بالطبع إنه لا يمكن لأحد أن ينكر ثبوت اتهام إدارة أوباما بمساندة ودعم ورعاية تنظيم الإرهاب الإخواني في السطو علي ثورة 25 يناير للوصول إلي حكم مصر. رغم ذلك ووفقا للعرف السياسي فإنه ما كان يجب أن يحول ذلك دون العمل علي معالجة هذه السقطة. وكما هو معروف كانت هناك تداعيات لموقف الإدارة الأمريكية من ثورة 30 يونيو التي أطاحت بهذا الحكم الإرهابي. المتخلف تمثلت هذه الصورة السلبية في الموقف العدائي الذي اتخذته هذه الإدارة من هذه الثورة الشعبية بغير وجه حق وإصرارها ولشهور طويلة علي نعتها بالانقلاب. هذا الموقف استند إلي صدمة الإحباط الناتجة عن فشل ما تم التخطيط له من جانب هذه الإدارة.. علي ضوء ادراك تأثير هذه المشاعر السلبية غير الحكيمة التي تملكتها كان حتميا ان يعمل التحرك المصري علي احتواء التبعات وما يمكن ان يترتب عليها بعقلانية وحكمه. كان لابد أن يوضع في الاعتبار ضرورة احترام الإرادة المصرية والمصالح الوطنية الاستراتيجية في نفس الوقت. هذا التحرك تطلب عدم التغافل عن بعض الجوانب فيما يتعلق في أهمية العلاقات بين البلدين خاصة ما يرتبط بها بمعونة تسليح قواتنا المسلحة والمقدرة ب 1.3 مليار دولار. كان لابد من مراعاة ان الأهم من ذلك هو أن التخلي عن هذا البرنامج التسليحي يحتاج إلي وقت ليس بالقصير لاستبداله وهو ما لا يحقق المصالح العسكرية المصرية. انطلاقا مما شهدته العلاقات المصرية الأمريكية من توترفقد كان طبيعيا أن يتم التجاوب مع الرغبة الأمريكية في محاصرة هذه الحالة بطلب عقد لقاء بين الرئيس الأمريكي أوباما والرئيس عبدالفتاح السيسي علي هامش تواجده في نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. تم الاتفاق علي ان يتم هذا الاجتماع يوم الخميس الماضي قبل مغادرة السيسي عائدا إلي أرض الوطن. جري ذلك من خلال الاتصالات التي كان من بين أطرافها وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الأمريكي جون كيري بالاضافة الي ووزير الدفاع الأمريكي. ولأهمية ما كان سيدور في هذا اللقاء فقد حدد له ساعة كاملة. وفي اعتقادي وتمشيا مع التوقعات فإن خروج المحادثات بنتائج ايجابية كان يتطلب ان يكون هناك مصارحة ومكاشفة حول كل القضايا التي كانت محل خلاف وسوء فهم وتقدير خاصة المتعلقة منها بالتفرقة بين إرهاب داعش والإرهاب الإخواني الذي تتعرض له مصر. ولا يمكن أن يكون خافيا ان الأجهزة الأمريكية حرصت ان تضع أمام أوباما قبل الاجتماع صورة كاملة عن الأوضاع المتجهة إلي الاستقرار في مصر وإصرار الشعب المصري علي الالتزام بمبادئ ثورة 30 يونيو التي أطاحت بالحكم الإرهابي الإخواني الذي كان قد وقع في شراكه التحالف الأمريكي معه. ان ما يمكن قوله حول هذا اللقاء هو انه كان فرصة لإجلاء كل الحقائق حول مستقبل العلاقات المشتركة الأمريكية المصرية. أن الأيام والأسابيع القادمة سوف تكشف ما يمكن ان يسفر عنه هذا الاجتماع. الشيء المؤكد علي كل الأحوال هو إمكانية وصف النتائج بأنها يمكن ان تمثل انفراجة حقيقية في العلاقات المصرية الأمريكية. إن ما يعد مؤشرا علي ذلك.. حقيقة تلك التصريحات الصادرة بشأن الإفراج عن صفقة طائرات الأباتشي العشرة التي عمدت إدارة أوباما إلي تعطيل تسليمها لقواتنا المسلحة ضمن الإجراءات العدائية التي عكست نقمتها علي ثورة 30 يونيو ونجاحها في الخلاص من جماعة الإرهاب الإخواني. كما يشهد علي ذلك ايضا تجنب المتحدث الأمريكي بعد الاجتماع عن الاشارة الي اي قضايا خلافية تم بحثها او مناقشتها. المهم الان انه ليس أمامنا سوي الانتظار ومتابعة مسيرة التطورات التي سوف تشهدها العلاقات المصرية الأمريكية في الفترة القادمة.