إعداد - محمد فارس : يصل الرئيس التركي عبد الله جول إلى مصر غدا ، في زيارة رسمية لمدة يومين يستقبله خلالها الرئيس مبارك ويلتقي مع عدد من كبار المسئولين بالدولة . وصرح مصدر دبلوماسي بالقاهرة اليوم الاثنين، أن مباحثات الرئيس التركي مع الرئيس مبارك ستركز على التطورات في منطقة الشرق الأوسط وخاصة فيما يتعلق بعملية السلام والجهود المبذولة حاليا على المستوى الدولي لدفع المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. كما يناقش الطرفان سبل دفع علاقات التعاون المشترك بين مصر وتركيا والتي شهدت بالفعل طفرة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية سواء على المستوى السياسي بين الرئيس حسنى مبارك والرئيس التركي جول أو على المستويين الاقتصادي والاستثماري. و فى هذا الاطار أكد السفير مصر فى أنقرة، عبد الرحمن صلاح الدين، أهمية توقيت زيارة الرئيس التركي عبد الله جول لمصر، والتى تبدأ بعد غد الثلاثاء" ولمدة يومين. وقال السفير المصري فى تركيا اليوم الأحد: "إن زيارة جول لمصر تأتى فى توقيت بالغ الأهمية بالنظر للتطورات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، سواء فيما يتعلق بالجمود في عملية السلام أو بالهجوم الذى قامت به القوات الجوية الإسرائيلية على أسطول الحرية لغزة فى المياه الدولية للبحر المتوسط، مما أدى الى مقتل 9 مواطنين أتراك". وأضاف صلاح الدين أن التطورات فى الشرق الأوسط وكذلك التطورات السلبية فى أفغانستان ستحتلان جانبا مهما من المباحثات بين الرئيسين حسنى مبارك وعبد الله جول خلال الزيارة، مشيرا إلى تطابق وجهات النظر بين البلدين بالنسبة للوضع فى الشرق الأوسط والجمود فى عملية السلام ، وجهود تحقيق المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، وإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل فى المنطقة ،جاء بصحيفة الجمهورية . ونفى السفير المصري بشدة ما يتردد عن وجود تنافس أو صراع على الأدوار فى منطقة الشرق الأوسط بين مصر وتركيا، معتبرا أن ترديد هذه الادعاءات ينم عن سوء نية، وقال إن التشاور بين الرئيسين مبارك وجول، وكذلك التشاور على مستوى وزيرى خارجية البلدين لا ينقطع. وأكد صلاح الدين أن مصر تبذل جهودا كبيرة من أجل مساعدة تركيا فى تشكيل لجنة تحقيق دولية فى الهجوم الإسرائيلي على سفن أسطول الحرية لغزة، حيث تؤيد مصر هذا المطلب التركي، ويقود مندوب مصر بالأمم المتحدة المجموعة العربية ومجموعة دول عدم الانحياز لدعم المطلب التركي، مشيرا إلى أن هذا الموضوع سيكون أحد المحاور المهمة في المباحثات مع بين الرئيسين مبارك وجول. وأضاف السفير المصري أن موضوع المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية سيكون من بين الموضوعات الأساسية التى سيناقشها الرئيسان لافتا إلى أن تركيا لا تؤيد فقط الجهود المصرية لتحقيق المصالحة ، لكنها وعدت أيضا ببذل مساعيها من أجل إقناع الفصائل الفلسطينية بالتوقيع على الوثيقة المصرية للمصالحة بين الفصائل . مستشا الرئيس التركى: لا تنافس بين مصر وتركيا أكد إرشاد هورموزلو مستشار الرئيس التركي لشؤون الشرق الأوسط، أن الدور التركي في منطقة الشرق الأوسط مكمل للدور المصري في الشرق الأوسط، ولا يوجد تنافس بينهما على الإطلاق، بل هناك تطابق تام في وجهات النظر