انتخابات الشيوخ 2025.. التنسيقية: لجان الاقتراع في نيوزيلاندا تغلق أبوابها    تجهيز 476 لجنة انتخابية ل«الشيوخ».. 12 مرشحا يتنافسون على 5 مقاعد فردي بالمنيا    «الاتصالات» تطلق مسابقة «Digitopia» لدعم الإبداع واكتشاف الموهوبين    روسيا: تحرير بلدة "ألكساندرو كالينوفو" في دونيتسك والقضاء على 205 مسلحين أوكرانيين    نقابة الموسيقيين تعلن دعمها الكامل للقيادة السياسية وتدين حملات التشويه ضد مصر    الكوري سون يعلن نهاية مسيرته مع توتنهام الإنجليزي    تفاصيل القبض على سوزي الأردنية وحبس أم سجدة.. فيديو    إصابة 5 أشخاص فى حادث انقلاب ميكروباص بطريق "بلبيس - السلام" بالشرقية    «تيشيرتات في الجو».. عمرو دياب يفاجئ جمهور حفله: اختراع جديد لأحمد عصام (فيديو)    لا تتسرع في الرد والتوقيع.. حظ برج الجوزاء في أغسطس 2025    الصحة: حملة 100 يوم صحة قدمت 26 مليونا و742 ألف خدمة طبية مجانية خلال 17 يوما    استجابة ل1190 استغاثة... رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال شهر يوليو 2025    مبابي: حكيمي يحترم النساء حتى وهو في حالة سُكر    هايد بارك ترعى بطولة العالم للاسكواش للناشئين 2025 تحت 19 عامًا    "قول للزمان أرجع يا زمان".. الصفاقسي يمهد لصفقة علي معلول ب "13 ثانية"    الاستعلامات: 86 مؤسسة إعلامية عالمية تشارك في تغطية انتخابات الشيوخ 2025    المصريون في الرياض يشاركون في انتخابات مجلس الشيوخ 2025    طعنة غادرة أنهت حياته.. مقتل نجار دفاعًا عن ابنتيه في كفر الشيخ    أمطار على 5 مناطق بينها القاهرة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    رئيس عربية النواب: أهل غزة يحملون في قلوبهم كل الحب والتقدير لمصر والرئيس السيسي    النقل: استمرار تلقي طلبات تأهيل سائقي الأتوبيسات والنقل الثقيل    60 مليون جنيه.. إجمالي إيرادات فيلم أحمد وأحمد في دور العرض المصرية    رئيس جامعة بنها يعتمد حركة تكليفات جديدة لمديري المراكز والوحدات    وديًا.. العين الإماراتي يفوز على إلتشي الإسباني    استقبال شعبي ورسمي لبعثة التجديف المشاركة في دورة الألعاب الأفريقية للمدارس    المصريون بالسعودية يواصلون التصويت في انتخابات «الشيوخ»    انطلاق قمة «ستارت» لختام أنشطة وحدات التضامن الاجتماعي بالجامعات    مراسل إكسترا نيوز: الوطنية للانتخابات تتواصل مع سفراء مصر بالخارج لضمان سلاسة التصويت    الثقافة تطلق الدورة الخامسة من مهرجان "صيف بلدنا" برأس البر.. صور    «بيت الزكاة والصدقات»: غدًا صرف إعانة شهر أغسطس للمستحقين    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ عالم أزهري يجيب    تعاون بين «الجمارك وتجارية القاهرة».. لتيسير الإجراءات الجمركية    «يونيسف»: مؤشر سوء التغذية في غزة تجاوز عتبة المجاعة    «الصحة» تطلق منصة إلكترونية تفاعلية وتبدأ المرحلة الثانية من التحول الرقمي    مفاجأة.. أكبر جنين بالعالم عمره البيولوجي يتجاوز 30 عامًا    استمرار انطلاق أسواق اليوم الواحد من كل أسبوع بشارع قناة السويس بمدينة المنصورة    شكل العام الدراسي الجديد 2026.. مواعيد بداية الدراسة والامتحانات| مستندات    تنظيم قواعد إنهاء عقود الوكالة التجارية بقرار وزاري مخالف للدستور    انخفاض الطن.. سعر الحديد اليوم السبت 2 أغسطس 2025 (أرض المصنع والسوق)    تنسيق المرحلة الثانية للثانوية العامة 2025.. 