هذا العام .. يبلغ عمر القنبلة النووية 65 عاما .. وهي السن المناسبة والمتعارف عليها طبقا للمقاييس الدولية للتقاعد ... لكن هل يمتلك قادة العالم الشجاعة والحكمة لتخليص الأرض من هذا الجنون المطلق؟! إن مؤتمر المراجعة الخمسية لمعاهدة حظر الإنتشار النووي الذي جري مؤخرا في الأممالمتحدة قد وضع إلتزام الحكومات بعالم خال من الأسلحة النووية علي المحك .. وسيختبر مدي الجدية والمصداقية لتحويل هذه الرؤية إلي واقع .. فكما سبق أن تصدي العالم لإستخدام الأسلحة الوحشية البيولوجية والكيماوية والقنابل العنقودية التي تقتل دون تمييز.. علينا أن نحول إهتمامنا الآن إلي حظر وتجريم أكثر تلك الأسلحة خطورة!. فالبرغم من مرور أربعين عاما علي دخول معاهدة حظر الأسلحة النووية حيز التنفيذ إلا أن أكثر من 23 ألف سلاح نووي لايزال بعد في مخازن العالم - طبقا لتقارير مجلس الأمن - .. بل إن الفشل المتكرر في عمليات نزع هذا السلاح المدمر كان سببا للحث علي نشره.. وسوف يستمر في زعزعة إستقرار كوكبنا .. ولا أعرف لماذا تصرالدول المالكة لهذا السلاح علي الإحتفاظ به !؟ بالرغم من أن المادة الرابعة من المعاهدة تدعو بصريح العبارة الحكومات لإلقاء أسلحتها النووية إلي مزبلة التاريخ وتقول إنه واجب أخلاقي تدين به الحكومات لمواطنيها وللإنسانية بأسرها.. وإلا .. هل يجب علينا إنتظار هيروشيما أو ناكازاكي أخري قبل حشد الإرادة السياسية لإبعاد تلك الأسلحة عن ترسانات الأسلحة العالمية!!. إن أكثر الطرق وضوحا وواقعية لعالم خال من الأسلحة النووية هو أن تقوم الدول بالتفاوض علي الحظر الملزم شرعا .. بما يتضمن موعدا زمنيا لإزالة الأسلحة ووضع إطار عمل مؤسسي لضمان الإذعان له.. ولا ننس هنا الجهد الكبير الذي قامت به الدبلوماسية المصرية والذي أشادت به صحيفة لوفيجارو الفرنسية في مؤتمر مراجعة المعاهدة بما يخدم هدف إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.. كما أن ثلثي الحكومات التي دعت إلي هذه المعاهدة والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد عبروا جميعا عن دعمهم لهذه الفكرة بينما دول الأسلحة النووية وأعضاء حلف الناتو فقط هم من يعرقلون تطبيقها !. في شهر إبريل الماضي وفي العاصمة التشيكية براغ أعلن الرئيس باراك أوباما أن الولاياتالمتحدة سوف تبحث عن سلام وأمن العالم دون أسلحة نووية .. لكنه تنبأ أن الدول ربما لن تزيل ترسانة أسلحتها أثناء حياته !.. أنا في عمر رئيس الولاياتالمتحدة.. وإنني علي ثقة بأن كلينا سوف يعيش ليري اليوم الذي يزال به آخر سلاح نووي.. فنحن بحاجة فقط إلي التفكير خارج إطار القنبلة.!