تعرضت البلاد في الشهور الماضيات لأزمة كبيرة في نقص اللحوم وعندما وصل الأمر إلي درجة الخطورة تدخلت الحكومة وقللت من اجراءات حمايتها للاحتكار والمحتكرين وتوافرت اللحوم وانخفض السعر ولكن بعد العيد عادت »ريما لعادتها القديمة« وأعادت الحكومة الموقرة الاجراءات الصارمة التي تحمي بها 02 أو أقل من كبار ومحتكري تجارة واستيراد اللحوم. منذ أيام ظهرت أزمة السكر مجموعة أخري من المحتكرين جمعت كل السكر المعروض وكدسته في مخازنها ورفعت السعر وظهرت الازمة وقبلها رفع سعر الحديد مرة واحدة 002 جنيه في الطن. واليوم ظهرت أزمة الشاي.. وقبلها أزمة الطماطم وسوف تظهر أزمات أخري بالتأكيد.. سوف يختار المحتكرون كل فترة سلعة مهمة يجمعونها ويكدسونها ويتفوق علي رفع السعر وتشتعل الاسعار.. كل ما حدث ويحدث سببه معروف وهو الاحتكار والمحتكرين والذي يلفت النظر هنا هو موقف الحكومة. إن الطمع طبيعة بشرية شريرة وقذرة وبعض الناس تجردوا من ضمائرهم وتحولوا الي انتهازيين وقناصين للفرصة التي تلوح.. هؤلاء اللصوص وجدوا طوال التاريخ وكانوا السبب المباشر فيما تعرض له العالم من ثورات دامية فالشيوعية مدرسة فكرية نشأت لمواجهة هؤلاء اللصوص.. الثورة الفرنسية نفسها قامت لنفس السبب. معظم الفلسفات الاقتصادية كان وراءها دافع واحد رئيسي هو كيفية مواجهة الاحتكار واللصوص الذين لا يتورعون عن تجويع شعب بأكمله لقاء تكديس الأموال في جيوبهم. والمحتكرون عادة يأخذون شكل عصابة.. فكل مجموعة مسئولة عن سلعة ما يشكلون جماعة تكاد تكون منعزلة عن المجتمع لهم علاقاتهم ولهم سهراتهم ولهم قانونهم الخاص.. بل ان بعضهم يسكن في جوار البعض وهم يقيمون خطوط اتصال متينة وقوية مع مختلف القوي القادرة علي حمايتهم وحماية مصالحهم ومساعدتهم.. في مجلس الشعب بالدورة الماضية كان صوت الاحتكار اعلي من كل الاصوات. بل ان الضريبة التي نوقشت وحددت علي بعض الانشطة الاحتكارية تم خفضها بصورة مخجلة. الحكومة أي حكومة المفروض فيها أنها تأخذ جانب الغالبية العظمي من الشعب وأن تكون دائماً بالمرصاد لعصابات الاحتكار فاذا رفعوا سلعة ما أغرقت بها السوق كما حدث لمرة واحدة وأخيرة في مشكلة اللحوم ولكن الذي نراه مخالف تماماً لما يحدث الحكومة تري وتعرف ولكنها لا تحرك ساكناً. ولست أدري تفسيراً لهذا الموقف لا في أي دين ولا في أي مذهب ولا في أي فلسفة ولا في أي سياسة لمصلحة من تحمي الحكومة المحتكرين؟!. لمصلحة من تشتري الحكومة خاطر عدد محدود من اللصوص ضد صالح الاغلبية من شعب سقط سقوطاً مروعاً في هاوية الفقر الذي لم يترك موظفاً ولا عاطلاً وأنما أحاط بالجميع؟!.. المحتكرون عندنا لا يأبهون لشئ وأنما يأخذون في خلق الازمات لسلعة وراء سلعة في منظومة يتفقون عليها مع بعضهم البعض.. اليوم اللحم.. بعده السمك بعده الطماطم.. بعده السكر.. بعده الشاي والمهزلة مستمرة والأيام القادمة سوف تشهد ازمات متوالية وكل أزمة سوف تواجه بتصريحات وردية لحكومة لا تعمل شيئا سوي الكلام وكل أزمة سوف تحميها أجهزة تم اختراقها أو تطويعها أو تخويفها تحميها شخصيات بعينها وصلت بها الجرأة إلي حد الفجور المحوط باللامبالاة. تلوك كلاما مملا ومغلوطا هو السوق المفتوحة.. وحرية التجارة وأنا أقول هنا لعن الله حرية التجارة واذا كان انفتاح السوق هو السبب فأغلقوه.. ان محتكرينا يتميزون بصفات لا توجد في الخارج فلدينا جشع لا يشبع ولدينا أوجه من جليد وضمائر ماتت مع الأصول الهابطة التي نشأ منها اصحابها.. نشر المجمعات الاستهلاكية المطورة توفير السلع بعد فتح باب الاستيراد لكل من أراد جزء من الحل.. ان قلة نهمه وفاجرة يمكن ان تحبط وتجهض أي محاولة لاصلاح أي شئ وكل شئ ودعونا نتذكر دائماً قول أحد كبار الاقتصاديين وهو أن المحتكر في أي مكان وأي نظام هو عدو الشعب رقم (1). ولله الأمر