كشف الدكتور جمال عصمت نائب رئيس جامعة القاهرة ومستشار منظمة الصحة العالمية وعضو اللجنة المصرية للتفاوض مع الشركة الأمريكية المنتجة للسوفالدي لتوريده لمصر. وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية, عن أن مصر ستصبح خالية من الفيروسات الكبدية بعد10 سنوات, وأن الحكومة تعكف حاليا علي اطلاق استراتيجية جديدة لعلاج250 ألف مريض سنويا. وأضاف خلال حواره مع الأهرام المسائي أن العالم علي أعتاب ثورة في مجال علاج فيروس سي ستساعد في علاج المريض خلال شهر بأقل من ألف جنيه في المستقبل وقال إن الأدوية الحديثة ليس لها اثار جانبية, نسبة الشفاء بها100%, ولكن لا تعالج التليف ولا تغني عن زراعة الأعضاء وجميعها لا تستطع علاج الفشل الكلوي, وتشترط التخلص من الأورام قبل بدء العلاج. وأكد أن الانترفيرون سيختفي من السوق خلال عام, وجهاز القوات المسلحة ليس له اي مبرر علمي ولم يعالج سوي3 حالات من80 حالة. في البداية من هو المريض الذي سيعالج بالدواء الجديد السوفالدي؟ المرضي الذين يعانون من تليف كبدي أو ما قبل التليف أكثر الناس حاجة للعلاج بالدواء الجديد حاليا, وذلك لعدم الدخول في مرحلة أورام الكبد أو زراعة الكبد, والمرضي الذين لم يستجيبوا للعلاج بالانترفيون, وأيضا علاج المرضي المصابين بفيروس سي المترددين علي المستشفيات بشكل مستمر حتي لا ينقلوا العدوي للآخرين. هل له آثار جانبية ؟ لا ليس له اي آثار جانبية. هل واجهتكم مشكلة في توريد العلاج لمصر؟ بالفعل هناك مشكلة كبيرة تكمن في أن جميع الأدوية الجديدة سعرها مرتفع للغاية, حيث أن علي سبيل المثال سعر عقار السوفالدي نحو مليون جنيه مصري, لذا سعت اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية ولجنة التفاوض المشكلة من قبل وزير الصحة لتخفيض السعر ل1% وليس10% كما حدث في علاج الانترفيرون, وذلك ليتراوح كورس العلاج ما بين10 إلي15 ألف جنيه, وهذا يشير إلي أننا ندخل علي فكر جديد ونظرية جديدة في علاج الكبد بمصر. كم تصل فاتورة العلاج بالسوفالدي بمراكز الكبد بوزارة الصحة؟ تصل فاتورة علاج الحالة الواحدة بالسوفالدي مع أقراض الريفارين لمدة6 اشهر نحو13200 جنيه, وأن في حالة العلاج بالسوفالدي والريفارين والانترفيون لمدة3 اشهر نحو9600 جنيه, والسوفالدي مع الريفارين للمرضي غير المصابين بتليف كبدي ولم يسبق علاجهم بالانترفيرون لمدة3 اشهر نحو6600 جنيه. وخارج مراكز الصحة؟ يصل سعره في الصيدليات خارج مراكز الكبد التابعة لوزارة الصحة نحو14 ألف جنيه فالإضافة إلي سعر الانترفيرون اي يصل كورس العلاج نحو64 ألف جنيه. وهناك حقيقة لا بد أن يعلمها الجميع أن الشركة المنتجة لم ولن توفر كميات كبيرة من عقار السوفالدي بالصدليات حيث أن قيام اي شخص بتهريبه للخارج سيوفر له الملايين لأنه يباع في السوق الخارجية بأكثر من مليون جنيه. وأحب أن أطمئن اي مريض ستنطبق عليه شروط العلاج سيعالج داخل مراكز الصحة ولن يحتاج للشراء السوفالدي من السوق الحر, وكان السبب الرئيسي من تسعيره للسوق الخارجي والموافقة علي بيعه بالصيدليات هو القضاء علي تهريبه, خاصة ان كل علبة سيكون عليها كود خاص وسجل علي اسم المريض فور صرفه وأيضا يسجل علي الشبكة الالكترونية اسم الطبيب المعالج ومركز الكبد الذي صرف منه العقار حتي نضمن عدم تهريبه. هل ستختلف متابعة المريض مع الطبيب عند العلاج بالأدوية الحديثة؟ في حالة علاج المريض بالسوفالدي مع أقراص الريفارين ستكون المتابعة مع الطبيب كل شهر, بينما في حالة العلاج بالسوفالدي مع الريفارين والانترفيرون ستكون المتاعبة كل أسبوع. هل عقار السوفالدي يصلح لعلاج فيروس سي دون اي أدوية اخري بجانبه؟ لا..في الحقيقة عقار السوفالدي لابد أن يأخد بجانبه أدوية أخري مثل أقراص الريفارين حتي تتراوح نسبة الشفاء ما بين90 إلي95%, وأن عقار السوفالدي يعمل علي مهاجمة الفيروس والقضاء عليه, بينما الأدوية القديمة مثل الانترفيرون تعمل علي رفع المناعة. يقال أنه خلال6 أشهر ستظهر أدوية جديدة نسبة الشفاء بها100% ما حقيقة ذلك؟ في الحقيقة يجب أن لا نتحدث عن دواء فقط لعلاج الكبد, بل حدثت ثورة في علاج فيروس سي خلال ال3 سنوات الماضية النتاج الأول لها عقار السوفالدي الذي حصل علي موافقة هيئة الأغذية والأدوية الأمريكة وهيئة الدواء الأوروبية في أوائل هذه العام. وستظهر أدوية جديدة بعد6 اشهر لشركة أمريكة نتائج الشفاء بها تصل ل100% ولن تحتاج إلي أدوية أخري بجانبها مثل السوفالدي, وأجريت تجارب هذا العقار خاصة علي النوع الرابع من الفيروس المتوطن بمصر وحققت نفس نتائج النوع الأول والثاني. وستجري تجارب أخري بمصر لزيادة التأكيد بعد شهر, حيث أن التجارب الأولية أجريت علي المصريين المقيمين بأمريكيا. إذن لماذا لم ننتظر ظهور الأدوية الأخري حتي لا نكون في حاجة إلي عقارين لعلاج الفيروس كما يحدث حاليا مع السوفالدي؟ حاليا ننفق نحو نصف مليار جنيه سنويا لعلاج50 ألف مريض يشفي منهم25 ألف فقط, أما مع نظام العقار الجديد السوفالدي سنعالج ما بين50 إلي75 ألف مريض, بالإضافة إلي علاج أعداد كبيرة لم تستجب للعلاج بالانترفيرون, لذا يكون الانتظار والاستمرار بالنظام الحالي إهدار للمال العام. ومن المؤكد ستدخل الأدوية الحديثة مصر فور البدء في انتاجها بجانب عقار السوفالدي, وهذا سيساعد بدرجة كبيرة في حدوث منافسة بين الشركات المنتجة ينتج عنها علاج أكبر عدد ممكن من المرضي بأقل التكاليف. ويسير العالم حاليا علي استراتجية جديدة لمقاومة فيروس سي وعدم تكاثره, بهدف تحقيق نتائج تصل ل95% في العلاج خلال3 أشهر, وهذا بعكس استراتيجية العلاج القديمة التي تصل نسبة الشفاء بها نحو55% خلال فترة زمنية كبيرة12 شهرا. ماذا عن الخطة القومية لمكافحة فيروس سي؟ تستهدف الخطة القومية علاج250 ألف مريض سنويا لمدة10 سنوات بكفاءة كبيرة في العلاج تصل ل90%, بالإضافة إلي تقليل حالات الإصابة الجديدة, وبهذا نخفض نسبة انتشار فيروس سي بمصر من15% حاليا إلي أقل من2% بعد انتهاء الفترة الزمنية للخطة. هل تأجيل علاج بعض مرضي فيروس سي بالسوفالدي قد يؤدي إلي تطور حالتهم والدخول في مراحل التليف الكبدي؟ لا..لان الانتقال من مرحلة إلي مرحلة يحتاج فترة تتراوح ما بين3 إلي5 سنوات, ودائما اشبه مريض الكبد في مراحله الأولي بالطالب في المرحلة الابتدائية بأنه لن يصل للتعليم الجامعي قبل12 عاما, موضحا أن انتقال الالياف من الدرجة الأولي إلي الرابعة يتطلب10 سنوات. ماذا تتوقع لتطورات أدوية فيروس سي في المستقبل؟ خلال عامين سيحدث تطور كبير في علاج فيروس سي, وسيعالج مريض الكبد لمدة شهرا بتكلفة لا تزيد علي ألف جنيه, حيث حدث أننا أمام ثورة حقيقة في علاج فيروس سي. هل الامكانات المادية تساعد في علاج هذا العدد من المرضي؟ علاج250 ألف مريض سنويا لم ولن يحدث إلا في حالة واحدة, وهي أن تتحمل الدولة ثلث هذا العدد, والثلث الثاني عن طريق إطلاق صندوق تبرعات لعلاج فيروس سي ويتولي مسئوليته شخصيات ذات ثقة من قبل المجتمع, لنعلم المتبرعين بحقيقة انتشار فيروس سي داخل مصر, بأن كل مريض ينقل العدي ل3 أفراد بالمجتمع طوال حياته, وذلك طبقا للدراسات التي اجريت في هذا الشأن, والثلث الأخير للقادرين أن يتحملوا نفقة علاجهم. يمكن سبب اتجاه الدولة القوي في تطبيق الاستراتيجية الجديدة لعلاج250 ألف مريض بفيروس سي سنويا, هو وجود أدوية مثالية تساعد في الشفاء بنسب تصل ل95% خلال فترة زمنية تصل ل3 أشهر, أما الأدوية القديمة نسبة الشفاء بها لا تتعدي55% فضلا لفترة زمينة كبيرة تصل للعام, بالإضافة إلي أن فيروس سي أصبح وباء يهدد أمن وسلامة وصحة المصريين, خاصة أن مصر تتصدر أعلي نسبة انتشار لفيروس سي علي مستوي العالم. ما هي نتائج الدراسات التي اجريت في مصر للتأكد من فاعلية عقار السوفالدي في علاج النوع الرابع؟ بعد اعتماد علاج فيروس سي الجديد السوفالدي, بدأت مصر علي الفور في اجراء دراسات للتأكد من فاعليته في علاج النوع الرابع علي100 مريض ب3 مراكز وهم مركز الفيروسات الكبدية بجامعة القاهرة ومعهد الكبد القومي وجامعة المنصورة ومن المقرر عرض نتائجها في نوفمبر المقبل بالمؤتمر الأمريكي لدراسة أمراض الكبد, وجاءت النتائج متماثلة مع نتائج الدراسة السابقة علي المصريين في أمريكا, نسبة الشفاء تتراوح ما بين90 إلي95% في حالة العلاج بالسوفالدي والريفارين خلال24 أسبوعا. وقد دخل علاج فيروس سي الجديد السوفالدي مصر بعد اعتماده بنحو6 أشهر وهذا بسبب قيام مصر بعمل مجموعات من أطباء اكبد من اصحاب الخبرة في هذا المجال بدراسات اكلينيكية متزامنة مع الدراسات الأمريكية قبل الاعتماد حتي لا نتأخر كثيرا عن الدول الخارجية فترة تصل لعامين. من هو المريض الممنوع من العلاج بالانترفيرون بجانب الأدوية الحديثة؟ المرضي الذين يعانون من مشكلات في وظائف الكبد, وانخفاض نسبة البروتينات, وعدم انضباط تجلط الدم, وانخفاض الصفائح الدموية, لذا يمنع هذا المريض من العلاج بالانترفيون بجانب الأدوية الحديثة, ويتم علاجه بالسوفالدي مع الريفارين لمدة24 أسبوعا. هل الأدوية الحديثة تعالج التليف والفشل الكلوي والأورام؟ الأدوية الحديثة لا تعالج التليف, لكن تقضي علي الفيروسات, اي فكرتها الرئيسة علاج السبب ووقف المشكلات المستقبلية التي يمكن أن تترتب علي الإصابة بالفيروس. أما مريض الأورام لا يعالج بالأدوية الحديثة إلا بعد التخلص من الورم, وبالنسبة للفشل الكلوي فبعض الأدوية الحديثة تستطع علاجه والبعض الأخر لا تستطع هل يمكن الاستغناء عن زراعة الأعضاء في حال العلاج بالأدوية الحديثة؟ لا تغني عن زراعة الأعضاء, لكن تقلل الحاجة إليها. متي يختفي الانترفيون من السوق؟ سيختفي الانترفيرون من السوق تماما خلال عام. ما حقيقة أن الهند حصلت علي موافقة لتصنيع الدواء بمصانعها بأسعار أقل عن مصر؟ هذا غير حقيقي, فقد حصلت بالفعل علي موافقة لتصنيع عقار السوفالدي لعلاج الكبد بمصانعها بعد عامين, وبسعر يصل ل2000 دولار للمريض خلال ال6 أشهر, بينما حصلت عليه مصر ب300 دولار للعلبة. واتمني قبل الحديث والقاء اتهامات لأعضاء اللجنة التي تفاوضت مع الشركة الأمريكية المنتجة للعقار علي توريد العلاج لمصر, أن يظهر كل شخص امكانياته, ومن يستطع الحصول علي عرض أفضل من العرض الذي حصلنا عليه أهلا به. من الممكن أن تغني الأدوية الحديثة عن جهاز القوات المسلحة؟ الفرق كبير جدا, لأن المنوط بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة ليس له اي مبرر علمي, وأن المنوط بالهيئة الاعلان عن جهاز وليس علاج, لذا اقترحنا خبراء الكبد بعرض الجهاز علي الخدمات الطبية بالقوات المسلحة لتقييمه وتجربته, وهو ما حدث حاليا بالفعل, وطلبت الخدمات الطبية6 شهور لتجربته. وكانت المفاجأة أن الجهاز تم تجربته علي80 مريضا لم يشف منهم سوي3 مرضي فقط, بالإضافة إلي عدم معرفة أن الفيروس سيعود للمريض من جديد أم لا. إذن هل يظهر فيروس سي من جديد بعد علاجه بالأدوية الجديدة؟ الأدوية الجديدة تقضي علي الفيروس نهائيا, وجميع الدراسات أكدت عدم وجوده بعد توقف العلاج بفترة تصل3 اشهر.