استكمالاً لموضوع المتحف الذي يعد من أهم بل الأهم حدثاً خلال العام 0102 علي المستوي العربي، وإضافة متحفية للعالم، ظل الإبداع الفني التشكيلي أكثر من قرن من الزمان منعزلاً متقوقعاً كله في مكانه وزمانه.. ظل حبيس المراسم وقاعات العرض بكل بلد علي حدة، وافتقدت الحركة الفنية العربية إلي تأريخ حقيقي وتوثيق علمي، وإن وجد سيكون محدود المنهجية وغير مدعم بالوثائق، والإشكالية الكبري نكتشف أن جميع الدول العربية باستثناء مصر وقطر الآن والأردن خالية من المتاحف الفنية وهذه مصيبة كبري!؟ نعود إلي المعارض الفنية التي أقيمت موازية لافتتاح أول متحف عربي للفنون التشكيلية بالدوحة، كما أشرت في المقال السابق فالمعارض علي النحو التالي وعددها ستة معارض، الخمسة الأولي للفنانين ابراهيم الصلحي من السودان وحسن الشريف الإمارات العربية وضياء عزاوي العراق وفريد بلكاهية المغرب وأحمد نوار من مصر، والمعرض الثاني لثلاثة وعشرين فناناً شاباً من الدول العربية، نخص مقال اليوم عن الفنانين الخمسة والمعرض الخاص لكل منهم والذي تم إعداده، الدكتورة ندي الشبوط التي اختارت الأعمال الفنية، وقابلت الفنانين الخمسة عدة مرات بمراسمهم وقد أطلقت علي المعارض الخمسة عنوان »مداخلات - حوار بين الحداثة والمعاصرة« وفي مقدمة الكتالوج وأيضاً في موقع العرض هذا النص »يقام هذا المعرض للاحتفاء بخمسة فنانين محوريين وتحدياتهم للمفاهيم السائدة في مرحلتي الحداثة والمعاصرة، وهم ضياء العزاوي وفريد بلكاهية وأحمد نوار وابراهيم الصلحي وحسن شريف، باعتبار كل منهم معترفا به اليوم علي الصعيد الوطني والاقليمي والدولي، يلقي المعرض الضوء علي مساهماتهم الفردية في تشكيل وانتشار الفن الحديث وإغناء تاريخ الجماليات في بلدانهم، وأيضاً علي خطابهم المشترك في صياغة فهم مختلف لما نسميه اليوم الحداثة العربية، من خلال مجموعة منتقاة من أعمالهم التي تضمها مقتنيات »متحف« الدائمة، يلقي المعرض الضوء علي عدد من المواضيع التي تتقاطع في أعمالهم وتطفي عليها: مواضيع بلغت ذروتها في الأعمال الجديدة التي كلف متحف كل من الفنانين الخمسة بإنجازها، تظهر الأعمال الجديدة قوة التزام هؤلاء الفنانين وثبات خطابهم ودورهم الثقافي مع أنها تعبِّر عن تغيرات ومعان جديدة« ويقول الدكتور الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثان صاحب هذا المشروع الكبير الذي حوّل حلم الفنانين العرب إلي حقيقة.. البداية.. الفن الحديث ظاهرة زمنية أساسية في تاريخنا القريب، ومع تطور الأمم بات ينظر إليه كمقياس لرقي الأمم وتحضرها، لا سيما أنه يتصل بذائقة واهتمام المجتمع، وينعكس بدوره علي جوانب الحياة المعاصرة، متأثراً بها ومؤثراً فيها، ولقناعتنا بأن الوطن العربي هو مهد لأهم حضارات العالم، وأن الفن هو أهم ما يميز آثار تلك الحضارات التي لاتزال تلقي بظلالها في نسيج الحياة الثقافية، فليس من المعقول ألا يكون له دور في مشروع الحداثة، لذا يأتي متحف »المتحف العربي للفن الحديث« الذي يهدف إلي جمع الأعمال للفنانين العرب، باختلاف مشاربهم ومدارسهم، لتكون تحت سقف واحد، تقديراً لدورهم في سياق هذه الحركة وحفاظاً علي إنتاجهم واحتراماً لتاريخهم، وأن تأخد دولة قطر بزمام المبادرة لأن يكون هذا المتحف مكاناً لتلاقي إبداعات الفنانين العرب، وأن يكون في الوقت نفسه البيت الحقيقي لكل الفنانين العرب..«.