5 نصائح تساعدك على اختيار الكلية المناسبة    ترامب: ميدفيديف يتحدث عن نووي خطير.. والغواصات الأمريكية تقترب من روسيا    22 شهيدا في غزة.. بينهم 12 أثناء انتظار المساعدات    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على طرق القاهرة والجيزة    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب قبالة سواحل مدينة كوشيرو اليابانية    أيمن يونس: شيكابالا سيتجه للإعلام.. وعبد الشافي سيكون بعيدا عن مجال كرة القدم    ترامب يخطو الخطوة الأولى في «سلم التصعيد النووي»    90 دقيقة تأخيرات «بنها وبورسعيد».. السبت 2 أغسطس 2025    حروق طالت الجميع، الحالة الصحية لمصابي انفجار أسطوانة بوتاجاز داخل مطعم بسوهاج (صور)    رسميًا.. وزارة التعليم العالي تعلن عن القائمة الكاملة ل الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة والمعاهد المعتمدة في مصر    سعر الذهب اليوم السبت 2 أغسطس 2025 يقفز لأعلى مستوياته في أسبوع    الصفاقسي التونسي يكشف تفاصيل التعاقد مع علي معلول    عمرو دياب يشعل العلمين في ليلة غنائية لا تُنسى    استشارية أسرية: الزواج التقليدي لا يواكب انفتاح العصر    مقتل 4 أشخاص في إطلاق نار داخل حانة بولاية مونتانا الأمريكية    مشاجرة بين عمال محال تجارية بشرق سوهاج.. والمحافظ يتخذ إجراءات رادعة    أمين الفتوى: البيت مقدم على العمل والمرأة مسؤولة عن أولادها شرعًا (فيديو)    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ د. يسري جبر يوضح    وزير الأوقاف يؤدي صلاة الجمعة من مسجد الإمام الحسين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«قناة السويس الجديدة» أعادت لها الذكريات مع الأب الزعيم
د. هدي عبدالناصر :محور القناة المشروع القدوة والرئيس السيسي.. مشروع الثورة
نشر في الأخبار يوم 09 - 08 - 2014

فور الانتهاء من الاحتفال بالاعلان عن مشروع تنمية محور قناة السويس الذي شاهدته د. هدي عبد الناصر عبر الفضائيات وهي خارج مصر صباح الثلاثاء الماضي، وضرب الرئيس عبد الفتاح السيسي أول فأس لشق قناة السويس الجديدة، تهللت فرحاً، فقد بدأت الذكريات تأخذها لما حدث في 26 يوليو عام 1956، كانت صغيرة ولكنها كانت واعية بالأحداث، حين قام والدها الزعيم الخالد جمال عبد الناصر بتأميم القناة، وذلك بسبب رفض البنك الدولي تمويل السد العالي، وكان تأميم قناة السويس سبباً للعدوان الثلاثي الذي قامت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل علي مصر، وقالت في محادثة تليفونية دارت ببننا لقد «آن الآوان لصدور الجزء الثالث من الأوراق الخاصة لوالدي لاحتوائه علي تفاصيل وصور ووثائق نادرة إبان مرحلة التأميم وأهم الأحداث التي وقعت في الفترة مابين يناير 1956، وديسمبر 1957».
وأضافت «لقد انتهيت فعلاً من إعداد هذا الجزء وتمت طباعته ولكني لا أعرف سبب التأخير في صدوره وطرحه للشعب المصري، سأرسل لكم نسخة إلكترونية منه لتستطيعوا استخدام الوثائق الأصلية في النشر. انتهت المحادثة التليفونية واتفقنا علي إجراء الحوار في اليوم التالي..
