الخال عبد الرحمن الأبنودي.. شاعر العامية الأول في مصر.. شاعر بخصوبة الأرض المصرية.. التي تنجب أحلي المنتجات رغم كل التعديات التي تحدث عليها. أشعاره وأغانيه تبث الحماس في دم المواطن.. كان لها أكبر الأثر في قيادة الرأي العام بعد نكسة 1967 وانتصار أكتوبر العظيم.. غني له كبار المطربين والمطربات في مصر والعالم العربي.. ولعل أغاني العظيمة شادية في فيلم شيء من الخوف من أعظم وأهم الأعمال التي تؤرخ للسينما المصرية. أما أغاني عبد الحليم حافظ الوطنية مثل "عدي النهار" و"احلف بسماها وبترابها" و "ابنك بيقولك يا بطل" فكانت تبعث الأمل وتبث شرارة حب الوطن في قلب كل من يسمعها. كنت أتمني لقاءه أثناء الشباب.. ولكن كان يتم ذلك من خلال أشعاره وأغانيه..ومنذ سنوات بدأ كتابة اليوميات في الأخبار.. وعندما يأتي لمراجعتها يجلس في مكتب الحبيب المرحوم فاروق الشاذلي.. ومن هنا تعرفت عليه. كنت أجد المتعة وأنا اشاركهم الجلسة.. فعمي فاروق صاحب قصص وحكايات والخال الابنودي صاحب أشعار تعبر عن المجتمع.. ومرت الأيام.. وهاجر الأبنودي من القاهرة إلي الاسماعيلية بعيداً عن التلوث الذي ملأ هواءها. بين الحين والآخر كان ينشر إحدي قصائده في الأخبار فأتولي اخراجها وأتابعها لتظهر للقاريء في أحسن صورة.. وعندما كنت أشاهد منزله في الإسماعيلية تمنيت شجرة مانجو منها لزراعتها في منزلي بالتجمع. وطلبت من الصديق أسامة شلش التوسط لتحقيق هذه الأمنية. كنت أعتقد أن الأمر سهل.. ولكن الأبنودي أخبرني بأن ذلك يتم في شهر نوفمبر أو أبريل.. وانتظرت فإذا به يخبرني باليوم لاستلام هديته. وأرسلت له أخي الأكبر مع اثنين من الشباب.. ووصلا إلي الإسماعيلية. وكانت المفاجأة بالنسبة لهم بأن الخال الأبنودي يشرف بنفسه علي تسليم الشجرة ويرسلها لي في القاهرة. وكان الاتصال معه مستمر حتي تمت زراعة الشجرة في القاهرة بالطريقة الصحيحة.. واصبحت أمتلك شجرة مانجو من الخال.. أتمني ان تنتج الثمار في المستقبل ويكون في حلاوة اشعار الخال. قبل الختام: سيظل الأبنودي نبض الوطن والمعبر عن كل رأي حر. وكتابه الأخير «مربعات الأبنودي» خير مثال للتعبير عن حال مصر في فترة حكم الإخوان.