ما لهؤلاء القوم يصرخون ويولولون ويملأ صراخهم وعويلهم الدنيا وهم يعلمون علم اليقين أنهم كما زال آباؤهم واسلافهم الأولون، لا محالة زائلون وان هذه الدنيا وما عليها من بشر وخلق من جن وانس وملائكة زائلون ولا يبقي إلا وجه ربك ذي الجلال والاكرام يوم الدين. ومع هذا لاتتجه بوصلتهم الضالة الا ما هو فان وزائل وينسون رب العالمين الله الواحد الأحد الذي يبدأ الخلق ثم يعيده سبحانه وتعالي عما يشركون. هكذا هو حال العلمانيين الذين استشاطوا غضبا علي قرار محلب بوقف عرض فيلم «حلاوة روح» السبكي واتباعه وشركائه والعلمانيون لا يصرخون ويلولون الا اذا اقترب احد من مملكتهم الخاصة التي تشير إلي حقيقة فكرهم وسلوكهم وحياتهم وهكذا فبدأوا صراخا وعويلا علي فيلم يكشف أكثر عن حقيقة حياتهم وتوجهاتهم وسلوكياتهم الخاصة جدا الا انهم صاروا يتمسكون بأذيال شعار حرية الابداع.. اي حرية ابداع هذه وقدصمتم من قبل ازاء موقف وزير الثقافة الحالي الذي كان وزيرا في حكومة قنديل، عندما منع جماعة سينمائية شابة بحجة انها تعمل علي اخونة السينما، اذا كانت حرية التعبير مطلقة كما يزعمون فكان يجب الانتظار حتي نري ابداعات هذه الجماعة ثم يتم الحكم عليها قبل ان نعرف لها وجهه أو أسلوبا أخر ابداع، واذا كان من الممكن منع عرض فيلم لاساءته إلي الاخلاق العامة والآداب وإفساده لخصوصية وبراءة الطفولة، فمن الجائز ايضا منع عرض فيلم يحث علي العنف والقتل والارهاب سواء قبل العرض أو بعد عرضه بناء علي رغبة ولو قطاعا من الرأي العام. لكن العلمانيين يرون ان الاخلاق العامة والدين والفضيلة هي مجرد اوهام واساطير وخزعبلات لايجب ان تحد حرية الابداع ازاءها حتي لو كان ذلك الابداع ليس الا مجرد اسفاف وانحطاط ممقوت من غالبية المصريين كالذين لاصلة لهم بعلمانية او ابداع انما يريدون حياة مستقرة اخلاقيا وبالطبع فان تمسك العلمانيين بشعار حرية الابداع المطلقة لهم وحدهم دون سائر الخلق أجمعين حتي لو كان ما ينتجونه من افكار ليس الا انحطاطا واسفافا ورغبة في تدمير اخلاق الغير غير العلمانيين او الاساءة لهم في حياتهم وسلوكهم واخلاقياتهم المستقرة وينسون ان حرية الابداع تعني مبدأ هو حرية وهو مطلق وعام بدون تحديد ام الخبر فهو الابداع، والابداع من الحسن والجمال والذوق فهذه هي اساسيا ت الادب والموسيقي والرسم والسينما والمسرح وسائر الفنون ومن هنا فالحرية ممنوعة عن الاسفاف والابتذال والقبح، علي الوجه العام، اي عندما يتم عرض هذه المنتجات علي الرأي العام او علي الجمهور فهو من غير المستحب عرضها تحت بند حرية الابداع، فالقاعدة الشرعية الاسلامية هي ان منع الضرر يجب ان يسبق جلب المنفعة سواء كان بالنسبة للشخص الفرد او للمجتمع ككل، فهي قاعدة تعلي من شأن اهمية الاستقرار لبناء المجتمع وحياة الفرد علي المخاطر ورغبة في منفعة.. ومن هنا فخطوة منع هذا العرض متوافقة مع ظروف واوضاع غير خافية علي احد واذا كانت النيران مشتعلة هنا وهناك فلا مجال امام أي نيران جديدة تشتعل بسبب عمل قبيح متعارض مع الاخلاق والذوق العام تحت يافطة لا معني لها تقدس حرية العلمانيين في فعل اي شيء.. وينسون ان الشرطة المثقلة بأعباء وتضحيات جسام وسيكون عليها في حال عرض الفيلم مسئولية حماية دور العرض والجمهور من اية مغامرات انتقامية جديدة تحت دعوي حماية الاعراض من الانتهاك.