القوي المضادة للثورة أهم ما يواجهه الرئيس والشعب الآن
المعركة بين مصر والغرب تعدت
الحدود المتعارف عليها.. وستنتصر مصر
في البداية سألت د. هدي عبد الناصر.. ما الذي يجعلنا نستعيد الماضي في المرحلة الثورية التي نعيشها..؟ ما الذي أعادنا إلي انتصار حققناه عن جدارة بالدم..؟
إنه التحدي من جانب شعب لا يعرف المستحيل عندما يحظي بقيادة وطنية مخلصة. ففي عام 1956 كانت معركة مع الاستعمار، والتحدي كان من أجل انتزاع القناة من غاصبيها واستخدام عائداتها لتمويل مشروع السد العالي الذي نقل مصر خطوة كبيرة إلي المستقبل. وفي عام 2014 هو نفس التحدي من أجل مواكبة مقتضيات العصر والخروج من غياهب التخلف، بتطوير قناة السويس والمنطقة المحيطة بها، بما يضعها في مكانها الصحيح في العالم اليوم وفي المستقبل.
هل سيثير هذا التحدي حفيظة الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية..؟
مصر في كلا المبادرتين علي قدر التحدي، وكل ما في الأمر المطلوب أن يساند الشعب قائده ويكون رهن إشارته. المرحلة الحالية التي تعيشها مصر ستشهد المزيد من التحديات مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب والمتعاونين معهم في المنطقة، وهؤلاء لايتمنون الخير لمصر وللإرادة المصرية.
يتخوفوا في الغرب من وجود المشير السيسي رئيساً لمصر فهم لايريدون ناصر جديد علي حد قولهم.. هل يعيد التاريخ نفسه..؟
الوقت مختلف.. والمرحلة مختلفة.. والمشير عبد الفتاح السيسي، قد يقدم شيئا أفضل من عبد الناصر يتناسب مع الوضع الجديد.
الدعم
لقد عايش الزعيم جمال عبد الناصر القوي المضادة للثورة.. وهو مايواجهه المشير السيسي والشعب المصري الآن..
القوي المضادة للثورة في الخارج معروفون بعد أن أفشلت ثورة 30 يونيو مخططات أعداء مصر. أما في الداخل فعلينا مواجهتهم، فهناك من يحاولون تحويل قوي الثورة في الاتجاهات المضادة لها، كما يوجد انتهازيون من الأنظمة السابقة لهم أطماع..
المشروعات التنموية لمصر في المرحلة الحالية مهمة، ولكن لا يجب التركيز عليها فقط دون الاهتمام بالعمل السياسي وتعبئة كل القوي إلي جانب الثورة لتحقيق أهدافها، لقد قلت في إحدي مقالاتي أن جمال عبد الناصر قد اعترف في جلسة مجلس الوزراء في 19 أكتوبر 1961 بخطأ أساسي، وهو التركيز علي الخطة ومشروعات التنمية فقط، دون الاهتمام بالعمل السياسي التنظيمي من أجل تعبئة كل القوي إلي جانب الثورة. وعلينا أن ندعم جميعاً المشير عبد الفتاح السيسي لأنه مشروع الثورة، لابد أن نستفيد من دروس الماضي.؟
الصراع
اعود للحديث عن تأميم قناة السويس، لقد أفردت له مساحة كبيرة في الجزء الثالث من الأوراق الخاصة لعبد الناصر..
منذ أربع سنوات وأنا أعَد لهذا الجزء الملئ بالأحداث المهمة في تاريخ مصر، معركة تأميم قناة السويس كانت معركة صراع سياسي لاستعادة القناة من مغتصبيها وقد ارتبطت بمعركة بناء السد العالي، وهذا ما أكدت عليه في مقدمة الجزء الثالث من الأوراق الخاصة الذي انتهيت منه مؤخراً، وهو علي وشك الصدور، فمع ظهور بوادر الاستقرار بعد ثورة يوليو وتركيز النظام علي التنمية الاقتصادية وتحقيق العدالة الاجتماعية، بدأت مقدمات الصراع في الداخل والخارج، تزايد نشاط الشيوعيين والإخوان المسلمين والحزبيين القدامي ضد الثورة، أما خارجيا، فقد اشتد قلق الغرب من عدة مظاهر، أولها تغلغل النفوذ السوفيتي في الشرق الأوسط بعد صفقة الأسلحة التشيكية، ثم إصرار مصر علي رفض مشروع ايزنهاور، وحث البلاد العربية علي مقاطعته. واستمرت اسرائيل من جهة أخري في