة جدد وطواغيت جديدة، لن يسمح الشعب بعد 25 يناير بوجودها مرة أخري. إن تصرفات هؤلاء المسئولين الذي يحاولون خنق الحريات، واغتيال النقد الشعبي علي جميع المستويات، ومحاولة تأميم الغضب الشعبي وتوظيفه في إعادة إنتاج الواقع المؤلم دون تحسين، يصب في دعم نظامي مبارك والإخوان، الذي يصر المسئولون علي التأرجح بينهما وكأن التاريخ يقف عندهما دون تحرك، اعتقاداً أن مياه البحيرة العفنة مستمرة ولم يحدث فيها زلزال هو ثورة 25 يناير، ومن بعدها ثورة 30 يونيو. أفيقوا يا وزراء حكومة محلب.. فأنتم خدام الشعب والمسئولون الآن عن إدارة شئونه، وعليكم تحمل كل النقد مهما كان قاسياً، ولا تنكلوا بمعارضيكم، لأنكم الخاسرون، وأن غداً لناظره قريب، ولا تنسوا أنني كنت أول من وجه التحية والتقدير لعدد من وزراء الحكومة في مقدمتهم وزيرا الأوقاف والتموين وسنظل نقف بالمرصاد لكل مسئول غير جدير بموقعه في خدمة الشعب، ولذلك فالثورة مستمرة حتي النصر بإذن الله.. ومازال الحوار متصلاً.