بعد أن ينفض غبار الحرب البربرية التي تشنها إسرائيل علي غزة طيلة شهر تقريبا،ستثار الأسئلة عن من الفائز ومن الخاسر في هذه الحرب..ورغم فداحة الخسائر التي ألحقتها إسرائيل في قطاع غزة حسب آخر إحصائية سقوط 1867 شهيدا فلسطينيا وإصابة أكثر من 9470 آخرين وتكبد إسرائيل 64 عسكريا و3 مدنيين قتلي وإصابة نحو1008من بينهم 651 جندياً و357 مدنياً..إلا أنه يمكن التأكيد وبوضوح وحتي بشهادة إسرائيليين أن المقاومة الفلسطينية المتمثلة في حركة حماس خرجت فائزة من هذه الحرب الهمجية.. وقالت كتلة حماس في المجلس التشريعي الفلسطيني «لقد فشلت إسرائيل في تحقيق أي من أهدافها وستكون هناك هزيمة منكرة لجيش الاحتلال وقادته فغزة تقاوم وتصمد وستحقق الفوز». فالحرب أبرزت تماسك المقاومة الفلسطينية وفشل اسرائيل في جعل مواطني غزة يثورون علي رجال المقاومة رغم العدوان البربري ووطأة التدمير الممنهج للمنازل والاحياء وقتل المدنيين.وكما يقولون «وشهد شاهد من أهلها» اعترف الوزير الإسرائيلي الأسبق «أفيجدور كهلاني» أنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي تورط حتي النخاع في غزة ودخل في نفق مظلم لا تلوح فيه أي نقطة ضوء مشيرا إلي أنَّ هناك خطرًا وجوديًا فرضته المقاومة علي إسرائيل وأن تحقيق الأهداف في غزة سيكلف إسرائيل خسائر فادحة.كما تتحدث دوائر رسمية في اسرائيل عن أن القيادتين السياسية والعسكرية لم تعودا قادرتين علي اخفاء حقائق ما يجري عن الساحة الاسرائيلية فالجيش الاسرائيلي مهزوم وسياسة نتنياهوألحقت أضرارا وخسائر كبيرة في صفوف الجيش وسمعة اسرائيل في الساحة الدولية كذلك فان قوات الجيش تلقت ضربة مؤلمة من المقاومة الفلسطينية فالمستشفيات مليئة بالجرحي والمصابين بالامراض النفسية علاوة علي القتلي التي لم تعد قيادة اسرائيل قادرة علي اخفاء عددهم.ومن أبرز مكاسب هذه الحرب إنه رغم وجود صمت عربي ودولي يرقي الي درجة الخيانة إلا أن موقف دول أمريكا اللاتينية المحترمة التي اتخذت مواقف فعالة ضد إسرائيل تجعلنا نرفع لهم القبعة إجلالا واحتراما ونقول لهم «أخجلتم عروبتنا»..