يخطئ خطأ عظيما من يتصور أو يعتقد ولو للحظة واحدة ان ما يجري في غزة هو حرب بين جيشين، او حرب بين طرفين، بالمفهوم المتعارف عليه للحروب والنزاعات منذ نشأة المجتمعات الإنسانية والشعوب والدول حتي يومنا هذا. فما تتعرض له غزة هو في واقعه وجوهره عدوان غاشم ومبيت، من جيش العدوان الاسرائيلي علي الشعب الفلسطيني الاعزل في قطاع غزة، مستخدما ترسانته الضخمة للسلاح في قتل الاطفال والنساء والشيوخ ونشر الدمار في ربوع القطاع وهدمه علي رؤوس مواطنيه. هذه هي الحقيقة الواقعة والجارية في غزة الآن، وهي الحقيقة العارية المجردة التي تحدث هناك، دون مبالغة وبلا تحريف او تخريف، وهي حقيقة مؤكدة لا يقلل منها أو ينفيها، بعض الوقائع التي قامت أو تقوم بها حماس او غيرها من الفصائل الفلسطينية مثل الجهاد أو غيرها، حتي وان صحت هذه الوقائع. أقول ذلك بوضوح ودون لبس او إبهام في مواجهة من يحاولون بالباطل الترويج لمقولة خاطئة تدعي ان ما يجري هو حرب بين طرفين، في حين ان هناك جيشا واحدا يصب عدوانه علي شعب اعزل، وهو ما أدي إلي استشهاد ما يقارب الالفين وإصابة ما يقارب عشرة الآف مصاب،....، وهي جرائم حرب غير مسبوقة ولا مبررة، وتتحمل اسرائيل مسئوليتها بالكامل عن هذه الجرائم. وفي هذا نقول ايضا وبوضوح، اننا علي يقين بأن إسرائيل هي التي خططت وأعدت لهذا العدوان علي غزة، لخلق واقع جديد تحاول فيه إفساد المصالحة الفلسطينية، وتكريس الاحتلال والتملص من الضغوط الدولية الساعية لحل الصراع علي اساس حل الدولتين، بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس العربية. وتضيف إلي ذلك وبنفس الوضوح، ان اسرائيل قد استغلت في تبريرها للعدوان ما اقدمت عليه حماس وبعض فصائل المقاومة الأخري، من أفعال وممارسات ضد الاحتلال، كما تظهر للعالم انها في موضع الدفاع عن النفس ضد صواريخ المقاومة، وانها تخوض حربا مشروعة ضد الإرهاب،...، وبالطبع وجدت اسرائيل في الولاياتالمتحدة والغرب من يتبني وجهة نظرها ويروجها بل ويدافع عنها امام المجتمع الدولي،....، ثم استغلت اسرائيل ايضا ما انزلقت اليه حماس من خطأ التسرع في رفض المبادرة المصرية، كي تظهر اسرائيل امام العالم وكأنها هي الساعية لوقف القتال بينما الفلسطينيون يرفضون. تلك هي حقيقة الصورة في اعتقادي.