بدأت حياتها كممثلة سينمائية ثم دخلت عالم السياسة حتي وصلت إلي منصب رئيسة وزراء ولاية تاميل نادو الهندية.. هي السياسية المثيرة للجدل جايارام جايالاليثا التي حكم عليها مؤخرا بالسجن أربعة أعوام وتغريمها ماليا، بعد إدانتها بالفساد في قضية وقعت قبل 18 عاما. اتُّهمت جايالاليثا بالتربح من المال الحرام وجمع ثروة قيمتها 667 مليون روبية (11 مليون دولار) وهو مبلغ لا يتناسب مع المصادر المعروفة لدخلها. وسيتعين علي جايالاليثا - التي تولت منصب رئيسة وزراء الولاية ثلاث فترات - أن تستقيل بموجب قرار المحكمة العليا الذي يقضي بأن المشرعين سيجري تجريدهم من أهليتهم إذا أدينوا وصدرت أحكام ضدهم. كانت جايالاليثا قد اجبرت علي التنحي في سبتمبر 2001 اثر اتهامها في قضايا فساد، الامر الذي دفع عشرات من مؤيديها إلي الانتحار حرقا، إلا أنها عادت إلي السلطة بعد ذلك بخمسة أشهر حين قبلت المحكمة العليا الاستئناف الذي قدمته ونفت فيه الاتهامات وقالت إن وراءها دوافع سياسية. وفي نوفمبر 2003 برأت المحكمة العليا في الهند جايالاليثا في قضية كسب غير مشروع، في دعم ثان لموقف واحدة من أكثر الساسة إثارة للجدل في البلاد. ولدت جايالاليثا في 24 فبراير 1948 في ميسور في ولاية كارناتاكا في عائلة لينجر التاميلية، فقدت والدها وهي في الثانية من عمرها، تلقت تعليمها الثانوي في بانجلور ولكنها انتقلت بعد ذلك إلي ولاية مدراس (تاميل نادو الآن) مع والدتها التي شجعتها علي امتهان التمثيل. بدأت جايالاليثا مشوارها الفني عام 1961 في فيلم «رسالة إنجيلية» الناطق باللغة الإنجليزية الذي قام بإنتاجه شانكار جيري، نجل الرئيس الهندي السابق دكتور ف. ف. جيري، أما الفيلم الذي صنع شهرتها فكان عام 1972، كما حصلت علي جائزة كالاماماني من قبل حكومة التاميل نادو، وكان فيلمها الأخير هو نادهيا ثيدي فانداها كادال عام 1980، كما قامت في نفس الوقت بغناء العديد من الأغاني خلال مشوارها السينمائي. أما حياتها السياسية فبدأت عام 1981 بالتحاقها بحزب AIADMK، ثم دخلت البرلمان الهندي، وجمعتها علاقة مع م. ج. راماشاندران المعروف باسم «م. ج. ر» (نجم سينمائي اصبح بعد ذلك رئيساً للوزراء). وبعد وفاة م. ج. ر، استبعد انصارم.ج.ر جايالاليثا حين قرروا دعم زوجته( جاناكي راماشاندران). ومع ذلك فقد اعتمدت جايالا ليثا علي شعبيتها الهائلة وصورتها كونها «المرأة المظلومة»، لتفوز في عام 1989 بانتخابات الجمعية التشريعية في تاميل نادو، وأصبحت أول امرأة يتم انتخابها زعيمة للمعارضة، اتهمت الحزب الحاكم آنذاك (حزب الشعب الدرافيديون) بمحاولة الاعتداء عليها في احد التجمعات، لذا فقد اخذت علي نفسها عهداً بأن تدخل مقر الحكم كرئيسة للوزراء، وفي عام 1991، عقب اغتيال راجيف غاندي، قبل أيام فقط من الانتخابات، اعيد انتخابها مرة أخري في الجمعية التشريعية مستغلة العواطف الجارفة للشعب الهندي مع راجيف، وأصبحت أول امرأة تنتخب كرئيس وزراء التاميل نادو، الا انها سرعان ما منيت بهزيمة ساحقة بسبب العديد من اتهامات الفساد وسوء التصرف في انتخابات عام 1996، ولم تقتصر الهزيمة عليها بل خسر جميع وزراء حكومتها السابقين. ومع ذلك يبدو انها سياسية بسبعة ارواح فسرعان ما عادت إلي السلطة بأغلبية كبيرة في انتخابات عام 2001، أما في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت عام 2006 كان علي حزبها أن يتخلي عن السلطة لحكومة DMK. واجهت جايالاليثا خلال السنوات التي قضتها خارج السلطة عددا من الدعاوي الجنائية المتصلة بفترة حكمها الأولي، ومعظمها تتناول قضايا اختلاسات واحتيالات مالية، وفي عام 2001 أدانتها احدي المحاكم، بالكسب غير المشروع، وحكم عليها بالسجن خمس سنوات، وطعنت في الحكم أمام المحكمة العليا في الهند الا ان هذا الطعن لم يخول لها خوض انتخابات عام 2001 ومع ذلك وبعد أن قادت حزبها للفوز أصبحت بشكل مثير للجدل رئيسة وزراء باعتبارها عضوا غير منتخب في الجمعية. في عام 2003، برأتها المحكمة العليا لغياب الادلة القاطعة. ومهد ذلك الطريق لها لخوض الانتخابات في منتصف المدة لدائرة أنديباتي. ورغم كل ذلك فقد كان لها العديد من الإنجازات التشريعية منها: حظر القروض ذات أسعار الفائدة العالية، القضاء علي عصابة فيرابان، إدخال الفيديو كونفرنس في السجون والمحاكم، وبالتالي تنتفي الحاجة إلي إحضار المتهم شخصيا أمام المحكمة لتمديد فترة الحبس الاحتياطي أو الإفراج المشروط في كل مرة. الا انه يؤخذ عليها الغاء بطاقات الحصص التموينية، وقانون منع التحول الديني الذي يمنع تغيير المواطن لديانته.