تنظر الأغلبية الساحقة لجماهير مصر إلي المؤتمر السنوي السابع للحزب الوطني الديمقراطي الذي يختتم اعماله اليوم علي انه بوابة المستقبل لمرحلة جديدة ومهمة للتنمية الشاملة ومواجهة التحديات علي جميع المحاور.. فلقد اختار المؤتمر شعارا قوياً وكبيرا يؤكد النظرة الثاقبة للمستقبل بمعايير متطورة تستجيب للاحتياجات وفق برامج محددة تحقق طموحات الجميع وجاء هذا الشعار بعنوان »علشان تطمئن علي مستقبل أولادك« ليؤكد مجددا ان المؤتمر هو من أجل المستقبل وتقييم الأداء لتصحيح المسار وفق برامج زمنية إصلاحية لخمس سنوات قادمة. فمن خلال جلسات المؤتمر ولجانه المتخصصة ال »11« كانت المناقشات عميقة لأنها تتعلق بأولويات السياسات لمرحلة ما بعد الانتخابات البرلمانية والإعداد للانتخابات الرئاسية المقبلة. ولمس المؤتمر عن قرب احتياجات الأغلبية واستطاع التوصل إلي عدد من البرامج والسياسات التي تؤكد تلاحم الحزب بجميع هيئاته وقواعده مع الشارع المصري.. ونقل المؤتمر في ختام أعماله رسالة »نعم« لكل المطالب. المهم ان خطاب الرئيس مبارك رئيس الحزب جاء واضحاً وشاملاً ليؤكد ان الحزب عليه مسئولية بلا حدود لمرحلة مهمة من مراحل العمل السياسي.. تعهدات عملاقة لتحسين مستوي المعيشة لكل المواطنين وسبق ذلك أولويات لا مفر منها بشأن الاستثمارات وزيادتها داخلياً وخارجيا.. والإسراع بمعدلات النمو وفرص التشغيل للشباب والخريجين وصولا إلي المعدل الاجتماعي بمشاركة شعبية واقعية، الأمر الذي يؤدي إلي فتح مزيد من الأبواب للشباب والعمال والفلاحين. وفي نفس التوجه اتخاذ خطوات ايجابية لحماية المال العام.. واستقراء الأسواق وضبط الأسعار.. وتحقيق نقلة كبيرة في الاستثمار الصناعي بجميع المحافظات وإعطاء الأولوية في ذلك للمحافظات المحرومة الصعيد وبجانب ذلك التركيز علي تطوير التعليم بدءاً من الحضانة إلي الجامعات بعيداً عن العشوائية مع العناية بالجودة.. وتطبيق برامج في هذا الشأن تتفق والواقع المصري وتستجيب لما هو آت. وفي هذا الصدد فإن مؤتمر الحزب وما صدر عنه من قرارات هو نقلة نوعية في الممارسة الديمقراطية داخل الحزب وخارجه لأنه يوسع دائرة المشاركة في الاختيار للضمانات التي تدعم التوجه نحو المستقبل برؤي جديدة تركز علي تغيير الواقع إلي ما يتفق وهذه القرارات في شتي المجالات.. ان إصرار المؤتمر علي تنفيذ شراكة جديدة مع الحكومة لصالح محدودي الدخل وجميع فئات المجتمع مرحلة متقدمة للوفاء بمطالب الجماهير والإسراع بقضايا الخدمات والارتقاء بها باعتبار ذلك أولوية أولي في برنامج الحزب الوطني. لقد تأكد للجميع أن نجاح الحزب الوطني الساحق في انتخابات البرلمان 0102 جاء مؤشراً علي مكانة الحزب لدي القواعد الشعبية في رسم السياسات والعمل التنظيمي والتلاحم مع المواطنين بحيث يدعم دور الحزب مستقبلا باعتباره المدافع عن مصالح وحقوق المواطن المصري البسيط. إن تكليفات مبارك للحزب والحكومة اختيار حقيقي وسوف تكشف الأيام القادمة عن سيمفونية مصرية وطنية لصالحنا جميعا من أجل مستقبل أفضل.