المصابون عاشوا لحظات الموت المحقق ويرقدون فى المستشفى باصابات تصل إلى كسر بالجمجمة والساقين لم تكد دماء ضحايا اتوبيسي الزعفرانة واسيوط اللذين وقعا خلال اليومين الماضيين وراح ضحيتهما 24 قتيلا وأصيب 33 تجف حتي فاجأتنا الأقدار بحادث مأساوي اخر وقع صباح أمس في ساعة مبكرة علي طريق السويس - عيون موسي وراح ضحيته 23 قتيلا و34 مصابا تم نقلهم الي مستشفيات السويس العام والتأمين الصحي وقع الحادث حوالي الساعة الخامسة من صباح أمس علي بعد 10 كيلو مترات من نفق الشهيد أحمد حمدي حيث كان اتوبيس النقل العام قيادة السائق فتحي شفيق عبدالله في طريقه للقاهرة وعلي متنه 50 راكبا استسلم معظمهم للنوم لطول المسافة.. فجأة صرخ احد الركاب في السائق محذراً.. هناك شبح يظهر بصعوبة لسيارة متوقفة علي جانب الطريق، وقبل ان ينتبه السائق ليتفادي التصادم كانت مقدمة الاتوبيس تلتصق بمقطورة السيارة التي توقفت في منطقة مظلمة ولم يقم سائقها باستخدام اية كشافات إضاءة لتحذير السيارات المارة . وقع الحادث في حوالي الساعة الخامسة من الصباح حيث فوجئ سائق الاتوبيس بالسيارة المتوقفة، وحاول مفاداتها وتجنب الاصطدام بالمقطورة، فارتطم الجانب الايمن للاتوبيس بالسيارة وتهشم تماما، وكان اغلب المتوفين ركاب المقاعد اليمني بالاتوبيس بعد نصف ساعة من وقوع الحادث بدأت سيارات الاسعاف في التوافد تباعا علي مكان الحادث لنقل المصابين والمتوفين الي مستشفي السويس العام، ومستشفي التامين الصحي ومشرحة المستشفي العام. واوضح بيان لمديرية الصحة ان اجمالي عدد الضحايا بلغ 23 متوفيا في الحادث، بينهم 6 افراد ومجندون تابعون لمديرية امن جنوبسيناء، وهم امين شرطة متولي السباعي، وامين شرطة نادر عبد الفتاح، وأمين شرطة محمد عبد الحافظ، وأحمد عبد الله عايد« شرطي"، والمجند مصطفي السعيد، والمجند اشرف اسماعيل، وهم من محافظتي الشرقية والدقهلية كما توفي محصل الاتوبيس ويدعي أحمد سامي. وبلغ عدد المصابين 24 مصابا بينهم سائق الاتوبيس وتم التحفظ عليهم، وتم نقل خمسة منهم لمستشفي التامين الصحي، و19 لمستشفي السويس العام بينهم ملازم اول بالقوات المسلحه تم احالتة لمستشفي السويس العسكري مصاب بنزيف داخلي، واوضح مصدر طبي بالمستشفي انه تم ايداع 2 من المصابين بالعناية المركزة مصابين بنزيف داخلي بالبطن، ونزيف داخلي بالمخ، وحالة اخري بغرفة العمليات لعمل استكشاف جراحي للبطن، وتم نقل الحالة لقسم المخ والاعصاب بالتامين الصحي حيث يعاني من نزيف حاد بالمخ وشرخ بالجمجمه. وقال مصدر امني ان سبب الحادث نتيجة لضعف الانارة بالطريق وقيام سائق السيارة النقل بالتوقف يمين الطريق الفردي دون اشارة انتظار او وضع اي علامة تفيد بوقوفة، وتم التحفظ علي سائق النقل ويدعي ابراهيم عبد الوهاب محمد عبد الوهاب مقيم المنصورة. وأمر المستشار احمد عبد الحليم المحامي العام لنيابات السويس بانتداب فريق من النيابة لمعاينه الحادث، وتبين من المعاينه ان الاتوبيس كان يسير بسرعة طبيعية، وان السائق فوجئ بالسيارة النقل علي يمين الطريق، داخل نطاق حارة السير المخصصة له فاصطدم بها، وقام الفريق بفحص الاتوبيس