ما لا يمكن نسيانه في ذكري انتصار اكتوبر العاشر من رمضان ليس فقط مابذله جنودنا من بسالة نادرة وعمل معجز للقضاء علي اكذوبة الجيش الاسرائيلي الذي لا ينهزم وحائط بارليف الذي لا يمكن اختراقه. وليست فقط تلك المجهودات التي قامت بها المخابرات المصرية للايحاء لاسرائيل والعالم اجمع بأن فكرة الحرب بعيدة كل البعد عن المصريين وما واكب ذلك من اعلام ساعد في ترسيخ هذه الفكرة حتي نحصل علي سبق المفاجأة ، وهذا ما حدث ، فوجئ العدو الاسرائيلي مفاجأة اذهلته وشلت قدراته ، فأصابه الهلع حتي ان شارون وقف يصف هلع جنوده قائلا : كانوا يصرخون ، انهم يأتوننا من كل مكان ولا يتوقفون لا يتوقفون . وبالطبع لا يمكن بأي حال نسيان شهدائنا الابطال محمد العباسي أول من رفع العلم علي أرض سيناء بعد العبور ومحمد عبدالعاطي صائد الدبابات ان حرب اكتوبر لم تكشف حتي الآن عن حقيقة البطولات التي بذلت فيها علي أرضنا الحبيبة سيناء ، وهي بطولات ينبغي أن تخلد في أعمال تسجيلية ودرامية تعيد لابناء هذا الوطن ثقتهم في أنفسهم وفي جيشهم الذي يقوم الآن بملحمة أخري أكثر - من وجهة نظري - صعوبة وخطورة في حربه التي لا هوادة فيها ضد الارهاب في الداخل والضغوط والممارسات غير الشريفة التي يواجهها من التنظيم الدولي للاخوان ومن يناصرهم في الخارج. ما لا يمكن نسيانه في ذكري حرب اكتوبر ، روح اكتوبر التي تقمصت كل فرد من ابناء مصر ، وقتها كادت الجرائم تختفي وأصبح ابناء الوطن جميعا علي قلب رجل واحد ، نسي الجميع مشاكلهم الخاصة ومعاناتهم المعيشية وأصبح كل همهم كيف يقف الوطن علي قدميه بعد أن حقق هذا الانتصار العظيم مسح الجميع دموع الانكسار التي انهمرت منذ نكسة 1967 ، واشرقت وجوههم بنور الانتصار في حرب العاشر من رمضان ،اصبحت صيحة الله اكبر هي كلمة سر الانتصار ، صاح بها الجميع مسلمون ومسيحيون ، وعندما خلصت النية وصدق التوجه تحقق الانتصار ، نحن في حاجة لاستعادة تلك الروح حتي نعبرهذه الحرب غير الشريفة التي نواجهها ضد الارهاب في الداخل والخارج وان نقف جميعا صفا واحدا في ظهر جيشنا العظيم خير اجناد الارض حماه الله من كل سوء ونصرنا به ونصره بنا آمين .