[email protected] حزمة حوافز قدمتها الإدارة الأمريكية لإغراء قادة الدولة العبرية لتجميد الاستيطان لمدة ثلاثة أشهر فقط ! .. فبماذا يمكن أن نصف ذلك ؟ .. أليست كارثة أخلاقية بكل المقاييس .. خاصة وأنها من قبل الدولة التي من المفترض أنها ترعي عملية السلام في الشرق الأوسط .. ؟! الحزمة أو الصفقة .. والتي تشمل 30 من أحدث الطائرات.. واتفاقية أمنية مشتركة .. ومساعدات لا حد لها .. من أجل تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية لمدة 90 يوما فقط !!.. بينما لا تلتزم إسرائيل بأي تجميد آخر.. تشير إلي سياسة الابتزاز التي يمارسها نتنياهو ومعه اليمين المتطرف علي الجميع .. ومحاولة فرض الأمر الواقع بمنطق القوة والبطش .. وهو ما لم تستطع إليه الولاياتالمتحدة دفعا أو ردعا .. فلجأت إلي الرشوة التي ينتظرها رئيس وزراء الدولة العبرية ويباهي بها خاصة للإيحاء بقبض ثمن انتظار الأشهر الثلاثة .. وهو الذي لن يفعل شيئاً!. من المؤكد أن إسرائيل لن تقدم أي خطوة للأمام .. وأن ما ستحصل عليه من واشنطن من حزمة التشجيع تلك .. ستكون إضافة .. لأن نتنياهو يعرف جيدا كيف يستنزف الوقت أمام الفلسطينيين العرايا تماما من أية حزمة أو ورقة توت تستر عوراتهم السياسية والداخلية .. مما يتيح الفرصة له لإيجاد المبرر أمام خصومه بعدم تراجعه عن وعوده بوقف الإستيطان أبدا.. نظير هذه الصفقة التي يسيل اللعاب لها .. فما بالنا بالوعود أيضا .. حكومة واشنطن تعرف جيدا .. أنه لن يتحقق سلام أبدا مادام نتنياهو في الحكم .. ولا في أي عهد مقبل تشترك فيه الأحزاب اليمينية المتطرفة .. وما يحدث الآن .. ليس إلا محاولة لحفظ ماء الوجه الأمريكي .. الذي أريق كثيرا وأهدر .. سواء في حملة الوعود الداخلية التي أفرط فيها أوباما بشكل مبالغ فيه .. ودفع ثمنها الباهظ في إنتخابات التجديد النصفي للكونجرس بفوز خصومه الجمهوريين .. ما جعله يحاول تلميع صورته في جولة آسيوية ربما ينسي فيها همومه!. حكومة واشنطن تعلم أيضا .. أن ربيبتها إسرائيل لن تفعل شيئا ذا قيمة .. وأن أفّاقا كبيرا مثل نتنياهو لن يقدم خطوة نحو السلام المزعوم.. لأنه بمنطق مكيافيللي .. لا شيء يجبره علي تقديم ما سرقته عصاباته قبل عقود .. فالعرب أصبحوا شراذم بلا حول ولا قوة .. والفلسطينيون عاجزون حتي عن الاتفاق علي الإمساك بحجرٍ ما .. فما بالنا ببندقية أو برصاصة .. والإدارة الأمريكية .. تستعد للإنتخابات المقبلة .. والعالم مشغول بالأزمة المالية .. وهمومه الأخري.. إنها نفس الدوامة .. وإنه نفس السلام .. تكفينا نحن العرب منه الصورة الملهاة السوداء .. أمريكا تشجع إسرائيل بصفقات سلاح مجانية .. ربما لن يكون كافيا لقتلنا .. وإحتلال الأراضي والمنطقة لتكون خالية لأبناء عمومتنا المزعومين.. يحيا العدل.. ويحيا هكذا سلام!.