محرر الأخبار يتفقد جهاز الفيبروسكان قبل بدء إجراء الفحوصات 4 أجهزة فقط لفحص 10 ملايين مصاب وقوائم الانتظار تجاوزت ال 6 أشهر المرضي : المسئولون يرفضون الأعتراف بالتحاليل والأشعات بعدما ظهر بصيص أمل في الشفاء بين مرضي فيروس سي نتيجة توافر الدواء الأمريكي الجديد الذي يقضي علي المرض بنسبة 90% ووصوله فعليا الي مصر إلا أن هذا الامل بدأ يتبدد بسبب طول فترة الانتظار التي تجاوزت حتي الآن 6 أشهر بسبب اصرار وزارة الصحة علي اجراء فحص « الفيبروسكان « للمرضي لاختيار المصابين بالتليف منهم ،رغم ادراكها ان الاسراع في تقديم العلاج امر ضروري للقضاء علي الفيروس الذي ينهش اكباد الملايين . المرضي يصرخون من بطء الاجراءات وتعقيدات الوزارة ويتساءلون لماذا لايحصلون علي العلاج رغم تقديمهم التحاليل والأشعات التي تؤكد اصابتهم بالمرض وحاجتهم الماسة الي العلاج الامريكي ؟ «الاخبار» التقت بالمرضي والمسئولين بالمعهد القومي للكبد والتفاصيل في هذا التحقيق
يوسف المصري يقول والغضب يتملكه : والدتي منذ سنوات وهي تعاني من مرض فيروس سي وبعد أن تم الإعلان عن بدء التسجيل والفحوصات للمرضي المصابين تقدمت لاستكمال الفحوصات وكانت الإجراءات شبه منظمه ، مع العلم أن طوابير الانتظار كانت طويله إلا أننا تحملنا هذه المشقه، إلي أن ظهرت مرحلة التعذيب وهي تحليل « فيبروسكان « غير المتوافر إلا في مركزين علي مستوي القاهرة، وعلي الرغم من أننا أجرينا جميع التحاليل والفحوصات بالمراكز الخاصة، إلا أن اللجنه الطبية التي وضعت خطة علاج المرضي تصر علي إجراء هذا الفحص والتحليل في أحد هذين المركزين، والمرضي بهذه الطريقه سيموتون لأنهم سينتظرون إجراء هذا الفحص حتي العام القادم وهذا التحليل يحدد درجة خطورة المرض وأولوية العلاج، فكيف يكون ذلك وحجز المواعيد لفحص المرضي وصلت في قوائم الانتظار لنهاية شهر مارس القادم رغم انه تم فتح باب الحجز منذ أسبوع واحد فقط . وأضاف أن هناك أفراداً من المرضي أجروا هذا الفحص والتحليل في المعامل الخاصه فما الداعي لإعادة هذا التحليل، كما أن سعره في هذين المركزين هونفس سعره في معامل القطاع الخاص وهو300 جنيه، ولا أري أن المسئولين يبحثون عن دقة التحليل لأن المعامل الخاصه قد تكون أدق، ووالدتي أنهت كل التحاليل والفحوصات ولم يتبق لها سوي هذا الفحص وتم تحديد موعد لها لإجرائه منتصف مارس القادم وهي تعاني من تليف وحالتها تسوء يوما بعد يوم. وانا اتعذب من اجلها واتمني ان احصل علي العلاج لانقاذها
مريض سكر ايضا ويكشف محمد عبد الموجود 55 عاما أنه علم بإصابته بالفيروس منذ أكثر من 3 سنوات، ولم يسمح له الاطباء بالعلاج بحقن « الأنترفيرون « لأنه مريض سكر، وتم التقدم للعلاج بعقار « السوفالدي « الأمريكي الجديد، وتم تحديد موعد لإجراء تحليل « الفيبروسكان « وقام بدفع قيمة الفحص وهي 200 جنيه وينتظر اجراء التحليل وكله امل ان يحصل علي العلاج بسرعة غير متوافر واكد شريف عبد الوهاب 35 عاما أنه مريض بفيروس سي منذ 6 سنوات، موضحا