تبدأ غدا أولي جلسات مجلس الشعب الذي يستمر حتي عام 5102. ونتمني ان يخلو هذا المجلس من حوار الاحذية، وحوار الشتائم، وحوار المصالح الخاصة، والا يكون من بين الناجحين الجدد -والقدامي- نواب المخدرات، ونواب القروض، ونواب سميحة، ونواب النقوط، ونواب »التأشيرات«، ونواب العلاج علي نفقة الدولة، ونواب الدم الملوث ونواب القمار. وندعو الله ان تري النور مشروعات القوانين المؤجلة منذ سنين كمشروع التأمين الصحي الذي سيرحم ملايين الفقراء من تسول العلاج، وقانون الوظيفة العامة الذي سيقضي علي البيروقراطية، ويجعل المناصب العليا بالكفاءة دون الاقدمية، ومشروع بناء دور العبادة الموحد. ونأمل ان يكون المجلس معبرا عن الشعب الذي وضع ثقته في النواب ومنحهم صوته وشرف تمثيله، وان يتحدث الاعضاء بلسان الشعب، معبرين عن متطلباته، مدافعين عن حقوقه، ملبين لطموحاته. نرجو الا يستخدم النواب الحصانة الا في خدمة الجماهير وفي الصالح العام، وليست في التهرب من الجرائم، والحصول علي المكاسب الشخصية. نحلم بتطبيق القانون في عدم تعامل النواب مع الحكومة خلال فترة عضويتهم بالبرلمان فيما يتعلق بالمصالح الشخصية، كشراء الاراضي، أو شراء المصانع، وعقد صفقات للتوريد أو لشراء بضائع. واظن انه آن الأوان لكي يتم تشكيل لجنة دائمة في المجلس تكون مهمتها مراقبة اداء النواب خارج البرلمان، وان تحاسبهم وتكتب تقارير عنهم ترفع للمجلس. وتكون علي غرار ادارات التفتيش في القضاء والشرطة ليضع كل نائب في اعتباره ان من يخطيء سيقوم »سيد قراره« باسقاط عضويته!.. حتي يتم تطهير المجلس من أي نواقص. ونناشد النواب المستقلين عدم الانضمام للحزب الوطني، فلا يحق لهم ان يخدعوا ابناء دوائرهم وينضمون لاي حزب سواء للوطني أو لغيره. ونطمع في ان ينسي نواب الاغلبية ان الحكومة هي حكومة الحزب الوطني وان يكونوا علي مستوي -الأغلبية- وان يستغلوا قوتهم في انتقاد الحكومة علي أي خطأ، وان يكون ولاؤهم للذين انتخبوهم قبل انتمائهم الحزبي، وأن يعلموا ان الحكومات زائلة، و»تتغير«، و»تتعدل«، وان الشعب الذي انتخبهم هو الباقي. استغلوا غياب نواب المحظورة بعد ان حصلوا علي صفر في الانتخابات، والذين كانوا يعارضون لمجرد المعارضة، ويهاجمون لعرقلة القوانين، وينسحبون لتحقيق »الشو« الاعلامي، ويفتعلون الأزمات لتشويه صورة البرلمان، ويستهدفون، الأفراد لا السياسات، وابدأوا في ممارسة المعارضة الواعية، والنقد البناء، والاعتراض مع طرح البديل. الشعب اختاركم، ومصير مصر أصبح في أيديكم، فكونوا علي قدر المسئولية.