اكتسبت زيارة الرئيس حسني مبارك المكوكية لكل من ألمانيا وإيطاليا أهمية خاصة في هذا التوقيت الدقيق الذي تمر به عملية السلام في الشرق الأوسط .. كما جاءت في إطار الجهود الكبيرة والمستمرة التي تبذلها مصر بدءا من دعم عملية السلام في الشرق الأوسط في جميع مراحلها وصولا إلي إعادة إطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي تستهدف التوصل إلي اتفاق يتيح تحقيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية وإحلال السلام الشامل والعادل في المنطقة بعد عقود طويلة من الحروب والصراع .. زيارة الرئيس إلي اثنتين من الدول الأربع الكبار الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومباحثاته المهمة مع كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأربعاء الماضي ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني أمس الأول .. تركزت في الأساس حول طرح رؤية مصر لتأمين المفاوضات المباشرة والتي لايمكن استمرارها إلا بتمديد تجميد الاستيطان الذي ينتهي غدا الأحد .. لمدة ثلاثة شهور كحل وسط يجري بعدها تقدير الموقف إذا ماشهدت هذه الشهور الثلاثة بوادر أمل وإحراز تقدم يفضي إلي سلام .. من المعروف العلاقات الوثيقة التاريخية التي تربط بين ألمانيا وإسرائيل والتي تمتد جذورها إلي عقود طويلة.. ومن المعروف أيضا علاقات إيطاليا الوطيدة بإسرائيل وخاصة في ظل حكومة رئيس الوزراء بيرلوسكوني اليمينية .. ومن هنا حرصت ألمانيا وإيطاليا علي الاستماع إلي تقييم الرئيس مبارك للأوضاع في الشرق الأوسط .. وتقديره للموقف وسبل دعم وإنجاح المفاوضات .. فالبلدان تقدران جهود مصر كدولة محورية في المنطقة والدور الذي يلعبه الرئيس مبارك لإحلال السلام في المنطقة من خلال اتصالاته المكثفة علي جميع الأصعدة مع مختلف الأطراف المعنية بعملية السلام .. سواء الجانب الفلسطيني والجانب الإسرائيلي ..أوالرباعية الدولية .. لقد أطلع الرئيس مبارك ميركل وبيرلوسكوني علي خطورة استئناف الاستيطان الإسرائيلي ومدي تأثيره سلبا علي عملية السلام التي تمر بمرحلة تاريخية وفرصة سانحة ربما لن تتكرر.. ودعاهما إلي توظيف علاقاتهما بتوجيه رسالة واضحة إلي إسرائيل بضرورة وقف النشاط الاستيطاني في قطاع غزة الذي يقضم الأراضي المحتلة يوما بعد يوم إلي درجة أنه لم يعد للفلسطينيين شيء يتفاوضون عليه !.. علي الإسرائيليين اليوم إثبات جديتهم في التوصل إلي السلام الشامل والعادل.. وألا يسدوا أبواب الأمل والضوء الخافت في نهاية النفق المظلم باستئناف بناء المستوطنات التي تعد أحد أهم القضايا الست الشائكة لمفاوضات الحل النهائي ..