لا يمكن لعاقل أن يتهم الرئيس باراك أوباما بالشرك بالله لمجرد وقوفه لا يحرك ساكنا أمام علم بلاده، ولا يستطيع منصف -كائنا من كان- أن يعتبر تقبيله لعلم بلاده ضربا من ضروب الوثنية، لان احترام العلم وتقبيله تعبيرا عن حب الوطن والاخلاص له أمر طبيعي لا يصدم عقول متفيهقي آخر الزمان. أما الذي يصطدم بعقولهم المتحجرة فهو وقوفنا نحن وطوافنا وتقبيلنا للكعبة التي جعلها الله البيت الحرام قياما للناس. اذا كان المولي سبحانه وتعالي جعل الكعبة البيت الحرام قياما للناس، فان ذلك يعني -دون حذلقة- ان الطواف والتقبيل رمز لتجديد العهد من المسلم علي إقامة الدنيا والرقي فيها بمنهج الله كي يكون هذا الرقي والتقدم بابا للفلاح في الآخرة ايضا. حب الكعبة والتبرك بماء زمزم ليسا إلا رمزا للعشق الالهي الذي يفيض في قلب من اصطفي من عباده المخلصين والمحبين لإعمار دنياهم وآخرتهم بكل خير وفلاح وسعادة، لذلك يعتبر الحج ولادة جديدة للإنسان بعد أن لبي نداء المولي عز وجل وجدد العهد علي اتباع منهجه لإعمار دنياه وآخرته. لو أدرك كل حاج مغزي المشقة في إقامة النسك بالمشاعر المقدسة لتحولت المجتمعات الاسلامية الي سلال خيرات للعالم، وطاقات نور لمن يريد الهداية، فالحج صفحة جديدة من صفحات التسامح والعطاء للإنسانية جمعاء، وتنقية للنفس من الهوي والتمركز حول الذات، والأخذ بالاسباب لمواجهة الأزمات. مجتمعاتنا النامية والفقيرة في أمس الحاجة إلي أن تكون العبادات مدخلا للنهوض بها وبأبنائها.