محمود عارف قال الله تعالي: »قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير، انك علي كل شيء قدير« صدق الله العظيم من وقت لآخر، نركن إلي خير صديق، وخير جليس، وهو الكتاب، حيث تجد فيه المتعة الفكرية وأداة التواصل الثقافي بين الأجيال.. وأحد دوافعنا إلي الاشادة والثناء علي سنة حسنة، بدأت تتسلل إلي حياتنا عبر الصحف والفضائيات، وهي الدعوة إلي حب القراءة، والتمتع بطيب ثمار ما تنتجه العقول من قرائح المفكرين والعلماء والفنانين، بذلك نزيح عن عقولنا، وعقول الناشئة، وهم مستقبل الأمة، وهم الغاية والهدف، نزيح عنا ضبابية التفكير وركام السحر والشعوذة والخرافة، والفهلوة التي رانت علي عقولنا، وحياتنا سنوات طويلة، وهذه الآفات الاجتماعية هي أحد الأسباب في انهيار الشعوب. ونأمل بعد ثورة 52 يناير ان تتبدل حياتنا الفكرية والثقافية والابداعية من حالات الجمود إلي الحيوية والانطلاق، وفي اعتقادي أن من دعا إلي فضيلة القراءة الجادة، وعمل بهذه السنة الحسنة، ودعا إليها فله أجرها، وأجر من سار علي دربه.. وقد اخترنا في هذه العجالة ثلاثة كتب نعرضها بإيجاز غير ضار، وبأقلام أصحابها.. يجمعها خيط واحد، الشوق إلي الحرية والتطلع إلي العدالة الاجتماعية وكراهية الاستعمار بأشكاله العسكرية والاقتصادية والثقافية، وادانة العمالة وخيانة الوطن ومقت الظلم والظالمين وتحدي الصعاب، تلك هي القواعد الصلبة لبناء وطن قوي، يحتضن ابناءه دون تفرقة في اللون والجنس والعقيدة. والكتب الثلاثة تدور حول شخصية واحدة، مؤلفوها ثلاثة من كبار المفكرين، اثنان مصريان والثالث من طرابلس الشام. أطلق الغرب علي صاحبها: الحكيم الثائر، وهو السيد جمال الدين الأفغاني، والمؤلفون الثلاثة هم الدكاترة: عثمان أمين، ومحمد سلام مدكور، وعبدالقادر المغربي.. وقد تلاقت أفكارهم حول هذه الشخصية المبهرة فكرا وسلوكا، فهو ظاهرة إنسانية فريدة، متعدد المواهب، ولديه القدرة علي التصدي والصمود أمام نوائب الدهر. وكان للرجل مريدون يحملون رسالة شيخهم في وجوب النهضة ومقاومة الاستعمار البريطاني في أي بلد يسطو علي مقدراته، في الهند، في مصر، في افغانستان، ولعظم شأنه، تسابقت الدول إلي الانتساب إليه قالوا عنه أنه أفغاني وتارة من إيران وثالثة من تركيا، وذهب البعض أنه من أصل هندي، ولم يشأ أن يحكي الرجل قصة حياته الذاتية، فقد كان الرجل لا يعنيه النشأة والمولد بقدر عنايته بالرسالة التي حملها إلي الناس والعودة إلي صحيح الدين، وايقاظ المسلمين من سباتهم العميق ومطالبتهم أن ينفضوا عن عقولهم حجاب الجهل والخرافات والشعوذة والفتاوي العابثة باسم الدين في أناس يتميزون بضحالة الفكر وسخافة الرأي، وان يعوا أن أمة الاسلام، اصبحت فريسة ولقمة سائغة، في أفواه الاستعمار الغربي، ورفع لواء الثورة ضد الظلم والظالمين، نصيرا للمقهورين والضعفاء من الشعوب، معرضا حياته للمطاردة والنفي والسجن ومحاولات القتل المتعددة وكثيرا ما نبه الأفغاني إلي خطر الاستعمار الثقافي ومحاولات الغرب القضاء علي الروح القومية وقتل التربية الوطنية وتقويض الثقافة الشرقية، فتراهم يزينون للشرقيين ان ينكروا علي قومهم كل مآثره ويلقون في روعهم أنه ليس في لغاتهم العربية والفارسية والهندية آداب تؤثر ولا في تاريخهم مجد يذكر ويوهمونهم بأن قصاري المجد الشخصي النابه ان ينفر من سماع لغته وان يتباهي بأنه لا يحسن التعبير عنها، وان ما تعلمه من الرطانة الغربية هو غاية ما يستطاع بلوغه من الثقافة الإنسانية، وكان يقول: ألا ليت الشرقيين يدركون أنه لا جامعة لقوم لا لسان لهم، ولا لسان لقوم لا تاريخ لهم، ولا تاريخ لقوم إذا لم يقم منهم أساطين يحمون ذخائر بلادهم ويحيون مآثر رجالهم ويعظمون أوطانهم. وقدم الأفغاني مفهوما ضافيا عن كلمة الخائن والخيانة.. وكثيرا ما كان الأفغاني يندد بالحكام الشرقيين لغفلتهم مما يريد لهم أهل الاستعمار من دول الغرب، فكأن