د. أحمد درة وأشباح الخوف والرعب تتراقص الآن في بيوت المصريين من وزارة التربية والتعليم، وعمن يدافع الوزير وهو لم يقدم لنا أية أمارة من جهد ليعيد للمدرسة حياتها، ألم ير أن مدارس مصر كلها في عامه هذا قد خوت علي عروشها ولم يك فيها تعليم علي الاطلاق، واني لأسوق إليه الآلام المبرحة التي تعيشها الأسرة المصرية من صغيرها إلي كبيرها بعد أن أتت «سناتر» الدروس الخصوصية علي الأخضر واليابس وهم مجبرون، مضطرون، لقد شاهدنا جميعا المهازل المبتكرة للأباطرة الذين تحولوا إلي أراجوزات بالطبل والمزمار والتنورة، ووعد الوزير للمذيع أن يدرس هذه الطريقة في التعليم لعل الحكومة تستفيد منها، أليس في ذلك هزلا يستدعي أن نبكي التعليم ونلطم عليه الخدود؟! ومن بعد هذه الويلات واختصار العام الدراسي واضطراب المناهج واختفاد نماذج التقويم الحقيقية التي تهيئ كل التلاميذ إلي يوم الامتحان تهيئة تتماشي مع أبسط المعايير العالمية، فيترك الحبل علي الغارب لأنامل يعبثون داخل الوزارة، كل مقصدهم إرباك المجتمع وإثارة القلاقل، لكي ينكشف المستور وتبدو القيادات وكأنها في واد آخر غير الذي تعيشه مصر من تحديات وواقع قاس، وكأن حياة الوطن لا تستحق أن يقوم الوزير بأكثر مما يجب لإنقاذ التعليم وحماية التلميذ من الفجرة الذين حولوا العلم والتعليم إلي تجارة، لا أحد يستفيد منها ولا الوطن، فأين إذن الشعارات التي رفعت منذ حكومة الببلاوي من نفس الوزير، لقد أصبحت العملية التعليمية شفرة جزار علي رقاب التلاميذة وأولياء الأمور، وفي النهاية تخسر مصر. واذا كان الغش والتدليس وتسريب الامتحانات هو النهاية المفجعة لسياسة وزارة التربية، فإن هذا النهج قد بدأ مبكرا مع مسئول يخرج لينفي ويهزأ بعقولنا ويحاول ستر المكشوف لكل إنسان لديه شيء من نظر. العرض والبلد الآمن من مصائب الدهر أن يبتلي امرؤ في عرضه، ولكن شيئا بحق ضاع منا في متاهة الطريق، ما الذي أوصلنا إلي هذا المستوي المنحط، وصارت حماية امرأة في وطنها وشوارعه عملية بطولة خارقة تحدث بعد جهد جهيد، ان الذين ينطلقون في دروب مصر يهتكون الأعراض ويعتدون علي الآمنين ويسومون الناس سوء العذاب أولئك أشد خطرا علي سلام المجتمع واستقراره، وأي تهاون معهم يعرض مشروعنا الجديد للانهيار، لاننا جميعا هرعنا إلي طريق سيادة القانون والعدل واستعادة هيبة الدولة والحفاظ علي الأرواح والتفرغ للعمل والإنتاج وهل سننتظر حتي تستعيد الشرطة عافيتها، لعلني أسمع الذين يصمون آذانهم عن الحق. أصوات مختنقة إليك يا ولدي.. وهذا المدي المنداح في عينيك من دمعي.. جراح أبيك من زمن الخواء.. لا شيء يوقف نزفه الأبدي.. وصوت أخيك من جوف القبور شجي.. لكنه مبحوح ومكسور.. يشتاق للرحلة الأطول.. ويحفر صخرة صماء لا تسمع.. بكل جسارة الفرسان.. هذا زمان الصوت يكتمه الفزع.. ويخفيه تحت جلودنا الجزع.