لا أعرف سبباً للتدخل الأمريكي السافر في الشئون الداخلية للدول بشكل عام.. وفي مصر بشكل خاص من خلال تقرير الحريات الدينية وقبله حول الرقابة الدولية علي الانتخابات في مصر. ومصر لم تكن ولن تكون تابعة للولايات المتحدة واهتمامها فقط ينصب في دعم القضايا العربية وإحلال السلام في المنطقة، فالجانب الأمريكي يملك 99٪ من أوراق الحل.. لذا فهو صاحب الصوت الأعلي والقادر علي حل القضية الفلسطينية وإلزام إسرائيل بأي حل يتم التوصل إليه.. ورغم هذا نجد واشنطن تسعي للمحايلة تارة وبالضمانات تارة أخري للضغط علي إسرائيل حتي تصدر قراراً بتجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة لمدة 3 أشهر. وللأسف لا يجرؤ مسئول أمريكي علي إعلان راية العصيان أمام الجبروت الإسرائيلي خوفاً من اللوبي اليهودي الأمريكي.. فيما يظهر الجبروت الأمريكي أمام الشعوب الأخري خاصة الشعوب العربية والإسلامية فالاحتلال الأمريكي لازال قابعاً في الأراضي العراقية والأفغانية.. ومازال سجناء جوانتانامو يقاسون الجبروت الأمريكي ومن قبل سجناء سجن أبو غريب في العراق. وواشنطن التي تتشدق بحقوق الإنسان هي أول من يهدر هذه الحقوق داخل أمريكا وخارجها.. لذا فإن شعوب العالم حتي أوروبا الأكثر قرباً من أمريكا يكرهون الممارسات الأمريكية ضد الغير. إن الشعب الأمريكي شعب طيب وودود ويحب الشعوب الأخري ويكره الظلم ويرفض الاعتداء علي حقوق الآخرين. وهو شعب خليط من جميع شعوب العالم.. ففيه الآسيويون والأوروبيون والأفارقة وأبناء أمريكا اللاتينية.. لذا فإن الزائر للولايات المتحدة لا يشعر للحظة أنه غريب عن هذا البلد.. فهو جزء منه مادام هو موجود داخل الولاياتالمتحدة. هذا الشعب يظلمه مسئولوه وسدنة نظامه في أفعال هي بعيدة كل البعد عن أفكار وطموحات الشعب الأمريكي.. لذا علينا أن نلجأ إلي هذا الشعب الواعي والقادر علي تغيير سياسات حكامه فهو الذي يستطيع إلزام حكامه بعدم التدخل في شئون الدول الأخري خاصة أن لكل دولة عاداتها وتقاليدها وحضارتها وقيمها التي تختلف من دولة لأخري وما يصلح في دولة قد لا يصلح في كل الدول المماثلة. إن مصر نسيج واحد بمسلميها ومسيحييها فهم أبناء هذا الوطن لا ينفصلان أبداً وهم شعب واحد الكل يسعي للبناء والتنمية والحب والخير . تطوير التعليم يجب أن يكون قضية مصر الأولي.. فالتعليم هو القاطرة لتحقيق تقدم سريع ونمو مرتفع وتواجد أكبر علي الساحة الدولية خاصة أن أبناء مصر الذين يلتحقون بالتعليم في الخارج يظهرون مهارة فائقة عن زملائهم من جميع الدول الأخري.. فالقضية ليست في إنشاء المدارس بل في نوعية التعليم الذي يتلقاه أبناؤنا.. ومع انتشار الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات والتنسيق المستمر بين وزارتي التربية والتعليم والاتصالات سوف نلمس مردوداً سريعاً لتطور العملية التعليمية في ظل إقبال الشباب المصري علي استخدام الكمبيوتر بمعدلات تفوق إقبال الشباب في باقي دول العالم. وأعتقد أن الوزيرين د. طارق كامل ود. أحمد زكي بدر يسعيان لنفس الهدف.. ليس فقط في تطوير آليات التعليم ونظامه ولكن أيضاً في إكساب الشباب المزيد من المهارات الجديدة للالتحاق بسوق العمل في شتي مجالاته.