تحققت للأسف مخاوفي التي كنت قد كتبت عنها الأسبوع الماضي، عن صناديق الموت التي تحصد المزيد من أرواح المصريين، ولم تمض سوي ساعات قليلة حتي شاهدنا جميعا "الصناديق" وهي تحمل أجساد خير أجناد الأرض في مشهد جنائزي مهيب أوجع القلوب. ومن المفارقات التي هزتني أنهم، كما ذهبوا معا للحصول علي شهادة إنهاء خدمتهم العسكرية ،شاء الله أن ينالوا معا أيضا أعلي واغلي شهادة وهي "الشهادة السماوية مع مرتبة الشرف العليا"، وعندما اتفقوا علي الاحتفال معا قبل أن يبدأ كل منهم حياته الجديدة، لم يدر بخلدهم أن الله قد اختار لهم مكانا لإحتفالهم لم تره عين ولم يخطر علي قلب بشر وهو الجنة ليبدأوا حياة أبدية مع النبيين والصديقين والشهداء، وكما أمر وزير الداخلية بترقيتهم في الدنيا للرتبة الأعلي مع رعاية أسرهم، فقد منحهم الله في الآخرة أعلي رتبة يتمناها جندي وهي رتبة "الشهيد"، والأهم من كل ذلك أن الله كرم أسرهم بشرف شفاعة كل منهم لسبعين من أهل بيته يوم القيامة. وزالت كل مشاعر الأسي بداخلي أمام مشهد الصبر المتجسد في زغرودة أطلقتها أم أحد الشهداء أثناء إستضافتها في أحد البرامج وهي تزف إبنها لحياته الجديدة، ونادت كل أم شهيد أن تفرح وتفتخر مثلها بإبنها البطل، وأبدت سعادتها واستعدادها لتقديم ما تبقي من أولادها فداءا للوطن..!