والسيارة النقل، لبيان ما اذا كان السائق قد استخدم مكابح الاتوبيس، قبل اصطدامه، ام غلبة النوم خلال السير وتم تشكيل لجنه فنية لمعاينة الاتوبيس والسيارة النقل، وتم رفع اثار الحادث من الطريق. وقام د. خالد الخطيب مساعد وزير الصحة بزيارة لمستشفي السويس العام ومستشفي التامين الصحي لمتابعة علاج المصابين في الحادث، كما قام اللواء العربي السروي محافظ السويس بزيارة مستشفي السويس العام للاطمئنان علي حالة المصابين، كما توجه لمستشفي التامين الصحي لمتابعة حالة المصابين الخمس الذين تم نقلهم الي هناك، وأمر باعلان حالة الطوارئ في المستشفي واستدعاء كل الاطباء للتعامل مع مصابي الحادث وسرعة علاجهم. وتوجه اللواء خليل حرب مدير امن السويس لمستشفي السويس العام للاطمئنان علي المصابين والشرطيين اللذين اصيبا في الحادث وهما الشرطيان يوسف مصطفي وسيد سعيد رمضان من قوة مديرية امن جنوبسيناء. التقت الاخبار ببعض المصابين بمستشفي السويس العام، في البداية قال أحمد مصطفي بدوي 24 سنه صاحب سوبر ماركت بمدينه شرم الشيخ أنه كان نائما وقت الحادث، واستيقظ علي صوت احد الركاب يحاول تنبية السائق ليأخذ حذره من السيارة النقل المتوقفة، واشار الي انه لا يدر كيف خرج من الاتوبيس غير أنه »طار« علي حد وصفه ووجد نفسه ملقي علي الرمال، واضاف انه شاهد بعد سقوطه شاهد سيارة نقل مسرعة تصدم الاتوبيس من الخلف عقب الحاث بلحظات، ولم يدري بعدها ماذا حدث حيث استيقط ليجد نفسة ملقي علي سرير بالمستشفي ومصاب بكدمة في الكتف وجرح في قطعي في الرأس ويقول عمرو محمود محمد مهندس انه كان متواجدا بشرم الشيخ في مهمة عمل استغرقت 3 ايام واستقل الاتوبيس للعودة الي بلدته بالدقهلية، واشار الي انه كان نائما وقت الحادث، واستيقظ فجأه علي صوت الاصطدام ووجد ملابسه مشبعة بالدماء، ولم يشعر بنفسه إلا ورجال الاسعاف ينقلونه الي السيارة. »حاسب يا ريس، حاسب ياسطي، خلي بالك العربية، العربية« هكذا بدأ احمد معوض 25 استورجي موبيليا يعمل بورشة للاثاث في شرم الشيخ، حديثة معنا، قائلا انه كان بين النوم واليقظة، وفوجئ بأحد الركاب يردد تلك الكلمات، حينما شاهد السيارة النقل المتوقفة علي جانب الطريق، ولم تمر لحظات حتي وجد نفسة يخرج من نافذة السيارة بفعل الاصطدام وسقط علي الارض، ليصاب بخلع الكتف، وجرح قطعي في الرأس وكدمات بالجسم ونزيف في الاذن ويشير محمد عبد العزيز 21 سنه عامل انشاءات، انه كان يجلس بمؤخرة الاتوبيس، وان السائق لم يكن متيقظا خلال قيادته للاتوبيس، لافتا الي انه قبل دخول احدي الاستراحات بالطريق كاد يصطدم بسيارة نقل مسرعة لولا انه تفاداها في اللحظة الاخيرة، وعند وقوع الحادث انشطر الاتوبيس الي نصفين بالطول، وقال انه شاهد امتعة الركاب وبعض متعلقاتهم تطير في الهواء وقوة التصادم في مشهد اخر خيم عليه الحزن توافدت اعداد علي المتواجدين امام مشرحة مستشفي السويس العام بعد توافد العشرات من اهالي ضحايا حادث تصادم اتوبيس بسيارة نقل بطريق السويس-عيون موسي وعددهم 22 متوفيا وقام أهالي الضحايا وذوهم بانهاء اجراءات استلام جثامينهم، للمغادرة بهم الي محافظاتهم المختلفة.