وتنسيق وتشاور مستمرين حول مختلف قضايا المنطقة ،حسبما جاء بوكالة أنباء الشرق الأوسط وقال هورموزلو، اليوم الاثنين، إن زيارة الرئيس عبد الله جول لمصر ،التي تبدأ غدا الثلاثاء وتستمر يومين، تأتى في إطار حرصه على التشاور والتنسيق المستمر مع الرئيس حسنى مبارك حول قضايا المنطقة وشئونها، وكذلك للاطمئنان على صحة الرئيس مبارك عقب العملية الجراحية التي خضع لها مؤخرا في ألمانيا، حيث كان الرئيس جول أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس مبارك للاطمئنان عليه، لكنه حرص على زيارته بنفسه . ونفى مستشار الرئيس التركي وجود أية تنافس أو صراع أدوار بين تركيا ومصر في الشرق الأوسط، وقال: إننا نسمع هذه المقولات كثيرا، لكن الحقيقة أن الدور التركي هو مكمل للدور المصري في المنطقة ولا تنافس بينهما إطلاقا، وتركيا تشعر بامتنان بالغ للجهود التي تقوم بها مصر لإحلال السلام في الشرق الأوسط، وترى أن دور مصر رائد في هذا الموضوع. وأشار إلى أن الرئيس عبد الله جول ذكر أن الحديث عن التنافس وإحلال دور محل دور هو من مخلفات الحرب الباردة، وهى من المقولات التى عفا عليها الزمن،وتركيا ومصر جارتان، إذا لم يكن برا فإنهما تتشاطران شمال وجنوب البحر المتوسط، ويهم البلدان أن يكون هناك تشاور مستمر وتكامل لا تنافس. وأعرب مستشار الرئيس التركي لشؤون الشرق الأوسط إرشاد هورموزلو، عن سعادة تركيا البالغة بتنامي العلاقات مع مصر، مشيرا إلى اتفاقية التجارة الحرة التي دخلت حيز التنفيذ بين البلدين في نهاية مارس من عام 2007، قائلا: إن تركيا ترى أن الرئيس حسنى مبارك هو صاحب اليد الطولي في تعميق العلاقات بين البلدين وتتطلع إلى مزيد من تعميق العلاقات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. وحول ما إذا كان يعتقد أن سياسة "صفر المشاكل مع الدول المجاورة" التي تتبعها، قال هورموزلو، إنه كثيرا ما يتردد الحديث عن وساطة تركيا في جزء من القضايا التي تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط والأمور الدولية، وقد أوضحت الحكومة والقيادة التركية ووزارة الخارجية التركية في أكثر من مناسبة أن تركيا على استعداد لمد يد المساعدة إذا ما طلب منها ذلك، وصولا إلى الهدف الأساسي وهو إرساء دعائم الأمن والاستقرار في هذه المنطقة. وأكد هورموزلو أن تركيا لا تطلب دورا معينا، وإنما تبذل ما في وسعها من أجل تحقيق الهدف الأسمى، وهو أن تنعم منطقة الشرق الأوسط بالأمن والاستقرار والسلام، وتركيا تعمل من أجل ذلك وتشد من أزر جميع من يبذلون الجهود لتحقيق هذا الهدف. وأضاف أن القضية الفلسطينية تمثل القضية المحورية التي تتفرع عنها جميع المشاكل الأخرى بالمنطقة، ولذلك فإن أية جهود تبذل لحل القضية الفلسطينية وتحقيق الوفاق الفلسطيني هي جهود محمودة، ومصر تبذل كل ما في وسعها في هذا الإطار. وعما إذا كانت تركيا ستستجيب للمطالب الأمريكية بالابتعاد عن الملف النووي الإيراني، أوضح هورموز "أن الملف النووي الإيراني يشكل موضوعا شائكا في منطقة الشرق الأوسط، وتركيا أكدت في أكثر من مناسبة أنها لا تريد شرق أوسط نوويا، سواء بالنسبة للدول التي تمتلك الأسلحة النووية المدمرة، أو الدول التي تحاول امتلاكها، لأن خلو المنطقة من هذه الأسلحة هو مسألة تتعلق بمستقبل ومصير الأجيال القادمة في المنطقة.