اعتداءاتها علي غزة ومنطقة الحدود المصرية الشرقية، مما دعا مصر الي اتخاذ إجراءات عسكرية دفاعية، وبحث الدفاع الجوي السلبي عن مصر كلها، والقيام بعمليات فدائية علي نطاق واسع. وفي الوقت نفسه كانت الحكومة المصرية ماضية في التحضير لمشروع السد العالي، وتم اتفاق مبدئي في 16 ديسمبر 1955، أعلنته وزارة الخارجية الأمريكية، يقضي بأن يتولي كل من البنك الدولي والولايات المتحدة وبريطانيا تمويل مشروع السد العالي بتكلفة 1.3 مليار دولار، وبالكتاب تقرير البنك الدولي عن المشروع وعن الاقتصاد المصري في 28 فبراير 1956. إلا أن مصر فوجئت في 20 يوليو 1956 ببيان صادر من وزارة الخارجية الأمريكية بسحب تمويل السد العالي، عددت فيه أسباب ذلك القرار، وكان أولها جسامة المشروع، وطول فترة بنائه بما يتراوح بين اثني عشر وستة عشر عاما. هذا بالإضافة الي زعمها أنه يؤثر في حقوق بلاد أخري في مياه النيل. وأخيرا اختتم البيان بفقرة مهينة تدعي أن مصر غير قادرة علي تركيز مواردها الاقتصادية في هذا البرنامج الإنشائي الضخم. وفي رد للحكومة المصرية فندت جميع المزاعم الأمريكية بخصوص المشروع ، وأرفقت بالرد شهادة البنك الدولي في تقريره عن السد العالي في 28 فبراير السابق الإشارة اليه. وفورا انضمت بريطانيا الي الولايات المتحدة في سحب تمويل المشروع ، وفي 26 يوليو 1956، أي بعد ستة أيام من سحب الغرب تمويل مشروع السد العالي، فاجأ جمال عبد الناصر العالم في خطاب جماهيري بالاسكندرية بتأميم قناة السويس شركة مساهمة مصرية ووقع الخبر في الدول الغربية كالصاعقة.
ولهذا حدث العدوان الثلاثي علي مصر..؟
سرعان ما صدر التصريح الثلاثي عن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، مدعيا أنه كان لشركة قناة السويس دائماً طابعاً دولياً، وأنه بتوقيع الدول الكبري لاتفاقية القسطنطينية في 1888 تأكيد علي ذلك، وعلي حرية الملاحة في القناة. وقد أغفل التصريح الثلاثي بذلك ما نصت عليه الاتفاقية من « أن القناة جزء لا يتجزأ من مصر»، وأن شركة قناة السويس شركة مساهمة مصرية، تدار وفقا للقانون المصري، وأن الحكومة المصرية ستتسلم إدارة القناة عندما ينتهي أجل امتيازها في 1968. وقد تجاهل التصريح الثلاثي كذلك أن شركة قناة السويس لم تكن مسئولة في أي وقت من الأوقات عن حرية الملاحة في القناة التي تنظمها اتفاقية 1888 وحدها، وقد رفضت مصر اقتراح الدول الثلاثة بانشاء إدارة تحت الاشراف الدولي لتأمين العمل في القناة بصفة دائمة، واعتبرته « استعمارا مشتركا» يهدف الي التدخل في الشئون الداخلية لمصر.وقد صحب التقرير الثلاثي إجراء يهدف الي إرهاب مصر، وهو تجميد الدول الثلاثة للأموال المصرية في بنوكها، كما أعلنت كل من بريطانيا وفرنسا تعبئة الاحتياطي العسكري، وقامتا فعلا بتحريك قواتهما وأساطيلهما. وتوالت المؤامرات لإيقاف الملاحة في القناة، وصدرت تهديدات سياسية، فتمت الدعوة الي مؤتمر لندن الذي مثل 17 دولة من منتفعي القناة، وظهرت الأصوات بفرض العقوبات الاقتصادية علي مصر.
وفي واقع الأمر والكلام مازال لهدي عبد الناصر فإن تلك المعركة بين مصر والغرب تعدت كل الحدود المتعارف عليها سياسيا وقانونيا واعلاميا واقتصاديا، وزادها اشتعالا إعلان الأمة العربية عن وحدتها، عندما أضربت الشعوب في جميع البلاد العربية تأييدا لمصر في 16 أغسطس 1956. وبالكتاب وثيقة مطولة لبيان ماكتبه جمال عبد الناصر بخط يده في هذا الشأن، كما استنكر فيه هجوم انتوني ايدن رئيس وزراء بريطانيا في ذلك الوقت عليه شخصيا وعلي مصر.
