اعلنت السلطات الاسرائيلية بالامس ان بعثة من علماء الاثار برئاسة البروفسير افيف جوفر من جامعة تل ابيب تمكنت بعد التنقيب في كهف »قاسم« الذي يقع في وسط اسرائيل ويعتبر موقعا ينتمي الي حقبة ما قبل التاريخ وتم اكتشافه حديثا في عام 2000 تمكنت هذه البعثة من العثور علي اسنان بشرية تنتمي الي الانسان الاول الذي عاش في هذه المنطقة منذ اربعمائة الف عام!! وهو ذات الانسان الذي نشأ اصلا في قلب افريقيا ثم هاجر بعد ذلك من تلك القارة واعلن البروفسير افيف ان التأكد من صحة هذا الكشف التاريخي من شأنه العمل علي تغيير مفهوم نظرية نشوء الانسان وتطوره وهو ذات المفهوم الذي تمحورت عليه نظرية دارون! وبمجرد الاستماع الي هذا الخبر من خلال نشرة الاخبار لهيئة الاذاعة البريطانية ال»بي بي سي« كان رد الفعل الشرطي الذي طرأ علي ذهني هو هذه الظاهرة التي سادت المانيا في حقبة الحكم النازي وذلك عندما كان يلجأ وزير الدعاية جوزيف جوبلز الي التركيز علي اكتشافات اثرية وتاريخية - كان معظمها مفبركا - وذلك لتعميق المشاعر الوطنية وتوطيد علاقة المواطن الالماني بأرض الوطن وكيف ان هذا الوطن عريق تضرب جذوره في اعماق التاريح. واستطرادا في ظاهرة رد الفعل الشرطي التي حدثنا عنها العالم الروسي الشهير بافلوف فقد طغي علي تفكيري هذا الثراء التاريخي الفاحش الذي تمتليء به جميع ارجاء الاراضي المصرية والذي بسببه تتدفق علينا افواج السياح من جميع ارجاء المعمورة وبسببه ايضا يكن لنا العالم المتقدم ارقي مظاهر الاحترام والاعتراف الجماعي الكامل بحضارتنا القديمة العظيمة التي كانت مهد الحضارة الانسانية كلها ومصدرها الرئيسي.. ومع ورغم ذلك كله فإننا لا نوفي هذه الحقبة من تاريخنا حقها الواجب ولا نتعامل معها كما ينبغي ولا نلقنها وندرسها للابناء والتلاميذ في جميع المراحل التعليمية ولا نستغلها في بناء اركان الشخصية المصرية ولا أشياء كثيرة ومتنوعة كان ينبغي ان نستغلها لصالحنا ونقيم منها ركنا اساسيا لهويتنا القومية.