التجارب لم تعلمهم وكأن المحن لا تربيهم مع أن الواقع، وعبر التاريخ يدلنا علي أن الاستعمار في ماضيه وحاضره، إنما يملك البلاد بأيدي سكانها وكثيرا ما ندد الأفغاني بالحكام الذين يخونون أوطانهم ويرضون ان يكونوا أعوانا له علي امتلاك بلادهم قانعين بالقاب الإمارة ومظاهر الفخفخة، وكان يسمي هذه المواقف خيانة، وقال: لسنا نعني بالخائن من يبيع بلاده بالنقد ويسلمها للعدو بثمن بخس أو غير بخس، بل خائن الوطن من يكون سببا في كل خطوة يخطوها نحو العدو، أو يدع قدما للعدو تستقر علي تراب الوطن وهو قادر علي زلزلتها، وذلك هو الخائن في أي لباس ظهر وعلي أي وجه انقلب، والعار الذي لا يمحوه كر السنين أن تسعي الأمة أو أحد رجالها أو طائفة منهم لتمكين ايدي العدو من نواصيهم، إما غفلة عن شئونهم أو رغبة في نفع وقتي.. والمحزن ان يكون هذا هو حال الامة العربية والاسلامية بل ان كثيرا من النخب الثقافية والسياسية وكثير من القادة الذين ولاهم الله أمر العباد والبلاد يتسابقون الي الارتماء في احضان الغرب الكاره للاسلام وللحضارة الانسانية وتقدم الامة العربية لتكون في ذيل الدول المتخلفة. هذا ما تقوم به الآن جماعة ارهابية، باعت آخرتهم بدنياهم.. ولو علم الله ان فيهم خيرا لمكنهم في الارض. الحب عبر العصور الحب عاطفة انسانية، ممتدة الجذور منذ أن خلق الله آدم وحواء، وهو انبل وأرق العواطف، والحب يضفي علي الرجل والمرأة، الزوج والزوجة والاسرة مشاعر جياشة تفيض عذوبة، وتجعل الحياة رغم ما فيها من معاناة وكبد مقبولة، يمكن التعايش معها وأمامي كتاب »اجمل قصص الحب«، مؤلف صغير الحجم ولكن له قيمة أدبية كبيرة، تبعث علي الدفء، في ايام البرد الشديدة، التي نعيشها هذه الأيام.. صقيع ومطر تجعل الفتي شيخا يرتجف، والصبية عجوزا، فما بالك بالشيخ الهرم.. أو امتدت به الحياة الي أرذل العمر! مؤلف الكتاب د. ماهر شفيق فريد استاذ اللغة الانجليزية بكلية الآداب جامعة القاهرة، عرض فيه عددا من قصص الحب بأقلام كبار الكتاب في مصر والخارج. من مصر رواية ابراهيم الكاتب لابراهيم عبدالقادر المازني، ودعاء الكروان لعميد الأدب العربي د.طه حسين، ورواية سارة لعباس محمود العقاد. وشجرة اللبلاب، رواية محمد عبدالحليم عبدالله، والوسادة الخالية لاحسان عبدالقدوس وقصة حب، رواية د.يوسف ادريس. ومن الأداب العالمية: رواية جوته: آلام الشاب فرتر، ورواية اميلي برونتي: مرتفعات وذرنج، ومدام بوفاري ل جوستاف فلوبير، ولأسكار ويلد: العندليب والوردة، والحب الزوجي ل البرتو مورافيا، وتضمن الكتاب قصصا لادباء آخرين.. ولتكتمل الصورة: ذكر المؤلف ترجمة قام بها الاستاذ محمد عبدالله الشفقي بعض ما قاله المفكرون عن الحب ، عبر العصور ونشرت في عدد ديسمبر 8591 من مجلة الأدب التي كان يصدرها الاستاذ أمين الخولي نشير إليها في ايجاز: آتون: الحب، انه الحب، انه الحب، ذلك الشيء الذي يجعل العالم يدور. ب. ج بيلي: لا تسأليني ما الحب، وأسأل الله في الأعالي ما هو الخير، واسأل الشمس المجيدة: ما هو الضياء، واسألي قبلتك عن معني العذوبة، واسألي نفسك عن معني الجمال. بيرون: حينما تحب المرأة، لأول مرة، فانها تحب حبيبها، وبعد ذلك تحب الحب.! هايني: من يحب لأول مرة، ولو حبا يائسا، فهو إله، ومن أحب ثانية وظل يائسا فهو غبي..! شكسبير: الحب، دخان يتصاعد من لهيب التنهدات، فاذا ما صفا، اصبح نارا تتلألأ في عيون الأحباء فإذا ما اضطرب، أضحي بحرا يفيض عليه دموع العاشقين. شيلي: تمتزج الينابيع بالأنهار، كما يمتزج النهر بالمحيط، ورياح السماء في تزاوج عذب رائع، ولاشيء في الدنيا يعيش منفردا، فلماذا لا أمتزج بك ياحبيبتي! سوينبرن: آه لو كان الحب زهرة، وحياتي أوراقها. اذن لعشنا معا ولا أبالي، غضبت الطبيعة أم غنت. بوينيوس: آه أيها الرجال، لوسيطر الحب الذي في السماء، علي عقولكم، اذن لسعدتم. طاغور: الجمال هو حيلة الطبيعة لإثارة الحب.