رفضت الحكومة التركية السماح للأكراد الاتراك بتقديم المساعدة لاشقائهم الذين يقاتلون وحوش تنظيم «داعش» منذ 16 سبتمبر الماضي في مدينة كوباني - «عين العرب» في أقصي شمال سوريا وقرر الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» ترك المدينة لمصيرها الأسود في مواجهة هجوم بالاسلحة الثقيلة، رغم مطالبة مبعوث الأممالمتحدة «ستافن دي ميستورا» بتدخل تركي لمنع وقوع مجزرة بعد استشهاد خمسمائة من المدافعين عن المدينة. كان التواطؤ مفضوحا بين أردوغان والبرابرة الجدد الذين يهددون بذبح حوالي 12 ألف شخص مازالوا يدافعون عن المدينة، وقرروا البقاء حتي آخر طلقة. ولم يقتصر الأمر علي ذلك، بل ان أردوغان أعلن في ذروة الهجوم الهمجي علي المدينة - أنه لا فرق بين داعش وبين حزب العمال الكردستاني «التركي» - كذلك قرر أحد المسئولين في حزب اردوغان الحاكم - ويدعي «ياسين اكتاي» - انه لا يوجد أي خطر يهدد المدافعين عن المدينة حيث ان كل ما يجري فيها عبارة عن «حرب بين جماعتين إرهابيتين» «!» وأن ما يروجه حزب العمال الكردستاني حول وجود مأساة في كوباني ليس سوي «أسطورة لمحاولة كسب التأييد من أجل القتال ضد داعش» !! وكتب «أمر الله ايشلر» رئيس الوزراء التركي الأسبق والنائب الحالي في كتلة الحزب الحاكم في انقرة يقول : «إن إرهاب حزب العمال الكردستاني أكبر من إرهاب داعش»!! ألا تكشف هذه التصريحات والمواقف كيف أن نائب حزب الشعب الجمهوري التركي «أحسان أوكش» كان علي حق عندما أكد ان داعش «طفل غير شرعي لحكومة اردوغان». وتقول الصحيفة التركية «ياهو أوزبورت» إن الكثير من شباب حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم معجبون، سرا، بتنظيم داعش! ولا يستطيع الحكام الاتراك إخفاء حقيقة ان كل ما يهمهم هو التدخل في شئون سوريا الداخلية وإسقاط النظام الحاكم في دمشق، وتدريب وتسليح المرتزقة الذين يحاربون ضد ذلك النظام، للعام الرابع علي التوالي، وإقامة منطقة عازلة علي الحدود التركية السورية، وفرض منطقة حظر الطيران الجوي فوق سوريا وهناك من يري أن تركيا أعطت الضوء الاخضر لداعش باقتحام كوباني لتمهيد الأرض لقبول اقليمي ودولي لمشروع المنطقة العازلة والحظر الجوي، ومن اجل تحقيق الهدف «الأسمي» وهو تعهد واشنطن باسقاط النظام السوري ! إذن.. نحن بازاء استخدام تركي لورقة داعش. غير ان اردوغان هو الخاسر، لان تركيا تشهد ثورة كردية حقيقية وحرب شوارع، كما تحولت مدن تركية إلي ساحات حرب في الجنوب الشرقي والشمالي سقط خلالها اكثر من ثلاثين شهيدا كرديا واصيب اكثر من 360 بجراح وتم حظر التجول في ست محافظات.. وحذر عبدالله اوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل في جزيرة تركية، من أن سقوط كوباني يعني نهاية محادثات السلام التي كانت قد بدأت في نهاية عام 2012 بين الحكومة التركية والاكراد مما ادي إلي وقف اطلاق النار. كلمة السر : تحالف غير معلن بين تركيا والإرهابيين بالمنطقة.