لم يحظ موقع سيناء بالدراسة الاقتصادية الاستثمارية الوافية التي يستحقها، فعادة ينشغل الباحثون في الشأن السيناوي بالمراجع والكتب والاكتفاء بأفكار من سبقوهم علي حساب إبداعهم الفكري كسياق بحثي تقليدي نحاول في هذا العرض أن نقدمه في إطار رؤية جديدة بوصف موقع سيناء ذاته وصفاً جغرافياً واقتصادياً موجزاً. نبدأه بدستور مصر لعام2012 الذي اختصت مادته الاولي موقع سيناء كامتداد أسيوي لمصر فعلي أرض الواقع تقف سيناء علي ناصية ثلاث قارات (أفريقيا وآسيا وأوروبا) كحالة جيوستراتيجية نادرة تشير إلي "موقع مفصلي" للحركة في اتجاه دائري : براً وبحراً وجواً..مما يجعل هذا الموقع مهيأ لإتاحة فرص استثمارية هائلة يمكن أن تتيحها شبكة ضخمة لبنية أساسية قارية مباشرة علي النسق اللوجستي الشامل الجامع مابين الأنظمة الدولية والإقليمية والقومية والداخلية كما أن موقع سيناء بمثابة عروة الربط المباشر بين نصفي الكرة الأرضية (الشمالي والجنوبي) عبر قناة السويس إلي جانب ذلك يمثل ساحل شمال سيناء علي البحر المتوسط (220 كم2) عمقاً مصرياً يجمع علي ضفاف حوضه21دولة موزعة علي ذات الثلاث قارات (آسيا /أوروبا/ أفريقيا) كحياة كاملة يجب التفكير الواعي في كيفية استثمارها من خلال شبكة تعاون إقليمي تتيح لمصر فرصا عديدة للنقل البحري والجوي كما أن موقع سيناء ثري بثراء منطقة شرق البحر المتوسط حيث تقبع كنوز الثروة وامكانات الثراء في مسطح مائي واحد مما يستوجب التخطيط لاستثمار ثروات القاع علي امتداد المنطقة الاقتصادية المصرية الخالصة وجرفها القاري أما مشهد العلاقة العضوية الحميمة فهي تتشكل بوضوح تام علي قمة البحر الاحمر التي تشغلها سيناء بالكامل مما يوفر لمصر تخطي دورها من مجرد كونها دولة مشتركة في البحر إلي دولة تحتكر كل قمته مضافاً اليها خليج السويس ونصف خليج العقبة بالكامل فموقع سيناء شرفة مصر الشمالية الوحيدة المطلة علي البحر الاحمرالذي يضم ثماني دول دفعة واحدة ويتحكم هذا الموقع في حركة الملاحة البحرية والجوية إلي جانب الثروات الاقتصادية الهائلة التي يزخر بها مجراه وضفافه مضافاً اليها قوة اقليمية هائلة يجب العمل دائماً علي تعزيزها مع دول الجوار البحري علي ضفتي القارتين (آسيا وأفريقيا) كطريق مفتوح أمام الاستثمار المشترك يضاف إلي ذلك إطلالة سيناء بحدودها المصرية السياسية الشرقية علي اربع دول هي : فلسطين (قطاع غزة) وإسرائيل والأردن والسعودية التي تتقدم واجهة منطقة شبه الجزيرة العربية حيث ضخامة الانتاج النفطي والنقل التجاري والرصيد الديني الجاذب وجميع هذه الدول تتصل بمصر بموانيء برية وبحرية وفي هذا الوضع تمثل سيناء الشرط العضوي الجوهري للتواصل الإقليمي بين الشطرين العربيين الاسيوي والافريقي مما يتطلب من مصر جهداً ضخماً لترتيب أوضاع إقليمية تؤمن وتحمي الوظيفة الاتصالية لسيناء لجذب استثمارات طائلة لها في جميع المجالات، فموقع سيناء في حد ذاته يمكن استثماره بكامله... لأنه يضع كل سيناء في صفوة الأقاليم الاقتصادية الجاذبة للاستثمارات النوعية في العالم...