المؤامرات
قلت في مقدمة الجزء الثالث للأوراق الخاصة لعبد الناصر أن المؤامرات تصاعدت ضد مصر حتي وصلت إلي الإعتداء أو العدوان الثلاثي علي مصر من انجلترا وفرنسا وإسرائيل.. كيف واجهها عبد الناصر..؟
تصاعدت المؤامرات ضد مصر، عندما قامت شركة قناة السويس بتحريض المرشدين لترك العمل، لإرباك الملاحة في القناة. إلا أن مصر أدارت مفاوضات سياسية وقانونية علي كافة المستويات الاقليمية والعالمية. فعلي المستوي العربي، أرسل جمال عبد الناصر رسالة الي الملك سعود ومسودتها بخطه موجودة بالكتاب حول موقف مصر بشأن القناة، والعمل من أجل إرسال قوة عراقية الي الأردن في حالة عدوان اسرائيلي عليه. كما أرسل جمال عبد الناصر بهذا الشأن تلغرافا للملك حسين، ورسالة لشكري القوتلي، وأخري لكميل شمعون. وفي الوقت نفسه بدأت في مصر استعدادات عسكرية وأمنية تحسبا للغزو العسكري البريطاني المنتظر، فأرسلت مصر في طلبات الأسلحة بأسرع ما يمكن في أغسطس 1956، كما أعادت تنظيم قواتها، وأغلقت مداخل القاهرة، ونسفت جميع المخازن في الإسماعيلية.
ثم بدأت تتكشف لمصر أسرار مفاوضات سرية بين فرنسا واسرائيل تم الاتفاق فيها علي تمويلها بالأسلحة، بل وصل التعاون بين البلدين الي القيادات العسكرية والي إقامة قواعد للطائرات الفرنسية في اسرائيل في حالة الحاجة. وحتي وقع الهجوم الثلاثي علي مصر.
الوثائق
اشتمل الجزء الثالث من الأوراق الخاصة علي العشرات من الوثائق بخط يد الزعيم عبد الناصر عن خطة الهجوم والعمليات العسكرية والحملة الإعلامية ضد مصر.. ما أهم هذه الوثائق..؟
بالكتاب عدة وثائق متعلقة بالترتيبات العسكرية ضد الإنزال الجوي للعدو في عمق مصر، وتقدير موقف منطقة بورسعيد والقوات الموجودة بها، وتوزيع السلاح علي الفلاحين والعمال. وقد بذلت الولايات المتحدة كل جهد داخل الأمم المتحدة لإيقاف النار، وانسحاب القوات المشتركة في العدوان. وبالكتاب أيضاً مسودة خطاب الرئيس الي الشعب من الجامع الأزهر، بعد قبول وقف إطلاق النار في 9 نوفمبر الذي قال فيه «فرض علينا القتال ولكن لن يفرض علينا الاستسلام ». وانطلق الرئيس يصف في خطابه المقاومة المستميتة للشعب في بورسعيد، وكيف أن خطة المعتدين انهارت أمام مقاومة الشعب المصري، وأكد علي أن القومية العربية كانت فكرة فأصبحت عملا.