ان كل الإجراءات للحصول علي العلاج الجديد تسير بصورة جيدة ما عدا هذا الفحص العجيب الذي تجاوزت قوائم الانتظار به ال 6 أشهر، وقال إنه تم تحديد موعداً له 17 مارس القادم لإجراء هذا الفحص والسبب في هذا التأخير هوأن الجهاز غير متوافر إلا في مستشفي قصر العيني وأحدي المستشفيات الأخري، وهومصاب بالفيروس من الفئه الرابعة التي تستحق العلاج وبعد أن تقدم فوجيء أن جميع المرضي تقدموا للعلاج، وعدم وجود أجهزة كافية لفحص المرضي سيؤدي إلي تكدسهم وانتظارهم لفترات طويله مما قد يؤدي إلي تدهور حالة الكثير منهم لان المرض قد لا ينتظر العلاج وحالة أي مريض ممكن أن يحدث لها مضاعفات أوأي تطور يؤدي إلي فشل كلي للكبد يصعب علاجه فيما بعد، وقد يحدث للمريض سيولة في الدم أودوالي تمنعه من أن يذهب لأي مكان لاستكمال الفحص أوتناول العلاج، كما أن كثيرا من المرضي متخوفون من نقص الدواء الجديد أوعدم توافره في المستقبل بعد نفاد الجرعات الموجودة حاليا، ويري أنه لا يوجد حل إلا زيادة عدد هذه الأجهزة أواعتماد تحليل القطاع الخاص وكذا استيراد كميات اكبر من الدواء الامريكي وأوضح ياسر محمد أنه من سكان مدينة الإسكندرية وجاء إلي القاهرة لإجراء هذا الفحص بمستشفي قصر العيني لأن الجهاز غير متوافر إلا بالقاهرة وشبين الكوم والفيوم، وأنه جاء بعد تحديد موعد لإجراء الفحص وهومصاب بفيروس سي منذ 22 عاما وتم علاجه بعقار « الأنترفيرون « مرتين ولم يستجيب للعلاج، وقال إنه لا يوجد لديه أي معاناة سوي عدم توافر جهاز الفحص بالإسكندرية، مشيرا إلي ضرورة حل هذه المشكله وتوفير أجهزة الفحص نظرا لكثرة عدد المرضي وانتشارهم في جميع محافظات الجمهورية، أواعتماد نتيجة تحاليل المعامل الخاصه وقبولها . وتقول شادية حجاج من محافظة الفيوم أنها متزوجة ومقيمة مع زوجها بالقاهرة، وعلمت بإصابتها بفيروس سي منذ أن كانت في حملها الأول وذلك منذ أكثر من عام ولم تحصل علي أي علاج بسبب الحمل والرضاعة، كما أنها تأتي لإحدي طبيبات المركز كل فترة لمتابعة تطور المرض من خلال إجراء بعض التحاليل، كما أنها فوجئت بحمل آخر بعد الولادة الأولي بفترة قليلة منعها من تناول العلاج سواء بعقار « الأنترفيرون « أوبالعقار الجديد، وأنها أجرت تحاليل لطفلتها إلا أن نتيجة التحليل لم تظهر حتي الآن
عاوز اتعالج وأشار مجدي رشدي نجيب 46 عاما من محافظة الفيوم إلي أنه أجري هذا التحليل والفحص منذ أقل من عامين بمعمل خاص ومع ذلك لم يعترفوا به وأخبروه أنها منذ فترة طويلة، وجاء لإجراء الفحص بقصر العيني حددوا له موعدا في شهر مارس القادم، وتكلفة الفحص 300 جنيه وفي الفيوم 400 جنيه وهولا يملك المال اللازم لإجراء هذا الفحص ولا يعلم ماذا يفعل هل ينفق علي أولاده أم ينفق علي علاجه؟ وطالب مجدي المسئولين عن العلاج إما بتوفير أجهزة أكثر لفحص المرضي أواعتماد تحاليل المعامل الخاصه لأنه لا يضمن أن تظل حالته الصحية مستقرة كما هي أم تتدهور. ويقول محمود سيد حسن 56 عاما من منطقة بولاق الدكرور إنه يعمل بمركز البحوث الزراعية، وعندما جاء لإجراء الفحص بقصر العيني حددوا له موعدا يوم 10 مارس العام القادم، والمستشفيات كثيرة وليس موجود ا بها هذا الجهاز، فكيف يكون ذلك خاصة أنه استدان مبالغ كثيرة لإجراء الفحوصات والتحاليل، وتساءل هل الدولة تعتبر هذا الفيروس وجوده بركة أم أنه يجب علاجه ؟، وكيف يكون لدينا في جميع محافظات مصر أربعة أجهزة فقط ؟، وهل سيظل هوعلي قيد الحياة إلي شهر مارس القادم ؟ وشدد علي أن رجليه « استوت» ويعاني من « ولعة في بطنه « وأنه تعب ولا يجد علاجا له في مصر ولم يحصل علي أي دواء سوي كبسولات الكبد الصفراء وكان يجدها فارغة من الداخل، والأن يشعر أن الفيروس يأكل في جسده ويطالب المسئولين بإعطائه الدواء و أن يتركوه حتي لوكان مصيره الموت 30 مريضا يوميا علي الجانب الآخر أوضح الدكتور محمد نجم أحد المسئولين عن إجراء الفحص والتحليل للمرضي بجهاز « الفيبروسكان « أن سعر الجهاز يتجاوز المليون جنيه ولا يجب إجراء فحوصات عليه لأكثر من 10 أو15 حالة يوميا إلا أننا نقوم بإجراء الفحوصات لأكثر من 30 حالة، وهذا الضغط قد يؤدي إلي تعطل الجهاز، وهذا رأي المهندس المسئول عن صيانته، كما أن المريض يظل علي الجهاز لمدة 10 دقائق وقد تزيد لأكثر من ذلك حسب حالة المريض، ووصل عدد الحجز للمرضي في قوائم الانتظار لإجراء الفحص ل 6 ألاف حاله، وذلك حتي نهاية شهر مارس القادم، ونحن نبدأ العمل من التاسعة صباحا وحتي الرابعة عصرا علي مدار الستة أيام أسبوعيا، وهذه مواعيد العمل الرسمية، بجانب راحة ساعة للجهاز يوميا من 12 إلي الواحدة ظهرا ، وسعر الفحص ما بين 200 و300 جنيه علي حسب المكان المتعاقد معه المريض
تحليل بديل نقلنا شكاوي المرضي الي رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية وعميد المعهد القومي للأمراض المتوطنة والكبد الدكتور وحيد دوس فقال إنه تم الاتفاق علي تقليل نسبة الاعتماد علي تحليل وأشعة « الفيبروسكان « في تحديد حالة المريض حيث سيتم اجراء تحليل معملي يعتمد علي خاصية تمكننا من تحديد حالة المريض وسيتم إجراء هذا التحليل داخل معامل معاهد ومراكز علاج الكبد، كما أنه سيتم الاعتماد علي الفيبروسكان في نطاق أضيق إلي أن يتم الاستغناء عنه نهائيا، وسنقوم بإعلان ذلك قريبا، كما أنه جار طلب كميات إضافية من عقار « السوفالدي « لتغطية احتياجات المرضي، حيث وصل تعداد المرضي المسجلين علي الموقع الإلكتروني إلي 400 ألف مريض وأوضح انه فيما يخص المريض المصاب بأورام الكبد لابد أن يكون قد حصل علي علاج لهذه الأورام وشفي منها منذ فترة لاتقل عن 6 أشهر قبل تناول عقار السوفالدي الخاص بفيروس سي . وتبقي كلمة اخيرة .. عقار السوفالدي الامريكي اصبح متواجدا في مصر ويحظر تداوله حاليا في الصيدليات اي ان وزارة الصحة هي المحتكر والمتحكم الاول في وصوله الي المرضي وهناك ملايين المرضي ينتظرون العلاج علي احر من الجمر فهل تسارع الوزارة في توفير العلاج ام تظل تتمسك بالاساليب البيروقراطية بينما المرضي يتساقطون يوما بعد يوم