التحرك
في هذا الجزء من الأوراق الخاصة قمت بالتركيز علي التحرك السياسي بعد العدوان ومعركة الانسحاب..؟
من واقع الأوراق الخاصة بالزعيم الخالد، نجحت مصر بقيادة جمال عبد الناصر في حرب دارت منذ تأميم قناة السويس، حرب سياسية واعلامية في داخل مصر والعالم العربي وفي المجتمع الدولي ضد الاستعمار والصهيونية. وبالكتاب مسودات لتصريحات وبيانات كتبها جمال عبد الناصر بخطه، ولكنها لم تكن بالضرورة تنسب اليه. ولقد كان موقف الولايات المتحدة المعارض للعدوان الثلاثي علي مصر حافزاً للتقارب بين البلدين. وفي الوقت نفسه فإن آثار المساندة الشعبية العربية بدأت تظهر، فعقد في القاهرة اجتماع للأقطاب الأربعة، مصر والسعودية والأردن وسوريا، بعد زيارة للملك سعود للولايات المتحدة وأسفر هذا الاجتماع عن توثيق التضامن بين الدول الأربع، والاتفاق علي سياسة موحدة تكفل احترام سيادتها ومصالحها، والعمل علي انسحاب إسرائيل فورا الي ما وراء خطوط الهدنة، وتخليص قطاع غزة من الاحتلال الصهيوني، والتمسك بحقوق عرب فلسطين كاملة. لقد حققت مصر نصراً سياسياً واعلامياً نتيجة للعدوان الثلاثي، بل لقد حققت نصراً عسكرياً في معارك متفرقة بسيناء قبل صدور الأوامر للوحدات العسكرية هناك بالانسحاب لملاقاة الغزو البريطاني الفرنسي. ومرفق مع الكتاب وثيقة من 317 صفحة من وزارة الخارجية المصرية عن معركة الأمم المتحدة منذ تأميم قناة السويس في 26 يوليو 1956، مرورا بالعدوان الثلاثي في 29 ، 30 أكتوبر 1956 وحتي ديسمبر 1957.
أعود معك إلي عام 2014، والإعلان عن مشروع قناة السويس الجديد، أليس الأمر مختلفاً.. لقد تم الترحيب به عالمياً، كما قرأنا في الصحافة العالمية أنه مشروع فرعوني عظيم وفرصة للاقتصاد المصري؟
حين نتحدث عن التاريخ يجب تقييم الأحداث بمقاييس العصر، الصراع مختلف، فبعد تأميم القناة عام 1956 كان الرهان الأكبر في الغرب أن مصر لن تستطيع إدارة القناة، خاصة بعد أن قامت الدول الكبري وخاصة فرنسا بسحب المرشدين من القناة، ونجحت مصر في إدارة هذا المرفق الكبير، ومشروع المشير السيسي علي مستوي آخر، هناك خطة دولية لتفتيت وتقسيم وإضعاف مصر، وحين تفشل هذه الخطة فأنا أتصور ان خطط المشير السيسي علي مستوي كبير، ومشروع تنمية محور قناة السويس هو المشروع القدوة، هو الروح الذي يجب أن تستمر، والغرب وإن كان هلًل للمشروع فهو ينتظر كيفية تمويله، فالحكومة المصرية ليس لديها التمويل الكافي، ومصر لاتريد اللجوء للقروض، وهذا هو التحدي لإتمام المشروع.. وعلي الشعب المصري أن يساهم ولكن الفقراء والطبقة المتوسطة لن يستطيعوا المشاركة والطبقة الغنية من رجال الأعمال تحجم عن المشاركة، إضافة إلي أن هناك من بدأ يشكك في موضوع الشركات التتي ستساهم في هذا المشروع وهذه هي الحرب الجديدة، ولكني متفائلة أن مصر ستجتاز كل ذلك وسينجح المشروع بتمويل مصري. ولا ننسي أن القدرة المصرية التي صنعت الثورتين 25 يناير و 30 يونيو تستطيع أن تصنع المستحيل، فقناة السويس حين تم تأميمها عام 1956 كان الدخل السنوي لها 40 مليون جنيه، والآن أصبحت تعطي دخلاً يقدر بأكثر من خمسة مليارات.
الثورة
د. هدي عبد الناصر.. كلمة أخيرة .. لمن توجه..؟
للشعب المصري أقول أنه يحظي بقيادة وطنية مخلصة، فالمشير عبد الفتاح السيسي هو مشروع الثورة ومشروع لتحقيق العدالة الاجتماعية، ولديه الكثير من الخطط التي ستغير موازين القوي في العالم فقط عليه بالإصطفاف الوطني حول رئيسه، ودائماً ما أقول أننا بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو في حاجة إلي عمل ثوري علي المستوي السياسي، يحافظ علي اندفاع الثورة، ويبصر المواطنين بمصالحهم، وبأن العمل جار من أجل تحقيقها.
أشعر بالفخر كلما استمعت إلي خطبه أو قلبت في أوراقه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.